تقارير

الهجرة للجنوب …. ظاهرة جديدة أبطالها الدارفوريون في ظل فشل المجتمع الدولي____تقرير

جنيف – صوت الهامش

ذكر تقرير نشرته شبكة أنباء الإنسانية (إيرين) أن وكالة الأمم المتحدة للاجئين قضت الشهرين الماضيين تعزز وجودها في مدينة أغاديس بدولة النيجر وذلك لتقديم الحماية للمهاجرين.

ونبه التقرير إلى أن اللاجئين وطالبي اللجوء السودانيين –وتحديدا الدارفوريين- سجلوا ظاهرة جديدة؛ فبدلا من الاتجاه صوب الشمال لأوروبا، إذا بهم يأتون من ليبيا في اتجاه الجنوب إلى أغاديس بالنيجر طلبا للحماية.

وما أن وصلت مجموعة أولى من هؤلاء السودانيين حتى توافدت مجوعات أخرى حتى بلغ العدد 2000 طالب لجوء سوداني في أغاديس.

وعزا التقرير هذه الهجرة العكسية صوب الجنوب بدلا من الشمال إلى عدد من العوامل: منها الرغبة في الهرب من الصراع وانتهاكات الميليشيات والمهربين؛ والسياسات الأوروبية التي أدت إلى تراجع بنسبة 78 بالمئة في أعداد العابرين للبحر المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا منذ العام الماضي؛ والشائعات الخاصة بتقديم معونات وحماية لطالبي اللجوء في النيجر، واحتمالية – مجرد احتمالية- تأمين طريق قانوني للوصول إلى أوروبا.

واعتبر التقرير أن اضطرار السودانيين إلى المجازفة بالسفر من ليبيا إلى أغاديس هو بمثابة دليل على حقيقة أن النظام الدولي لحماية اللاجئين قد أخفق في استجابته للمشردين منذ زمن طويل. وليس أدل على تبعات ذلك الفشل من استقبال السلطات في النيجر لعشرات الدارفوريين -الفارين من صراعات دامت طويلا- طلبًا للجوء.

ورصد التقرير بيانا لهيئة من خبراء الأمم المتحدة حول السودان صدر عام 2017 والذي يؤكد استمرار وجود ميليشيات مسلحة حول معسكرات المتشردين محليا بما يشكل تهديدا أمنيا لهؤلاء المشردين الذين لا يزالون يتعرضون لانتهاكات جسدية واغتصاب وسرقة بشكل روتيني.

ونبه التقرير الذي اطلعت عليه (صوت الهامش) إلى أن الصراع في دارفور وما يتمخض عنه من معاناة لم تعد محل اهتمام العالم الذي وصف ذات يوم ما يحدث في الإقليم بالإبادة الجماعية. كما أن تمويل البرامج الإنسانية في الإقليم قد تراجع.

وبعد 15 عاما من الصراع، لم يتم التوصل في دارفور لحل يمهد طريق العودة أمام أعداد كبرى لديارهم. ولقد أدى العنف ونقص الطعام والتعليم إلى دفع الدارفوريين إلى البحث بأنفسهم عن حلول قد عجز المجتمع الدولي عن تقديمها لهم.

ونوه التقرير عن أن السودانيين الذين انتهت بهم الحال في أغاديس هم في معظمهم من فئة الشباب العمرية وقد غادروا معسكرات المشردين محليا في دارفور ومخيمات اللجوء في تشاد. وقد كان العديد منهم مسجلين بالفعل لدى وكالة الأمم المتحدة للاجئين.

وكان بعضهم في النيجر قبل ذلك، يعملون في مناجم الذهب بمناطق نائية في الصحراء. لكن معظمهم ذهب إلى ليبيا بحثا عن عمل حتى يتسنى لهم إرسال تحويلات مالية إلى أهاليهم أو في محاولة لركوب البحر صوب أوروبا.

وعلى طول الطريق يتعرض هؤلاء الدارفوريين للفظائع من اتجّار بالبشر واستعباد وسُخرة وضرب واختطاف طلبا للفدية.

وفي وجه هذه الانتهاكات، وفي ظل انسداد الطريق لأوروبا، بدأ هؤلاء الدرافوريون الاتجاه إلى أغاديس في النيجر.

وأشار التقرير إلى أن مضايقات وقعت بين طالبي اللجوء السودانيين البالغ تعدادهم عندئذ 2000 شخص والسكان المحليين في أغاديس في شهر مايو المنصرم ما أسفر عن سجن السلطات في النيجر وترحيلها عددًا من هؤلاء السودانيين.

ومع نهاية يونيو المنصرم وصل عدد السودانيين في أغاديس 1200 شخص. وقد توجه بعض الذين غادروا إلى الجزائر أو المغرب، وبعضهم عاد أدراجه إلى ليبيا في محاولة لعبور البحر إلى أوروبا.

ورصد التقرير خططا من جانب وكالة الأمم المتحدة للاجئين لفتح مرفق للسودانيين الذين لا يزالون في أغاديس، خارج المدينة لتقليص التوترات بينهم وبين السكان المحليين.

لكن تبقى إمكانية التسوية مع أوروبا أمرًا مستبعدا. إن أولئك الباقين في الوراء يعايشون وضعا معلوما للجميع: تماما كزملائهم في دارفور أو تشاد. إنهم ينتظرون حلا مجهولا بعيد المنال.

مقالات ذات صلة