ثلاثة من قيادات الحركة تم تصفيتهم بطريقة غير مُباشرة
عامين قضاها رئيس حركة تحرير السودان المجلس الإنتقالي “نمر عبدالرحمن” في السجن عقب إسره معارك قادته قواته ضد قوات الحكومة في مناطق بشمال وشرق دارفور،قضي نمر فترة السجن متجولاً ما بين الفاشر ونيالا، والسجن الحربي قبل أن يستقر في سجن الهدي، أفرج عنه عقب عفو أصدره رئيس المجلس العسكري الإنتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان .
“صوت الهامش” طرحت عليه العديد من التساؤلات فالتالي كانت التفاصيل:
حوار – صوت الهامش
حمد الله علي السلامة ؟
الله يسلمك ،ونتمني أن تعم الديمقراطية في السُودان.
متي تم أسرك؟
الأسر تم بعد معارك خاضتها قواتنا ضد القوات الحكومية في معركتين كبيرتين هي معارك منطقة “عشيراية” و”جبال عدولة” في شمال وشرق دارفو.
إلي أين كنتم تتوجهون بقواتكم؟
كنا ذاهبين إلي مناطق سيطرتنا.
مقاطعة … لكن في ذلك الوقت الحركات المُسلحة ليس لها لديها وجود في دارفور ؟
هذا الأمر غير صحيح،كان لدينا وجود ونسيطر علي مناطق،وفي ذلك الوقت أعلنا وقف إطلاق النار،وأعلنا إلتزامنا بوقف إطلاق النار وعندما تحركنا لم يكن لدينا خطة إستهداف،او قتال الحكومة، وفي تحركاتنا كنا نتجنب الإحتكاك بمواقع الحكومة،لكن الحكومة هي التي هاجمت مترحكنا، وبادرت بالهجوم ومناطق الهجوم لم تكن فيها قوات للحكومة، وخطتنا كانت الذهاب لجبال “عدولة” وخط سير ليس لديه أي علاقة بالقوات الحكومية وكان لدينا إلتزام كامل بوقف إطلاق النار.
هل الهجوم كان مفاجئاً بالنسبة لكم والمعركة لم تكن متكافئة؟
نعم المعركة لم تكن متكافئة ونحن أوامرنا كانت للجيش هو تجنب القتال،الا اذا اضطرينا لذلك ففوجئنا بالهجوم ودخلنا في معركة لم تكن متكافئة لأن عدديتهم كانت أكبر، وقواتنا كانت تتحرك تحرك إداري طبيعي، ونتجه لمناطق سيطرتنا حيث كنا نسيطر علي مناطق كثيرة في دارفور بشهادة “اليوناميد” كانت تعلم أين تتواجد الحركات ،وعقب هذه المعارك إستغلت الحكومة الأوضاع وهاجمت بقية المواقع التي كنا نٌسيطر.
هناك من قول بأن القوات التي هزمتكم وأسركم هي قوات “الدفاع الشعبي”؟
لم تكن قوات الدفاع الشعبي لوحدها وإنما كافة القوات الحكومية هي التي هاجمتنا.
الحركة في تلك المعارك فقدت قيادات مؤثرة فيها،والبعض قال بأن القيادات تمت تصفيتهم ما مدي صحة ذلك الأمر؟
هناك ثلاثة قيادات تم تصفيتهم بطريقة غير مُباشرة أي التماطل في تلقيهم العلاج،واحد قتل عمد،و إثنين تم ضربهم وتعذيبهم حتي توفيا.
كيف كان التعامل معك عقب أسرك بعد المعارك؟
التعامل كان قاسي في نيالا والفاشر،وفي السجن الحربي، الذي بقينا فيه سته أشهر بدأت التحريات لمدة 15 يوم تعرضنا فيه لتعذيب قاسي وإنتقل التعذيب من الضرب للحرمان من الطعام والإستحمام وقضاء الحاجة، وغسل الملابس،لمدة سته أشهر.
هل كانوا يعملون بأنك قائد الحركة؟
يعرفوننا جيداً و رتبنا العسكرية.
هل الهدف من التعذيب كان لإنتزاع إعترافات منكم؟
هو إسلوب للتخويف و الذلة والإستعمار،رغم أن الأٍسير لديه حقوق لكن العكس تماماً.
هل إستمر نفس التعامل القاسي معكم في سجن الهدي؟
إختلف التعامل معنا عندما ترحيلنا لسجن الهدي إحترموا كرامتنا وفتح لنا مركز التدريب المهني ومعاهد اللغات بجانب السماح لعدد من الاسري الجلوس لإمتحانات شهادة الاساس والشهادة السودانية بجانب مركز الدعوة والثقافة الدينية .
لكن كانت هناك حالة وفيات في سجن الهُدي ما السبب وراء ذلك؟
بسبب مرض “الصدرية” والذي يسببه الجوع،وكثير من الأسري عندما وصلو سجن “الهدي” كانت حالتهم الصحية متدهورة وبسبب في نقص الامدادات الطبية وعدم قدرة السجن علي توفر العلاج توفي “3” من الأسري بعد أن تمكنت الجرثومة في أجسادهم حتي توفي ثلاثة منهم في مستشفي “الشُرطة”.
وهل كانت هناك وفيات في السجن “الحربي”؟
توفي إثنين من الرفاق في السجن الحربي بسبب “الجوع”.
ماذا تعني لك فترة الأسر التي قضيتها متجولاً في السجون؟
الأسير ممكن يستفيد من فترة الأسر في ترتيب أوراقه ووقته،لكن المهم في الأمر هل السجن والإعتقال غير من إرادة الشخص أم لا؟
نحن بالنسبة لنا أعطانا السجن دفعة قوية جداً،وأكد لنا بإننا نمضي في الطريق الصحيح،وشجعنا في أن نستمر في نضالنا وكفاحنا من أجل حقوقنا.
وفي ماذا إستفدت من الأسر؟
دراستي للغات خاصةً “الفرنسية” وإطلاعي علي كثير من الكُتب المعرفية.
هل كنت تتوقع أن يتم الإفراج عنك في يوم من الأيام؟
كنت أتوقع أنني في يوم من الأيام سيتم الإفراج عنا خاصةً بعد سقوط البشير..
مقاطعه … وقبل سقوط البشير؟
لم أكن أتوقع أن يتوقع الإفراج عني قبل سقوط البشير للمرارة تجاهنا والخطورة البتصوروها تجاهنا،ولم أكن أتوقع إطلاق سراحي في القريب العاجل.
كيف علمتم بنبأ سقوط البشير ونظامه؟
إستقبلنا خبر اسقاط نظام البشير بتفاؤل كبير، عقب إطلاعنا علي الخبر علي التلفزيون في أقسام أخري في السجن،لأن في أقسامنا محروم عننا تلك الأشياء، رأينا الشعب في الشارع يهتف ويطالب باسقاط النظام وما كنا نظن أن يسقط النظام بهذه السهولة.
بمعني أن سقوط نظام “المؤتمر الوطني” كان مفاجئاً بالنسبة لكم؟
المؤتمر الوطني أثبت أنه نظام “فاشل” ونحن كسودانيين،أعطيناه أكبر من اللازم،وينبغي أن يكون غير موجود قبل “20” عام ولكن لعدم وجود الرؤية المستقبلية للسودانيين بشكل عام،والقمع الذي تمتاز به الاجهزة الامنية ساهم في عدم وعي الناس.
هل حمل السلاح بالنسبة لكم كان الوسيلة الأوحد لنيل حقوقكم؟
هو واحد من وسائل أربعة لتحقيق أهدافنا فكانت لدينا الوسيلة الأولي هي الانتفاضة الشعبية والأمر الاخر المفاوضات المفضية للتغيير والدعم الاقليمي وأخيراً الكفاح المسلح،وأجبرنا علي أن نحمل السلاح، لأن الحركة الاسلامية أجبرت ملايين الناس علي حمل السلاح،لتعندها وعدم اعترافها بالاخر وإصرارهم علي فرض رؤيتهم،حيث لم يكن أمامنا طريق اخر غير أن نستخدم السلاح كوسيلة،لإجبارهم علي الإستجابة للتغيير والديمقراطية والمساواة والعدالة وللعقد إجتماعي جديد والإستجابة للحكم الرشيد والإستجابة لمكافحة الفساد.
هل حمل السلاح حقق اغراضه؟
أوصل رسالة بنسبة “95%” وساهم في التوعية.
لكنه لم يسقط النظام ….؟
إسقاط النظام كان الجانب المفقود فيه الوعي الشعبي،نحن من وضعنا بذرة الثورة وعملنا المستحيل لإسقاط النظام،لكن الدولة سخرت كل إمكانياتها لمحاربتنا وكنا نحن نعتمد علي الدعم الشعبي،مما اخر المشوار ولكن رسالتنا وصلت وبذرة الثورة هي الحركات المسلحة.
ثورة “19” ديسمبر السلمية إستطاعت النظام بيد أن الثورة المُسلحة لم تستطيع إسقاط النظام ماهي عوامل نجاح ثورة ديمسبر؟
الثورة لم تنطلق في “19” ديسمبر بل نحن البذرة الحقيقية للثورة إنطلقت من مبادئنا وأهدافنا وظللنا ننادي بإسقاط النظام عندما كان مجموعة من السُودانيين ينظرون إلينا كـ”المجانين” ،وبالتالي ثورة ديمسبر هي مجهود مكمل ليس هناك أفضلية لأي أحد منهم هم قاموا بمجهود والدليل علي ذلك تكاتنفنا ونفس هتافاتنا نحن كنا بنقول “الحرية،العدل،السلام،الديمقراطية” وهم بقولو “حرية سلام عدالة والثورة خيار الشعب” والشعارات لم تختلف خالص،لا يوجد صراع في من هو لديه أحقية الثورة، أو من ليس له أحقية،نحن جُزء من الشعب السُوداني،وثورتنا معروفة دولياً منذ 2003،والثورة الحالية كلها مجهود متكامل،ولا توجد أفضلية لأحد.
لكن فيما يتعلق بالمُحاسبة والإقتصاص من قتلة “الشهداء” يبدو أن ملف شهداء دارفور لم يضمن في إي إتفاق؟
هذا مؤشر غير إيجابي شُهداء الثورة السُودانية يجب الإقتصاص من قتلتهم سوي كان شهداء لكفاح المسلح النبيل،او الذين إستشهدو في المظاهرات السلمية،والحديث عن شهداء ثورة ديسمبر وتجاهل شهداء حرب دارفور مؤشر غير جيد ليس هناك أفضلية لشخص علي الاخر والحقوق يجب أن تكون واحدة،هناك آلاف الشهداء في مناطق النزاعات يجب أن ينالوا حقوقهم وعلينا أن ننشئ مؤسسة تأوينا ككلنا كسودانيين وتعبر عن الشهداء الذين سقطو برصاص النظام “البائد” نطلق عليها مؤسسة “الشهداء وقدامي المقاتلين” لتقدم المساعدات بشكل جماعي دون تمييز لكل ضحايا الذين سقطو في عهد نظام “الإنقاذ”.
هل هذا الأمر يقودنا لجدلية الصراع بين المركز والهامش؟
هو ليس صراع بين المركز والهامش ولكن يجب أن تتغير المفاهيم، الشهداء هم أبناء الوطن ويجب أن ينالوا حقوق جميعهم ،والجرائم لاتسقط بالتقادم مثلاً حدث في دارفور 2003 لم يكن أقل أهمية من ما حدث في الخرطوم 2019.
البشير الان يُحاكم وفقاً لبلاغات فساد وثراء حرام،هل أسقط ملف جرائمه في دارفور؟
هذه واحدة من المؤشرات الغير إيجابية،نحن نفتكر ان ملف مذكرة إعتقال البشير يجب أن يُنفذ فهو مطلوب للعدالة الدولية لإرتكابه جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ،والان يتحدثون عن الفساد،بينما ذوي الضحايا الان يشعرون أن حقوقهم “راحت” او غير مكرمين،عمر البشير مفروض أن يسأل عن جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، وثم بعد ذلك يسأل عن جرائم الإبادة الجماعية التي إرتكبها ومن ثم بعد ذلك يتم فتح ملفات الفساد،فموضوع المحكمة الجنائية يجب أن يكون الأولوية فوق كل شئ،واذا كان هناك من يرفض تقديم البشير للمحكمة الجنائية يعتبر هذا الأمر مؤشر غي إيجابي،فبلاغات الفساد وتقويض النظام الدستوري وغيرها هذه قضايا غير مهمة ويجب أن يفتح ملف القتل اول.
هل هناك تساهل من قبل المجلس العسكري وقوي التغيير للحديث بصورة واضحة عن ملف المحكمة الجنائية؟
حتي هذه اللحظة هناك تساهل ويجب أن لا يكون هناك تعاطف ومحاباة ويجب تقديمه للعدالة وعدم حمايته لان تقديمه للعدالة الدولية يساعد في عملية السلام والاستقرار.
لكن المجلس العسكري قال بأنه لن يسلم البشير في عهده؟
في النهاية هو مطلوب للعدالة الدولية عليه أن يمثل امام قضاء دولي عادل ليشعر الضحايا بالسعادة ما بهمنا تسمله حكومة انتقالية او شرعية.
كيف تنظر لإتفاق المجلس العسكري وقوي إعلان الحُرية والتغيير بشأن تقاسم السُلطة؟
كجبهة ثورية كنا جُزء من إعلان الحرية والتغيير وشاركنا في المفاوضات ولكن لدينا تحفظنا علي بعض المواقف نري أن الحرية والتغيير ركزت علي قضية السلطة المدنية رغم أنها مطلب منطقي لكن هناك قضايا اساساية لم تناقش كالحرب والتمييز بين أسري الحرب والمعتقلين السياسيين، الاتفاق هو دائرة أولوية يحتاج لمشاركة كل الناس عدا المؤتمر الوطني وحلفائه اما من ساهموا في التغيير في الجبهة الثورية نري ضرورة مشاركتهم جميعاً ولذلك من الأفضل تأجيل الحكومة حتي نصل للتراضي.
لكن الإتفاق أشار لتخصيص فترة الـ”6″ لملف السلام؟
نري أن الفترة غير كافية لظروف المواطنين في مناطق الصراع فهم في حاجة لوقت طويل حتي يتم تعويضهم وعودة النازحيين واللاجئين الي مناطقهم، سته أشهر غير كافية لتخاطب جذور الأزمة يجب تحديد مدة زمنية مفتوحة لمعالجة الصراع.