حوارات خاصة

بعد مُشاركتها في مؤتمر باريس منارة أسد لـ”صوت الهامش”:المرأة في مناطق النزاع مازالت تُعاني ولابد من قوانين رادعة لوقف الإنتهاكات

الخُرطوم –صوت الهامش

إختتم “الثلاثاء” الماضي في العاصمة الفرنسية “باريس” فعاليات مؤتمر باريس لدعم الإنتقال في السُودان،وأتى المؤتمر عقب مرور عامين على سقوط نظام الجبهة الإسلامية عبر ثورة شعبية،إنطلقت في خواتيم العام 2018،وتأمل الحكومة الإنتقالية في السُودان الإستفادة من المؤتمر في دمج السودان في المجتمع الدولي عقب عُزلة دامت نحو ثلاث عقود،فضلاً عن إعفاء ديون السُودان البالغة نحو 55 مليار دولار.

 

اللافت في مؤتمر “باريس” هو مُشاركة مجموعات شبابية أسهمت في قيادة الشارع السُوداني،إبان الحراك الشعبي الذي أطاح بالرئيس المخلوع عمر البشير،من بين هؤلاء الشباب الناشطة وسفيرة النوايا الحسنة”منارة أسد بقيرة”،تحدثت المجموعة الشبابية بما في ذلك “منارة” عن الثورة السُودانية وإحتياجات المجتمعات التي قدموا منها لا سيما تلك المجتمعات التي عانت من النظام السابق الذي أشعل الحروب في مناطقهم من بينهم دارفور.

 

منارة سيرة ومسيرة

تقول السيرة الذاتية لسفيرة النوايا الحسنة منارة أسد بقيرة أرباب،بأنها من مواليد ولاية شمال دارفور غربي السُودان في منطقة أم حجر في العام 1995،نزحت في العام 2003 عقب إندلاع حرب دارفور لمعسكر زمزم ثم معسكر نيفاشا بمدينة الفاشر،تخرجت من جامعة الخرطوم كلية العلوم قسم علم الحيوان في العام 2017 عملت كأمينة لرابطة طلاب دارفور بجامعة الخرطوم سفيرة الشباب في اليونسيف كأول شابة سودانية يتم تعيينها،وتعد منارة أحد مؤسسي شركة منتجاتنا للمنتجات المحلية،ومثلت السودان في مؤتمر الإتحاد الأفريقي الثاني للشباب في إثيوبيا،ومثلت مشاركة فاعلة في عدد من المؤتمرات الدولية والإقليمية بإسم السُودان.

 

مُشاركة إيجابية

وقالت منارة أسد في مُقابلة مع “صوت الهامش” أن مُشاركتها في مؤتمر باريس،ضمن مجموعة من الشباب يمثلون الثورة السُودانية للتحدث عن الثورة والأشياء التي حصلت فيها تعتبر نقطة تحول،رغم أن الدعوة لم تأتي من قبل الحكومة السُودانية،إنما من السفارة الفرنسية،وأضافت”لكن مشاركة ممتازة بالنسبة لي والسفارة كانت موفقة في اختيار المشاركين،وكانت حريصة على أن تمثل الولايات والاقاليم للحديث عن المجتمعات التي قدموا منها”.

إهتمام دولي

وأشارت أن اهتمام رئيس جمهورية فرنسا إيمانويل ماكرون بالشباب كان شي ايجابي،ولفت أن السودان تلقى وعود من قبل المشاركين في المؤتمر الاقتصادي،بإعفاء نحو 35 مليار دولار من ديونه على الدول،وإعتبرت مشاركة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة تدل على أن هذه المؤسسات الدولية تنوي مساعدة السُودان للخروج من العصور المظلمة،ودمجه في المجتمع الدولي.

 

إنتقادات للمؤتمر

وحول الإنتقادات التي وجهت للمؤتمر ووصفه بأنه مؤتمر لـ”الشو”،قالت منارة أن مؤتمر باريس حقق العديد من النجاحات،وبينت أن من يتحدثون سلباً عن المؤتمر لايدرون ما الذي جري فيه وما الذي تحقق من خلال الإجتماعات التي عُقدت،وتابعت”المنظرين لا يعرفون شئ عن المؤتمر” وذادت”لو استطعنا ان نحصل على إعفاء مليار واحد،من ديون السودان أن ذلك يمثل نقطة ايجابية”.وأكدت أنهم لم يكونوا جُزء من المؤتمر الإقتصادي لكن ما لمسو كانت هناك رغبة أكيدة من قبل عدد من الدول لإعفاء ديونها على السُودان،مبينة أن مشاركتهم إنحصرت في عكس مادار في الثورة والتحدث عن إحتياجات المُجتمعات التي قدموا منها،وتعريف العالم أن السُودان ليس الخرطوم لجهة أن هناك تنوع متعددة وهذا ما جرى من خلال الممثلين الذين شاركوا في المؤتمر يمثلون عدد من المناطق.

 

عبور السُودان

وفي سؤال حول ما تحتاجه الحكومة الانتقالية للعبور بالسودان أكدت منارة أن الحكومة السُودانية تحتاج أولاً لترتيب الإحتياجات الأساسية للخروج من من الدكتاتورية للديمقراطية،ونوهت إلى أن السودان كان لسنوات طويلة منعزل عن المجتمع الدولي،الا أن هناك مؤشرات إيجابية مضت فيها الحكومة الإنتقالية من بينها نجاحها في خروج السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب،وأكد أن هناك حوجة لسوق عالمي يبدأ بتطبيع علاقات السودان مع المجتمع الدولية وعقد شراكات مع عدد من الدول لتسويق منتاجاته والإستفادة من الخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب وعقد شراكات مع شركات ومؤسسات دولية،وأوضحت بأنهم سيكونوا رقيب على الحكومة ومتابعتها حتى تنفيذ كل إستحقاقات الثورة.

 

وأقرت أسد بمرور السودان بصعوبات ومشاكل عدة رغم إنجاز الثورة ونجاحها في إسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير،وتشكيل حكومة إنتقالية الا أنها عادت وقالت”الحكومة الانتقالية ليست لديها عصا موسى،لإنهاء كل الأزمات” وذادت”كُلنا نعمل كيد واحدة لعبور البلاد،وأن ذلك لايتحقق الا بترك الصراعات الحزبية”.

سلام على الورق

وقالت منارة أن السلام في السودان رغم توقيع الاتفاق الا أنه مازال سلاماً على الورق،وأكدت أن السلام محتاج للكثير حتى ينزل ما تم الإتفاق عليه وتابعت”محتاجين لاشياء كثيرة لتنزيل السلام للمعسكرات،ومحتاجين أن نجلس مع المجتمع لنوضح ليه ما تم الاتفاق عليه وتنويرهم بحقوقهم،وأن هذا الأمر محتاج لزمن،ونحن في حوجة لعقد ورش لأصحاب المصلحة”.

ونوهت لمعاناة المجتمعات في مناطق النزاعات من النازحين واللاجئين،من إنتهاكات يتعرضون لها بإستمرار،وأكدت أن إنهاء تلك الإنتهاكات يقتضي بتطبيق شعارات الثورة وإنزال إتفاق السلام لأرض الواقع.

ونادت بضرورة جذب الاستثمارات وتوفير فرص تدريب للنساء اللاتي يعملن في المهن اليدوية لتجويد منتاجتهم اليدوية وعرضها للسوق العالمي،وقالت “هناك جزء من المنظمات تعمل في تدريب النساءعلى المنتجات اليدوية،وناقسنا كيف ننقل تلك التجارب الخاصة بالمجتمعات المحلية و خروجهم من الاشغال الشاقة كالعمل في كمائن الطوب”.

وأكدت أن النساء في مناطق النزاع مازلن يتعرضن لإنتهاكات يومية،مبينة أن هناك حوجة لرفع الوعي سوى كان للعسكر او المدنيين لوقف الانتهاكات،بجانب سن قوانين رادعة وتطبيق الأحكام التي صدرت بحذافيرها،وطالبت الحكومة بضبط الجيش ومنعهم من التعرض للنساء،وطالبت بتحقيق العدالة لضحايا الحرب بتسليم الجناة للمحكمة الجنائية الدولية،وجعل الضحايا يحسون بأن هناك دولة تعمل على إنصافهم.

مقالات ذات صلة