تقارير

من دارفور إلى ليبيا إلى أغاديس ورحلة بحث لا نهائية عن الأمان يقطعها اللاجئ السوداني __تقرير

باريس – صوت الهامش

أكد تقرير نشرته وكالة أنباء (فرانس برس) أن مئات من السودانيين ممن فروا من العنف في دارفور، توجهوا إلى ليبيا حيث عانى الكثير منهم فظائع وفي نهاية الأمر أسلمهم اليأس إلى الهرب على مدار الأشهر الأخيرة إلى منطقة أغاديس في النيجر.

ونبه التقرير إلى أن ليبيا، المنكوبة بالحرب منذ رحيل معمر القذافي عام 2011، بساحلها المطل على البحر المتوسط، باتت مقصدا رئيسيا للمهاجرين الأفارقة المحاولين الوصول لأوروبا.

لكن الأمر تكتنفه الخطورة، مع تحمّل الكثير من المهاجرين واللاجئين لمذلة الاستعباد وأخطار الاختطاف والابتزاز والعنف.

يقول دارفوري يبلغ من العمر 31 عاما: “في ليبيا، قد اختبرنا العيش في الجحيم. بعضنا تعرّض للحبس في ظروف لا إنسانية. وآخرين تعرضوا للتعذيب والسرقة والاختطاف طلبًا للفدية. ولذلك هربنا إلى النيجر”.

ومنذ 2003، تشهد دارفور صراعا وحشيا بين حركات معارضة مسلحة من جهة وميليشيات موالية للحكومة من جهة أخرى. وفي عام 2010، قدّرت الأمم المتحدة أعداد القتلى جراء ذلك الصراع بنحو 300 ألف إنسان فيما فرّ ثلاثة ملايين آخرين إلى معسكرات اللجوء.

وعلى الرغم مما اكتنف طريقهم من الصعوبات، إلا أن حفنة من هؤلاء اللاجئين يبدو أنهم الآن قد وجدوا مكانا آمنا في أغاديس، على مسافة 800ر1 كم إلى الغرب من دارفور.

إلا أن الصراع لا يزال بعيدا عن الانتهاء. 

يقول شاب درافوري: “لقد تلقينا مساعدة في النيجر، لكنها ليست كافية ونحن نعاني كثيرا. 

البعض وجد أماكن للإقامة، لكن الكثيرين ينامون في الشوارع بسبب كثرة أعدادنا”.

وتقول مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إن أعداد السودانيين الطالبين للجوء في أغاديس تبلغ 300ر1، بينما السلطات المحلية تقول إن الرقم يقارب الألفين.

يقول فنسنت كوشتيل، المبعوث الخاص بالمفوضية، إن “نسبة عشرة بالمئة من اللاجئين السودانيين كانوا في مخيمات بدولة تشاد، لكن نقص المساعدات دفعهم إلى ليبيا قبل أن يُحشروا في أغاديس”.

وأوضح كوشتيل أنه “وعلى مدى عدة شهور، لم تكن السلطات في النيجر تريد لهؤلاء الناس أن يباشروا إجراءات اللجوء، لكن اتفاقًا تم إبرامه”.

وحذر مسؤول المفوضية بعد محادثات مع رئيس النيجر محمد يوسفو، أن “ثمة مَن هم بحاجة إلى لجوء، لكن لم يتم التوصل لتسوية لصالحهم في الدولة الأوروبية”.

لكنه قال إن المفوضية ستستمر في تقديم الدعم والمأوى للاجئين في أغاديس، مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية تعزيز الدعم من جانب المجتمع الدولي لمساعدة النيجر.

ولفت التقرير إلى أن النيجر، بلد معظمه صحراء، وهو أحد أكثر الدول الأفريقية فقرًا في النفط – هذا البلد يستضيف أكثر من 300 ألف لاجئ ومتشرد على أرضه.

نحو 108 ألف من هؤلاء الذين يستضيفهم النيجر، جاءوا من نيجيريا عابرين الحدود هربا من قسوة جهاديي بوكو حرام المسلحين.

ويؤدي الوجود الطويل الأمد للأجانب المنكوبين إلى إشعال فتيل التوترات بين السكان المحليين في النيجر ممن يعانون بالأساس صعوبات اقتصادية ونقصًا متواترا في المياه والكهرباء.

ويقول عمدة مدينة أغاديس، ريسا فيلتو، إن وجود اللاجئين يمثل ضغطا شديدا على المرافق الصحية المحدودة الطاقة بالأساس في مدينته ذات الـ 145 ألف نسمة والتي تستقبل نحو 500 لاجئ على الأقل شهريا من غرب أفريقيا ممن طردتهم الجزائر.

وللحيلولة دون وقوع أي انفجار للعنف بين المواطنين واللاجئين، تخطط مفوضية اللاجئين لتنحية أعباء هؤلاء اللاجئين عن كاهل مجلس المدينة المحدودة القدرات.

   وينحي عمدة المدينة باللائمة على مفوضية الأمم المتحدة للاجئين فيما يتعلق بالعنف في مدينته، متهما إياها برفع سقف الآمال عاليا جدا.

يقول فيلتو “إن مفوضية اللاجئين تعلن أن بإمكانها حماية كل طالبي اللجوء وكل المضطهدين في أوطانهم، وسرعان ما تنتشر كلمات المفوضية هذه عبر وسائل التواصل الاجتماعي عالميا وبين عشية وضحاها نواجه تدفقًا من هؤلاء المضطهدين وطالبي اللجوء … إن مراكز اللجوء مكتظة عن آخرها، ومع ذلك فهم يواصلون المجيء”.

مقالات ذات صلة