مقالات وآراء

ياسر عرمان يعود إلى قواعده الجلابية ويدعو لرفع شعار السودان الجديد للحفاظ على السودان القديم!!..

عبدالغني بريش فيوف
إننا فعلا وحقا نعيش زمن العهر ، ومن أشد أنواعه ، هو العهر السياسي الذي يمارسه ياسر سعيد عرمان هذه الأيام دون خجل ، فالرجل بعد عزله من قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان يريد ركوب كل التيارات والموجات والبحث عن التكسب بشتى أشكاله وأنواعه ، ويبدو أن كلمات كـــ(عيب، ومبادئ، ونزاهة ،وووالخ) لم تدخل بعد في قاموسه.
عزيزي القارئ ..أو رفيقي المناضل الذي غشه عرمان بكلامه الإستهبالي عن فكر السودان الجديد ، وعن الثورة والنضال وحركات التحرر الوطنية والعالمية ومش عارف ايه كدا. قد وصلتنا أخبار مؤكدة أن السيد ياسر عرمان سعيد عقد اجتماعا سريا في احدى ازقة العاصمة الفرنسية “باريس” في شهر أكتوبر الجاري مع عدد من “الجلابة” في محاولة لإقناعهم بالتمسك برؤية السودان الجديد لأسباب موضوعية وضرورة مرحلية كون ان وعي أبناء المنطقتين وكل الهامش يزداد يوما بعد يوم ، وهذا قد يقود إلى تفكيك السودان القديم الحالي وبناء السودان الجديد الذي سيأتي حتما بالمهمشين ، وحسب قوله هذا قد ينتقص من الدور القيادي والحضاري للأمة العربية في المنطقة.
وتخوف عرمان في هذا الإجتماع السري من تقزيم دور العرب المستقبلي في السودان سيما دور أبناء الوسط والشمال العربي.
وأضاف ، قائلاً : لابد أن نحافظ على إرث آبائنا الذين جعلوا منا قادة للعمل السياسي طيلة الفترة الماضية و يجب أن نتمسك برؤية السودان الجديد حتى يتسنى لنا إعادة إنتاج السودان القديم من خلال السودان الجديد.
هذا الإجتماع السري رفاقي الكرام ، يكشف لنا دون شك ،العقلية النخاسية أو الإنتهازية لياسر عرمان الذي رفع ولقرابة ثلاثين عاما ، شعار “السودان الجديد” الذي يؤدي الى هيكلة الدولة السودانية وتفكيك السودان القديم ، لكنه بعد ان اطاحت به قرارات مجلس التحرير من قيادة الحركة الشعبة ، ها هو ودون خجل وحياء يبدل جلده لدغدغة مشاعر أهله الجلابة لمساندته في معاركه مع القيادة الجديدة للحركة الشعبية.
كما ان هذا الإجتماع السري، يكشف لنا أيضا عن عدم إبداء عرمان أي اهتمام للمبادئ الديمقراطية ، ولا احترام الأخلاقيات السياسية بقدر ما يهمه الوصول إلى السلطة والنفوذ ، فهو يعتبر هذه المبادئ مجرد نظريات فارغة يدرسها الطلبة المبتدئون في مقاعد الدراسة، وترهات تناقش على شاشة التلفزيون.. إنه واقع الخداع والمراوغات السياسية وتضليل الرأي العام من أجل المنفعة الشخصية.
إذن من أجل السلطة لا يمانع عرمان من أن يمسي أخوانجيا..
ومن أجل السلطة لا يمانع عرمان من أن يغير مبادئه وشعاراته..
ومن أجل السلطة لا يمانع عرمان من أن يتنكر للجميع ويتنصل من الجميع..
ومن أجل السلطة لا يمانع عرمان من أن يطلق لحاه ويتسكع ويستغفر ويسبح ويستشهد بآيات الله ، ويصلي مع البغدادي والقرضاوي ويزور قبر ابن تيمية..
ومن أجل السلطة لا يمانع عرمان من أن يذرف الدموع الكاذبة ويقطر بالعواطف ويستسلم لأي شيء..
من المؤسف حقا مشاهدة (ياسر عرمان) الذي أقالته الحركة الشعبية من الأمانة العامة ولم تفصله أبداً من عضوية التنظيم، أن يهدد بالفوضى وبالفتنة إذا لم يستمر هو في الأمانة للحركة الشعبية ، ونسى أنه كان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان منذ توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام 2005م ، وأمين عام للحركة الشعبية شمال منذ فك الإرتباط 2011 حتى مارس 2017م -أي فترة اثني عشر عاما قضاها في الأمانة العامة للحركة الشعبية ، وعندما تم اقالته منها بدأ بالتهديد والوعيد.
لجوء عرمان “للجلابة” وطلب نجدتهم بزعم المحافظة على إرث الآباء والأجداد لقيادة العمل السياسي والإجتماعي والثقافي والديني في السودان أمر مضحك ومحزن حقا ، ولا نعرف عن أي إرث وحضارة يريد عرمان وأهله الجلابة المحافظة عليها ونحن نعرف علم اليقين أن “”العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب ..والسبب في ذلك أنهم امة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلة ، وكان عندهم ملذوذ لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد لسياسة وهذه الطبيعة منافية للعمران.
ليست للعرب عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد ودفاع بعضهم عن بعض إنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهبا وغرامة.
وأيضا فهم متنافسون في الرئاسة وقل أن يسلم احد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته إلا في الأقل وعلى كره من اجل الحياء ، فيتعدد الحكام منهم والأمراء وتختلف الأيدي على الرعية في الجباية والأحكام .. فيفسد العمران وينقض””. (مقدمة ابن خلدون عن العرب)..
رفاقي المناضلون في “المنطقتين” وفي كل مناطق الهامش. نريد ابلاغكم بأن السيد ياسر سعيد عرمان قد ظهر على حقيقته ، ولم يكن رفعه لشعار السودان الجديد ايمانا منه به ، بل لم يكن ذلك إلآ تكتيكا ، وضرورة مرحلية فقط. واليوم ها هو قد ظهر على حقيقته وطرش كل ما كان يخفيه في داخله من حقد تجاه رفاق الأمس بالحركة الشعبية وأهل الهامش يصفة عامة في اجتماعه مع أهله وأخوانه (الجلابة) بوكر من اوكارهم بالعاصمة الفرنسية باريس، وبهذا الإجتماع وما جاء فيه من كلام عنصري ضد غير العرب في السودان ، نستطيع القول بأن الرجل قد عاد فعلا إلى أهله الجلابة بعد أن غادرهم لقرابة الثلاثين عاما بإسم النضال والثورة، ونهنئه على هذه العودة السالمة.

مقالات ذات صلة