تقارير

الهروب والانتخابات وعقدة الجنائية الدولية والتسوّل وراء سفريات البشير المتواترة_تقرير

الخرطوم – صوت الهامش

بينما يعاني السودان أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية هي الأسوأ في تاريخه على الإطلاق، إذا بالرئيس السوداني عمر البشير خلال الأيام القليلة الماضية يقطع عددا من الأسفار خارج البلاد من جيبوتي إلى تركيا مرورا بأوغندا وموريتانيا … فما هي دوافع تلك السفريات ومقاصدها؟

الهروب وليس التفتيش عن معونات

يرى حامد التيجاني علي، رئيس قسم السياسات والإدارة العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن البشير بات يعرف أنه على وشك النهاية، محاصَرًا ومدمَرًا نفسيا وسط واقع داخلي مرعب في السودان؛ ومن ثمّ فهو يحاول الهروب من ذلك الواقع ولكن إلى الأمام.

وأكد التيجاني، ل(صوت الهامش) ، أن الأزمة الاقتصادية في السودان طاحنة وأن المشاكل مركبّة والحملة شديدة على البشير والناس تحتاج إلى أموال وبنك السودان ليس به إلا نحو 20 مليون  دولار وهو مبلغ تافه جدا قياسا إلى احتياجات السودان الكبيرة.

وشددّ الخبير أنه لا توجد رؤية الآن في السودان، وأن البشير ذاته يعرف أنه لا توجد رؤية ويعرف أنه في أيامه الأخيرة.

الترتيب للانتخابات

نبّه التيجاني إلى أن البشير، عبر تلك السفريات، إنما يحاول إعطاء إيهام للشعب السوداني بأنه كرئيس قادر على السفر والتحرك لحل أزمات وقضايا المواطنين المطحونين؛ هذا فضلا عن التسلح بالعلاقات الخارجية عبر السفر الكثير وهذا كله مجرد وهْم.

ونوّه التيجاني عن أن البشير يريد كسْب الوقت ويؤجل القضايا ويحرق في المراحل، وذلك من أجل أن تقوم بطانته في الداخل بعمل الترتيبات اللازمة لترشح البشير في الانتخابات المقبلة 2020 في ظل أوضاع يراها البشير غير مواتية. وهذا ظاهر على الرئيس وتصرفاته.

ويسوق أنصار البشير عددا من المبررات لبقائه في السلطة رغم ما تعانيه البلاد الآن وبعد مرور 30 عاما في ظل حكمه من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها على الإطلاق. ويرى أنصار البشير أنه يدافع عن قيم وعادات ومصالح السودان على المسرح العالمي.

عُقدة الجنائية الدولية

رأى التيجاني أن البشير، عبر سفرياته المتواترة يريد إيهام نفسه بحلّ عقدة المحكمة الجنائية الدولية التي يطارده شبحها في اليقظة والمنام.

ويترك البشير كل دولة يزورها عرضة للتوبيخ من جانب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية لعدم الامتثال للقوانين الدولية وقرارات المحكمة الجنائية الدولية القاضية بتوقيف البشير وتسليمه للمحاكمة على جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية اقترفها البشير ضد أبناء شعبه في دارفور.

وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من معاونيه منذ العام 2009 لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في إقليم دارفور التي تشهد صراعات حتي الان ، إضافة الي إتهامه بالإبادة الجماعية .

التسول وإرهاق المجتمع الدولي

أكد التيجاني أنه لا يوجد رئيس دولة محترمة يرتضي مقابلة البشير؛ وإنما الأخير هو الذي يفرض نفسه على الموائد ويتسوّل ويعود بخُفيّ حُنين بعد أن أصيب المجتمع الدولي بالملل من تكرار هذا الوضع فلم يعد لأحد رغبة في تقديم أية مساعدات؛ وفي ذلك إهانة لكرامة السودان والإنسان السوداني.
ولفت التيجاني إلى أن البشير على المستوى الشخصي لا يحب العمل، ولا يتصرف على نحو مسؤول.

أما على صعيد الاستثمارات الخارجية، فإن السودان ليس به ثوابت وإنما يعتمد على السمسرة والسلوكيات غير المنضبطة من جانب البشير، وهو ما يسبب عزوف المستثمرين الأجانب عن السودان.

مقالات ذات صلة