تقارير

“هل تفتح قضية نورا حسين الباب على تغيير اجتماعي حقيقي في السودان؟” – تقرير

لندن – صوت الهامش

ليست قصة نورا حسين جديدة في السودان من حيث الوقوع، وإنما الجديد فيها تحديدا هو أن نورا قاومت.

ولفتت الناشطة الحقوقية ياسمين عبد المجيد، في تقرير نشره موقع هفنجتون بوست، إلى أن واحدة بين كل ثلاث سيدات في السودان تتزوج قبل بلوغ الثامنة عشرة من عمرها. ولم يتم تجريم الاغتصاب الزيجي بعد.

إن قصة نورا تجسد شجاعة امرأة سودانية، وتعتبر بمثابة فرصة سانحة للدفع صوب استئصال عادات زواج القاصرات والزواج القسري والاغتصاب الزيجي في البلاد.

ورصد التقرير انعقاد آمال بين النشطاء السودانيين المدافعين عن نورا على أن تفتح قضيتها الباب على تغيير حقيقي. 

هذا الباب يمكن أن يوصد وتتبخر معه تلك الآمال إذا لم يتحرك المجتمع الدولي قبل تطبيق حكم الإعدام الصادر بحق نورا.

وتصطدم قضية نورا بعادات وأعراف مقيدة تكبّل المرأة السودانية في نظام مجتمعي لا يمارس المساواة بين الرجل والمرأة.

وعلى الرغم من التمثيل المرتفع نسبيا للمرأة في برلمان السودان، إلا أن الأخير لا يزال بين عدد صغير من البلدان غير المصدقة على اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة. 

إن المجتمع الذكوري في السودان محكوم بنظام قانوني ذكوري يفرض وصاية على المرأة.

وأوضح التقرير أن العنف ضد المرأة تضرب جذوره في تربة من عدم المساواة بين الجنسين؛ حيث السيدات لسن متساويات مع الرجال سياسيا وثقافيا واقتصاديا، ومن ثمّ فإنهن يتعرضن للعنف الجنسي بغض النظر عن عقيدتهن أو عرقيتهن أو قوميتهن.

إن مساندة قضية نورا حسين تعني النضال في سبيل مجتمع عالمي تعيش فيه المرأة والأطفال حياة حرة من كافة أشكال العنف ويتخذون قراراتهم ويشاركون مشاركة حقيقية في المجتمع والعائلة والدولة.

إن هذه هي قضية مناصرة النساء المقاومات للانتهاكات مستخدمات ما تطاله أيديهن من أدوات للدفاع عن أنفسهن. 

وأكد التقرير أن نورا نفسها أو الداعمات لقضيتها، لا تستهدف الهجوم على الثقافة الإسلامية، التي ترى بعض المجتمعات كما هو الحال في السودان، أنها تبيح الزواج القسري أو الاغتصاب الزيجي. وهي رؤى تحتاج إلى التغيير. 

ورأى التقرير أن حملة التضامن مع نورا إنما نجحت في جانب منها لأن القائمات عليها نساء سودانيات تفهمن الثقافة السودانية، وعليه، فإنه أولى وأجدر بالمجتمع الدولي الوقوف إلى جانب هؤلاء النسوة المتحدثات عن أنفسهن بدلا من الحديث عن سيدات أخريات صامتات. 

وتنتظر نورا حسين، وهي امرأة سودانية شابة تبلغ من العمر 19 عاما، حكما بالإعدام لقتلها زوجها الذي اغتصبها بمعاونة ثلاثة ذكور من أقربائه. 

وكانت نور قد تم تزويجها له قسرا وهي في الـ 16 من عمرها بينما كانت ترغب في استكمال تعليمها.

وقضت محكمة أمدرمان بإعدام نورا بعدما رفضت عائلة القتيل الدية. وأثارت القضية الرأي العام المحلي والدولي؛ وظهرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لإنصافها. كما أعلنت عدة كيانات تابعة للأمم المتحدة انضمامها إلى جانب شعب السودان في المناشدة بالرأفة في حالة نورا.

  

مقالات ذات صلة