حوارات خاصة

نائب رئيس تجمع قوى تحرير السُودان عبدالله يحي لـ”صوت الهامش”: أصحاب الإمتيازات التأريخية عارضوا مُشاركة أبناء الهامش في الحكومة الإنتقالية

 

لم نأتي لظُلم أحد ولن نقصي من ساهم في مُعاناتنا وأتينا لنقول “عفا الله عما سلف”

حقوق أهلنا ودماء شُهدائنا لن نتنازل عنها مهما كان الثمن”

“تعليق مسؤلية الفشل والتقصير في شماعة النظام البائد أمر غير مُبرر

وصلت غضون الأيام الماضية ولاية شمال دارفور،طلائع عدد من قوات قوى الكفاح المٌسلح،إيذاناً ببدء تنفيذ برتكول الترتيبات الأمنية،وتشكيل القوة الأمنية المٌشتركة لحماية المدنيين في إقليم دارفور،واحد من طلائع هذه القوات،هي قوات تجمع قوى تحرير السُودان التي ارتكزت في منطقة “أبوليحا” بولاية شمال دارفور،ووفقاً لقيادات تلك القوى فإن وصولها لمناطق الإرتكاز يعني فعلياً إستعدادها للمشاركة في القوة المشتركة لحماية المدنيين في الإقليم”صوت الهامش” طرحت عدد من الأسئلة متعلقة بمدى إستعداد القوات لحماية المدنيين،بجانب دورها في حفظ الأمن،فضلاً الهشاشة الأمنية في دارفور،وتأخر ملف العدالة والإنتقادات الموجهة لإتفاقية جوبا،وغير من الأسئلة ووضعتها على طاولة نائب رئيس تجمع قوى تحرير السُودان ووزير البنية التحتية والتنمية العٌمرانية عبدالله يحي،والتالي كانت التفاصيل”
حوار-أبوبكر مُختار
إستقبلتم مؤخراً قواتكم في مناطق الإنتشار بولاية شمال دارفور هل هذا يعني أنكم بدأتم فعلياَ في تنفيذ برتكول الترتيبات الأمنية؟
وفقاً لإتفاقية “جوبا” الموقعة في إكتوبر،نحن الان نعيش في بند الترتيبات الأمنية،وهذه القوة هي قوة أولية موجودة في مناطق الإرتكاز،ومن هنا نبدأ في تنفيذ برتكول الترتيبات الأمنية،وفقاً للجداول الموضوعه في إتفاق السلام،والخطوة الأولى التي نفكر فيها الان هو تكوين القوة المشتركة التي نصت عليها الاتفاقية،والتي تتكون من قوات الحركات المسلحة والقوات الحكومية،ونعتقد أننا الان اتينا بكامل جاهزيتنا،في إطار تنفيذ الترتيبات الأمنية،وبعد إستقبال قواتنا نعتقد نحن الان جاهزين من جانبنا.
البعض يرى أن تشكيل القوة المُشتركة تأخر تكوينها في ظل الهشاشة الأمنية والتفلتات التي تشهدها بعض ولايات دارفور؟
التأخير في كل الملفات الخاصة بإتفاق السلام أتت وفقاً للظرف الذي تمر به الدولة،والتأخر الذي صاحب تنفيذ إتفاق السلام تتحمل مسؤليته الحكومة،ومايجري الان في دارفور من وضع أمني هش خاصة في الفترة الأخيرة في الجنينة وجنوب دارفور ومناطق حول كتم كلها هشاشة أمنية نعترف أنها أتت من البط من جانب الحكومة الان أتينا جاهزين لنعمل مع بعض في اقرب فرصة ممكنة في تكوين القوة المشتركة،ومالم يحفظ الامن من الصعب أن يتم تنفيذ بقية البرتكولات الخاصة بالإتفاقية.
عدم السرعة في تنفيذ إتفاق سلام “جوبا” هل هذا يعني أن الحكومة غير راغبة في تنفيذ الإتفاق؟
نحن لن نستطيع تحميل الحكومة مسؤلية عدم الرغبة لكن هناك جهات من مكونات الحكومة أبدت بصورة واضحة في الإعلام عدم رغبتها في الاتفاقية وأظهرت عدائية تجاه السلام،وكذلك توجد احزاب داخل قحت لديهم رأي تجاه السلام لكن جديتنا ستهزم تلك المخططات وعلينا الإسراع في تشكيل القوة المشتركة لحماية المواطنين وتأمين عودة النازحين واللاجئين.

برأيكم لماذا تًعادي هذه الجهات اتفاق السلام وتسعى لتعطيله بشتى السُبل؟
هذه مسألة ترجع لتأريخ طويل وصراع حول المحاصصات وحقوقهم في إدارة الدولة،هذا الجهات تعتقد أن مشاركة أبناء دارفور في السُلطة تقلل من فرصهم،وأن أي مشاركة للهامش تمثل خصماً عليهم،ولذلك هذه الجهات تتخوف من إمتيازاتها التأريخية وتخشى من أن تقلل مشاركة أبناء الهامش في السُلطة من فرصهم،لكن ما أود أن أقوله أن المزاج العام لمواطنين دارفور نازحين ولاجئين هو مع السلام والإستقرار كل هؤلاء سئموا الحرب ونحن بدورنا لن نعود مرة أخرى للوراء أتينا بكل جدية لتنفيذ إتفاق السلام.

 

جهات تُعرقل وصول “البشير” وأعوانه للجنائية الدولية

كيف يتم التعامل مع هذه الجهات المعادية للسلام وهل هناك إستراتيجية وضعت لتجاوز الأصوات الناقمة على السلام؟
نعتقد أن الاتفاق الذي وقعناه تم في ظل وجود شهود والعالم كله شاهد وأول أولويات الحكومة الإنتقالية هو تحفيق وتنفيذ السلام وهناك دستور وشعب مقرأن هناك إتفاقية تم توقيعها،ولذلك علينا أن نتمسك بالسلام وعلى الشعب السُوداني التوحد خاصة في إقليم دارفور،فإذا توحدت كلمتهم فإنه من الممكن أن نفوت الفرصة على أعداء السلام.

الجهات الرافضة لإتفاقية السلام حجتها في الإتفاق الموقع بأنه إتفاق ناقص وسلام خاص بالمُحاصصات وتقاسم السُلطة؟
غير صحيح أنه سلام محاصصات وسلطة،والإتفاقية التي تم التوقيع عليها ناقشت كل المشاكل التي يعاني منها السودان وتناولت بالتفاصيل قضايا اقاليم النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور ووسط ووشمال السُودان،وناقشت كيفية معالجة افرازات الحرب هناك الاف الشهداء وملايين النازحين واللاجيئن موجودين في المعسكرات وهناك احتلال للأراضي وغيرها من القضايا الشائكة التي تناولتها الإتفاقية بالتفصيل،ولذلك أن الإتفاق الموقع هو ليس إتفاق خاص بإقليم معين أو إتفاق خصماً على إقليم هي إتفاقية لكل الشعب السُوداني،ومن يقول غير ذلك نعتبره هروب من الأمر الواقع.

هل تمثل إتفاقية “جوبا” الأمل في إنهاء كل مشاكل السُودان؟
لا ندعي الكمال ونقر أن الإتفاقية ليست شاملة في ظل وجود رفاق لدينا مازالوا حاملين للسلاح لكن نحن قطعنا شوط كبير وقعنا وقف اطلاق النار وهذا إن دل إنما يدل على أننا غير راغبين على الإطلاق في العودة للقتال مرة أخرى،ونقر أن الإتفاق رغم عدم كماله الا أنه عالج مشاكل عديدة.

ماهي الأدوار التي من المنتظر أن تلعبها قواتكم الموجودة الان في مناطق الإرتكاز في إقليم دارفور؟
أول أولياتنا هو حفظ الأمن وفي مقبل الأيام بالتشاور مع المسؤلين من الترتيبات الأمنية في الحكومة الإنتقالية ورفاقنا في بقية الحركات المسلحة نشهد تكوين القوة المشتركة لحفظ الأمن في إقليم دارفور وحماية المدنيين، صحيح هناك خلل أمني في دارفور وهذه القوة قادرة على حسم التفلتات وإستتباب الأمن وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية الحكومية ونستطيع أن نقول عقب تشكيل القوة المشتركة فإنها قادرة على حفظ الأمن.

تزامن وصول قواتكم لمناطق الإرتكاز مع تفلتات أمنية في عدد من الولايات والبعض يرى أن التفلتات الأمنية هي مخططات من أنصار النظام البائد لإشعال الحريق مُجدداً في إقليم دارفور؟
تعليق التقصير في جهة مُعية حديث غير مبرر طالما هناك دولة بكامل أجهزتها عليها أن تتحمل مسؤلياتها كاملة دون نقصان وتعالج مواضع الخلل،وكذلك على المسؤليين أن لا يعلقوا تقصيرهم في شماعة النظام البائد وخلافه وطالما هناك دولة لديها أجهزة عليها السيطرة على الأوضاع وحماية المواطنين وعير ذلك من أحاديث تُردد هي أحاديث غير موفقة.

الهشاشة الأمنية والتفلتات في عدد من الولايات ساعد إنتشارها هو وجود السلاح في أيدي غير القوات الحكومية هل من خطة وضعت لنزع السلاح من المواطنين وحصره في الأجهزة الأمنية والعسكرية؟

في إتفاق جوبا للسلام لدينا بند خاص بجمع السلام وأول مايتم تشكيل القوة المشتركة سيتم جمع السلاح وحصره في أيدي الأجهزة الأمنية والشرطية نأمل في مقبل الايام تنفيذ هذه الخطة فالسلاح الموجود في كل مكان ساهم بصورة كبيرة في الهشاشة الأمنية وأدى لكثرة التفلتا الأمنية وهناك خطة وضعت للتعامل مع السلاح الموجود في أيدي المواطنين،وأن جمعه يتم بالتعامل مع الإدارات الأهلية ورموز المجتمع.

البعض يري أن تأخر ملف العدالة ومحاكمة المتورطين في إنتهاكات دارفور سوي كان داخلياً أو خارجياً واحد من الأسباب الرئيسية التي شجعت الكثيرون على التمادي في إرتكاب مزيد من الإنتهاكات؟
كل ملفات إتفاقية جوبا تمضي ببط وأقرينا في جوبا أن كل الذين صدرت في حقهم أوامر توقيف يجب أن يتم تسليمهم للمحكمة الجنائية ولم يصدر في حقهم مذكرات توقيف يتم محاكمتهم داخلياً عبر المحكمة الخاصة بدارفور، لكن كل هذه الملفات تمضي بصورة بطيئة نأمل أن يتم تجاوزها وتنفيذ ملف العدالة خلال الفترة القليلة المُقبلة.

مقاطعة …هناك من يقول أن الحكومة الإنتقالية غير راغبة في تسليم البشير للمحكمة الجنائية خوفاً من أن يلقون نفس هذا المصير وكذلك خوفهم من الشرخ الإجتماعي؟
قد يكون هناك تعاطف من بعض الجهات من عدم تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية،كما أن هناك جهات مُعرقلة وصولهم للمحكمة الجنائية الدولية،ولكن هذا لايمنع أن تكون العدالة موجودة وهي حق لأهل الضحايا ليس هناك أحد يمكن أن يتدخل في خياراتهم، من دون تحقيق العدالة لن يكون هناك سلام واستقرار لذلك يجب أن يتم تسليم كل من ارتكب جرائم في حق أهل دارفور للمحكمة الجنائية الدولية ومن لم يصدر في حقه مذكرة توقيف يجب أن يحاكموا داخلياً عبر محكمة جرائم دارفور.
النازحين واللاجئيين شريحة مهمة هل هناك خطة تم وضعها لعودتهم لمناطقهم التي فرو منها؟
ملف النازحين واللاجئين والعودة الطوعية كيفية عودتهم هي واحدة من أهم الملفات،وأن قرار عودتهم مرتبط إرتباط وثيق بتشكيل القوة المشتركة لتأمين مناطق العودة الطوعية ولدينا تواصل مع بعض المنظمات وبعض الدول لتوفير المعينات التي تمكنهم من العودة الامنة بالاضافة الي توفير الخدمات وإنشاء البنية التحتية والحاجة المهمة هو توفيق أوضاع الضحايا في العودة الطوعية فالمفوضيات في حال تشكيلها تعمل جاهدة لتنفيذ ملف العودة الطوعية وتعويض النازحين واللاجئين على السنوات التي قضوها محرومين من حقوقهم.

تمويل تنفيذ الإتفاق واحد من العقبات التي تعترض إنزال الإتفاق على أرض الواقع هل تلقيتم أي دعم بعد أشهرمن التوقيع على إتفاق جوبا؟
صحيح التمويل يمثل أكبر عقبة وحتى الان لاتوجد أي جهة إلتزمت بتوفير التمويل لكن الجهات الراعية للإتفاق وعدت بتوفير التمويل اللازم عليهم أن يفوا بوعدهم وكلذ إلتزامات الحكومة تجاه إتفاق السلام يجب أن تفي بها.

البعض يتخوف من مُشاركة قوى الكفاح المُسلح في الحكم ويتخوفون من أنكم أتون من أجل الإنتقام وإقصاء من تسبب في معاناتكم؟

هذه كلها أوهام،أتينا بصدور رحبة للسلام وقناعتنا أن السلام يجب أن يسود،وأيضاً لم نأتي لكي ننتقم ونقصي أحد اتينا عافين عن الناس “عفا الله عما سلف” السودان كله مظلوم ومن يتحمل مسؤلية ذلك هي الانظمة المتعاقبة التي لم تهتم بتنمية الأقاليم وركزت كل جهودها في تنمية تنظيماتها السياسية ورعوا مصالحهم الشخصية على حساب المواطنين،ولذلك لم نأتي نظلم احد فالدولة هي التي ظلمت الناس واهل دارفور عليهم ان يتوحدو لتنفيذ السلام فالسلام صعب والحرب أصعب ونحن إخترنا السلام وهو قرار في يادينا وحقوق أهلنا وشهدائنا لن ننتازل عنها وقادرين مع شركائنا أن السلام سيكون موجود في أرض الواقع.

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات