افريقيا اليوم

خمسة أحداث حاسمة تشهدها أفريقيا عام 2017

[quote]قراءة في تقرير النيوزويك عن الانتخابات الأفريقية[/quote]

الدكتور حمدي عبدالرحمن

1.الانتخابات العامة في كينيا-أغسطس 2017

سوف تتجه كل الأنظار في المنطقة إلى كينيا، التي تمثل الاقتصاد الرئيسي في شرق أفريقيا، وذلك نظرا لتاريخها الانتخابي المليء بأحداث العنف. والملاحظ أن الاستعدادات للتصويت لم تسر على نحو سلس تماما: فقد شهدت البلاد سلسلة من الاحتجاجات التي تقودها المعارضة ضد اللجنة الانتخابية المستقلة وهو ما أدى إلى مقتل عدة أشخاص في اشتباكات مع قوات الأمن. وفي أغسطس الماضي اتفق أعضاء اللجنة الانتخابية المستقلة على الاستقالة وهو ما يفرض على الدولة تأسيس لجنة جديدة قبل الانتخابات. وتعيد الاشتباكات العنيفة الذكريات الأليمة لانتخابات عام 2007، عندما اندلع العنف بعد التصويت واستمر لعدة أشهر، وهو ما ادى إلى مقتل حوالي 1200 شخص.
من المرجح أن يكون المرشحين الرئيسيين في عام 2013 هم أنفسهم المتنافسين في 2017: الرئيس الحالي اوهورو كينياتا ومنافسه المخضرم رايلا أودينغا. ويشكل الفساد والأمن أبرز القضايا على الأجندة الانتخابية: وطبقا لتقرير عن الجريمة الاقتصادية أعدته مؤسسة برايس ووترهاوس كوبرز احتلت كينيا المرتبة الثالثة من بين أكثر الدول فسادا في العالم، في ذات الوقت الذي واصلت فيه حركة الشباب المجاهدين شن هجماتها على المدن الحدودية الكينية. وطبقا لتصريحات الرئيس كينياتا فإن بلاده أقرب ما تكون إلى مغادرة المحكمة الجنائية الدولية، في حين أنه سوف يصبح من المتعين على أي حكومة جديدة الإشراف على إغلاق مخيمات اللاجئين في داداب التي تأوي أكثر من ثلاثمئة ألف لاجئ لأكثر من 20 عاما.
إيلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا

2. الانتخابات العامة في ليبيريا-أكتوبر 2017

طبقا لدستور البلاد فإن إيلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا الحالية والتي تعد أول رئيسة منتخبة في أفريقيا سوف تنهي فترة ولايتها الثانية، ولا يجوز لها الترشح مرة أخرى .لقد كانت فترة حكمها حافلة بالأحداث ، حيث حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2011 لجهودها في مساعدة البلاد على التعافي من الحرب الأهلية المدمرة، وإشرافها على مواجهة بلادها لتفشي مرض الايبولا، الذي أودى بحياة أكثر من 4800 شخص ودمر اقتصاد البلاد.
من المحتمل أن تسعى العديد من الشخصيات المهمة لخلافة الرئيسة سيرليف. فهناك جورج وياه، الذي يعد واحدا من أعظم لاعبي كرة القدم في افريقيا على مر العصور، حيث أعلن أنه سيخوض الرئاسة للمرة الثانية بعد هزيمته من قبل سيرليف في عام 2005. ويمكن لجورج وياه مواجهة جويل هاورد تايلور، عضو مجلس الشيوخ والزوجة السابقة لتشارلز تايلور، أحد امراء الحرب في ليبيريا والمدان بارتكاب جرائم حرب في سيراليون من قبل محكمة أممية.
بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا

3. الانتخابات الرئاسية في رواندا -أغسطس 2017

على مدى 22 عاما بعد حرب الإبادة الجماعية التي شهدتها البلاد في عام 1994، ارتبطت السياسة تماما في رواندا باسم بول كاجامي. لقد كان الرئيس البالغ من العمر 59 عاما زعيما للجبهة الوطنية الرواندية، والذي تفاوض على وقف إطلاق النار لوضع نهاية لآلة القتل التي حصدت أكثر من ثمانمائة الف شخص من التوتسي والهوتو المعتدلين على يد المتطرفين الهوتو في البلاد.
وطبقا لتقارير المنظمات الدولية فقد استطاع كاجامي تحويل رواندا من بلد دمرته الحرب إلى بلد مزدهر ومستقر. وقد بلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي 8 في المئة سنويا خلال الفترة بين عامي 2001 و 2015، وتصنف رواندا كثاني دولة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من حيث سهولة القيام بالأعمال التجارية ، وذلك بعد جزيرة موريشيوس. وتمتلك رواندا أعلى نسبة تمثيل النساء في برلمانها، حيث أن نحو 64 في المئة من أعضاء مجلس النواب هم من النساء، وفقا لتقديرات الاتحاد البرلماني الدولي.
لكن البعض يجادل بأن التقدم الذي حققته رواندا قد جاء على حساب وجود معارضة سياسية قوية. وعندما تم اجراء استفتاء عام في ديسمبر عام 2015 بشأن تعديل القيود الواردة على مدة الرئاسة، صوت أكثر من 98 في المئة من السكان لصالح التعديل، وهو ما أفسح الطريق أمام كاجامي للترشح لولاية ثالثة، وربما يظل الرجل في منصبه حتى عام 2034. ومن المعلوم أن الولايات المتحدة انتقدت هذا القرار باعتباره يمثل “إضعافا للمؤسسات الديمقراطية. “كما اتهمت منظمات حقوق الإنسان نظام كاغامي بتضييق الخناق على حرية التعبير وعدم السماح بوجود معارضة قوية
أنصار الرئيس الأنغولي أنجولا خوسيه إدواردو دوس سانتوس

4– الانتخابات العامة في أنغولا-أغسطس 2017

من المرجح، كما هو الحال في ليبيريا، أن تكتسب عملية التصويت في أنغولا اهمية كبرى بسبب اعلان الرئيس تنحيه الطوعي وعدم ترشحه لولاية اخرى. الحركة الشعبية الحاكمة لتحرير انجولا أعلنت في 10 ديسمبر الماضي ان الرئيس خوسيه إدواردو دوس سانتوس، الذي يحكم البلاد منذ37 عاما، سوف يتقاعد وسيحل محله وزير الدفاع جواو لورينكو.
وخلال ما يقرب من أربعة عقود في السلطة قبل تقاعده، اعتبر دوس سانتوس ثاني رئيس دولة في أفريقيا من حيث مدة بقائه في السلطة، وذلك بعد رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ ، كما انه استطاع بناء سلالة سياسية واقتصادية حاكمة. فقد عين ابنته إيزابيل دوس سانتوس رئيسا لشركة النفط الحكومية، سونانغول، في حين يرأس ابنه خوسيه فيلومينو دي سوزا دوس سانتوس صندوق الثروة السيادية في أنغولاوالذي تبلغ قيمته خمسة مليار دولار.
وطبقا للنظام الانتخابي في أنغولا يصبح زعيم الحزب الفائز بأكثر عدد من المقاعد البرلمانية تلقائيا رئيسا للدولة. الجبهة الشعبية لها 175 من 220 مقعدا في الجمعية الوطنية، وهذا يعني أنه من المرجح للغاية أن يتولى م لورينكو نصب الرئيس في الانتخابات العامة المقررة عام 2017.

5 الانتخابات العامة في جمهورية الكونغو الديموقراطية-2017؟

ربما تكون هذه الحالة مثارا للأمل بدلا من التوقع. فقد كان من المقرر ان تجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نوفمبر، قبل انتهاء مدة ولاية الرئيس جوزيف كابيلا الثانية والأخيرة، وفقا للدستور لكن ذلك لم يحدث. وقد ادعى كابيلا أن أكثر من 10 مليون ناخب غير مسجلين، وقالت اللجنة الانتخابية من المحتمل ان يؤجل التصويت حتى عام 2018 على أقرب تقدير. بيد أن هذا التأجيل قد أغضب المعارضة السياسية، وشهدت شوارع البلاد موجات من الاحتجاجات التي خلفت عشرات القتلى. ومن المعروف أن المحكمة العليا في البلاد كلفت الرئيس رسميا بالبقاء في السلطة خلال الفترة الانتقالية، لكن تحالف المعارضة رفض هذا القرار وعد بمزيد من المظاهرات في الشوارع ضد استمرار كابيلا في الحكم..
وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في بداية عام 2017 بوساطة الكنيسة الكاثوليكية سوف يقوم جوزيف كابيلا بالتنحي كرئيس للجمهورية بعد الانتخابات التي تجرى قبل نهاية عام 2017، كما أنه لن يتمكن من تغيير الدستور لتمديد ولايته والترشح لولاية ثالثة.

مقالات ذات صلة