منوعات

مصطفي تمبور لـ”صوت الهامش” البرهان وحميدتي مجرمين وغير مؤهلين اخلاقيا لإدارة شؤون البلاد

البرهان قتل العشرات من أسري حركة الشهيد بولاد وأحرق قري المدنيين بجبل مرة

كشف المُتحدث العسكري السابق بإسم حركة جيش تحرير السُودان قيادة عبدالواحد نور،و رئيس المجلس القيادي الاعلي لحركة تحريرالسودان “مصطفي تمبور” معلومات صادمة عن رئيس المجلس العسكري الإنتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان .

وقال في حوار أجرته معه “صوت الهامش” أن البرهان مُجرم حرب، وعندما كان يعمل في دارفور قتل العشرات من أسري حركة الشهيد بولاد وأحرق قري المدنيين بمناطق “جبل مرة”، وإتهم تمبور النخب السياسية التي تعاقبت علي حكم البلاد بممارسة سياسات اقصائية أشعلت الحروب الأهلية في كل من دارفور والنيل الأزرق وجنوب
كُردفان.

حوار – صوت الهامش

كيف تنظر لإتفاق المجلس العسكري الإنتقالي وقوي إعلان الحرية والتغيير حول تقاسم السلطة؟

أولا اهنئ الشباب السوداني الذي أنجز مشروع الثورة السودانية وضرب أروع النمازج في البطولات والتضحيات، ثم لاننسي ان نحي الشهداء الكرام الذين قدموا أرواحهم رخيصة لأجل ان يمنحوا الحياة الكريمة لغيرهم،انا أعتقد أن الذي تم بين المجلس العسكري وإعلان قوي التغيير هو في الواقع ليس اتفاقا حقيقيا يفضي الي الانتقال السياسي بالبلاد ويحقق مطالب الثورة المشروعة، وانما يمكن ان نسميه تفاهم أو مصالحة استسلامية أفضت في النهاية الي شراكة بين الطرفين الموقعين علي الإتفاق ليس أكثر.

هل تري أن الإتفاق يعبر عن مطالب الثورة في الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة؟

قطعا هذاء الاتفاق لايعبر بأي حال من الأحوال عن مطالب الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الدكتاتور المخلوع البشير، ولايمكن ان يصمد طويلا في ظل وجود شريك مشاكس ومرتبط بأجندة تتعلق بالنظام السابق وغير راغب في التحول الديمقراطي الذي يتيح للشعب فرصة ان يحكم نفسه بنفسه عبر نظام حكم مدني خالص، والكل يعلم ان الثورة الشعبية عندما انتظمت شوارع ومدن السودان المختلفة ظلت تردد شعارا مهما كان حاضرا طيلة فترة الحراك الشعبي وهو(حرية،سلام،وعدالة)وهذه الشعارات التي قدم الشعب المنتفض من أجلها مئات الجرحي والشهداء لايمكن لها ان تتحقق في ظل حكومة إقصائية إجرامية يكون علي راسها أوجه اخري لنفس النظام السابق(حميدتي،برهان)فهذه حقيقة مجردة يجب ان تفهم هكذاء،والايام القادمة سوف تؤكد صدق ما نقول.

البعض يري أن الإتفاق بين الطرفين أتي لتأكيد السطوة المركزية المسيطرة علي البلاد منذ الإستقلال؟

منذ أن أعلن استقلال السودان في١٩/١٢/١٩٥٥ من داخل البرلمان وخرج المستعمر الاجنبي من السودان، للاسف الشديد استقبلنا مستعمرين وطنيين ممثلين في كل النخب السياسية التي تعاقبت علي حكم البلاد وحققت رقما قياسيا في الفشل لأنها عجزت تماما من إدارة التنوع والتعدد الذي ميز السودان عن غيره من الدول الاخري، ومارست سياسات إقصائية متعمدة أدت في النهاية إلي إشعال حروب أهلية في المناطق ذات الخصوصية الحضارية وانقسام جزء عزيز من تراب الوطن، لذلك الذي تم الإتفاق عليه بين قوي التغيير والمجلس العسكري ماهو الا تسويق لنبيذ قديم في قناني جديدة ولايمكن ان يحدث اي تغيير في الواقع، وفعلا يكرس لسطوة المركزية المسيطرة تاريخيا علي مفاصل السلطة وموارد البلاد.
لماذا أغفل الإتفاق الإشارة لقوي الكفاح المُسلح وتجاهل مطالبهم؟

اذا لم يتم الإعتراف بأن الوطن للجميع دون إقصاء لاحد وأن السودانيين شركاء اصيلين ومتساوين في حقوقهم وواجباتهم بحكم الرابطة القانونية التي تحدد علاقتهم بوطنهم فقطعا سيظل صراع الهامش والمركز قائما وربما يتطور أكثر في المستقبل.

في الإتفاق قول يُشير إلي أن الستة أشهر الأولي ستكون مخصصه للسلام،هل تري أن فترة الستة أشهر كافية لحل جذور الأزمة في مناطق الصراع؟

قبل أن أتحدث عن فترة الستة أشهر وأنها كافية أو غيره، أود أن أطرح تساؤلا مهما حتي نكون دقيقين فيما نقول. هل تتوفر الإرادة السياسية الوطنية للمكونات التي تحكم البلاد لاحلال سلام حقيقي وشامل؟

بكل تأكيد لا توجد الإرادة المطلوبة خاصة وأن المجلس العسكري الذي سيكون جزءا من مجلس السيادة في القريب العاجل لايرغب في إحلال سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار بالبلاد، أكثر من ذلك هنالك إجراءات يجب أن تتخذ قبل الانخراط في أي عملية تفاوضية لتكون الأجواء مهيأة للتفاوض الجاد بين الأطراف المعنية هذه الإجراءات تتمثل فى الاتي:

أ/تحسين الاوضاع الأمنية بمناطق النزاعات وهذاء لايتحقق إلا بتفكيك المليشيات المسلحة التي ظلت تقاتل بجانب القوات النظامية منذ عهد النظام البائد وعلي رأس هذه المليشيات ماتسمي بالدعم السريع وغيرها من المليشيات القبلية الاخري.

ب/ابعاد الوجود الأجنبي من أراضي النازحين واللاجئين تمهيدا لعودتهم الي مناطقهم الاصلية بعد تقديم التعويضات الجماعية وتوفير الخدمات الضرورية ومقومات الحياة الكريمة في المناطق التي هجروها.

ج/وقف شامل لإطلاق النار وتشكيل الية مراقبة دولية لذلك.

د/تسليم رموز النظام السابق والحالي الذين تورطوا في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية و جرائم حرب الي الجنائية الدولية لأننا لانثق في نزاهة القضاء السوداني نسبة لتأثير السلطة التنفيذية علي أداءه. واذا تم هذاء في أرض الواقع صدقني ستكون الاجواء مهيأة للتفاوض الجاد بين الاطراف المعنية ويمكن ان نتفاءل بتحقيق سلام واستقرار بالبلاد، اذن اي حديث عن ستة أشهر مخصصة للسلام بدون تنفيذ تلك الخطوات علي الأرض سيكون حديثا غير موفق.

الجبهة الثورية وعدد من قوي الكفاح اشارت ضمنياً أن الإتفاق أهضم حقوق أهل الهامش كيف تري ذلك؟

اتفق تماما مع ماقالته الجبهة الثورية السودانية لأن الهامش لديه قضايا لها خصوصيتها ولايمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال وإلا ستظل الازمة قائمة ولن يشهد السودان أي استقرار.

وجود البرهان وحميدتي في هرم قيادة للدولة إساءة للضحايا الذين سقطوا في سبيل انجاز مشروع التغيير

كيف تعلق علي قبول قوي التغيير الجلوس والإتفاق مع البرهان وحميدتي المتهمان بارتكاب جرائم حرب؟

البرهان وحميدتي هما مجرمين محترفين وغير مؤهلين اخلاقيا لإدارة شؤون البلاد لأن وجودها في أعلي هرم قيادي للدولة يمثل إساءة واضحة للضحايا الذين سقطوا في سبيل انجاز مشروع التغيير، وأنا اعتقد ان الكل اخطأ منذ الوهلة الأولى بقبول البرهان وحميدتي ضمن عناصر المجلس العسكري الانتقالي وكاطراف اساسية في التفاوض.

كيف تنظر للدور الذي لعبه حميدتي في التغيير الاخير؟

حميدتي لم يكن مبدئيا تجاه التغيير وان الدور الذي لعبه ليس دورا اساسيا لأن الشعب اتخذ موقفه وصمم علي البقاء في الشارع إلي حين سقوط النظام ،فعندما رأي حميدتي أن التغيير قد أصبح أمر واقعا قرر الانحياز تكتيكيا للجماهير انطلاقا من موقف انتهازي لا أكثر ولا أقل ،ولو كان صادقا ومبدئيا مع التغيير وامينا مع الجماهير لماذا كل هذاء القتل و التنكيل والاغتصاب ورمي الجثث في نهرالنيل والتشبث بالسلطة رغم مطالبة الجماهير بتسليمها للمدنيين؟

قيل أن البرهان إبان فترة عمله في دارفور إرتكب العديد من التجاوزات في حق المواطنين حدثنا عن ذلك؟

صحيح برهان كان ضابطا في حامية زالنجي برتبة نقيب ومسؤولا عن شعبة الاستخبارات العسكرية بالمنطقة، حيث اشتهر بالعنف والاعتداء علي المواطنين الأبرياء بالضرب والتعذيب واتهامهم بانهم خلايا تتبع للشهيد بولاد وكثيرا ما يصدر أوامر بحبس وتعذيب الشباب داخل زنازين الاستخبارات بجبل عصيدة غرب زالنجي وقتل العشرات من أسري حركة الشهيد بولاد وقام باحراق عدد كبير من قري المدنيين بغرب جبل مرة متذرعا بمكافحة التمرد وكان سئ السمعة ومنحرف اخلاقيا وسلوكيا.
ماهي الاسباب التي قادتكم للإنشقاق من عبدالواحد نور؟

أولا أنا أود أن أصحح فهما خاطئا، نحن لسنا منشقين من عبدالواحد نور ومن هو عبدالواحد حتي ننشق منه؟ نحن قيادات في الحركة ولاينكر ذلك أحداً، أصدرنا قرارا شجاعا بتجميد صلاحيات عبدالواحد كرئيس للحركة وحددنا سقفا زمنيا لانعقاد المؤتمر العام للحركة وهذا الموقف اتخذناه وفي هذاء التوقيت انطلاقا من مبدأ مسؤوليتنا تجاه الحركة ونحن نري أن الثورة قد تراجعت كثيرا وضعفت سياسيا وتنظيميا وفقدت أكثر من ٨٠%من أراضيها التي كانت تسيطر عليها في السابق ولم يتبقي للحركة سوي التصريحات واللايفات التي يبثها الرئيس السابق عبدالواحد، وهذاء القي بظلاله السالبة علي مستقبل الحركة وتطورها، أكثر من ذلك نحن أكدنا باننا سوف نعقد مؤتمرا عاما لن نقصي فيه احد وسنقيم خلاله التجربة السابقة ونرسم ملامح استرتيجيات جديدة تضمن نجاح الثورة في المستقبل، ونؤكد باننا عازمون علي تجاوز اخفاقات الماضي.

يقال بأن حركتكم ليس لديها وجود عسكري او شعبي؟

ياعزيزي نحن نستمد قوتنا وتفويضنا من شعبنا باعتباره المستفيد الأول من التغيير الذي ظللنا ننشده طيلة الخمسة عشر عاما الماضية وقواعدنا منتشرة علي طول الوطن وعرضه وعبرت عن موقفها الداعم والمساند لخطوات التغيير والاصلاح المؤسسي للحركة، اما وجودنا العسكرى فلا نريد ان نفصح عنه كثيرا لان ميدان المعركة هو وحده الذي يحدد الحجم الحقيقي لكل ثوري يدعي امتلاك القوة العسكرية.

هناك إتهامات طالتكم بأنكم أجريتم مفاوضات سرية مع المجلس العسكري برعاية إماراتية؟

إلصاق التهم الباطلة والمغرضة اصبحت ثقافة رسمية في ممارسة العمل السياسي بالسودان وخاصة وسط ثورات التحرر الوطني وهذاء مايؤسفني كثيرا، الاهم من ذلك اننا اذا اردنا ان نفاوض اي جهة كانت فلن يكون ذلك سريا وانا معلنا وفي وضح النهار وأمام الإعلام حتي يتعرف الجميع علي مانقوم به، ولكن نحن لدينا موقف مبدئ تجاه محورالسعودية والامارات بمنطق ان هذاء المحور قد تغول كثيرا في الشؤون الداخلية للسودان وبشكل سافر وظل يدعم ويوفر أسباب البقاء للمجرم حميدتي ولمجلسهم العسكري، وجند أبناء الهامش كمرتزقة لخوض حرب عبثية باليمن ويسعي سعي حثيث لتمكين الانقلابين في السلطة ويقف ضد عملية التحول الديمقراطي بالبلاد،فلا يمكن باي حال من الأحوال ان نقبل بالتفاوض لا سراً ولاعلنا مع أمثال هؤلاء .

كما نؤكد للمرة الثانية تمسكنا بأهدافنا ومبادئنا التي من اجلها حملنا السلاح وسنواصل نضالنا من أجل تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والسلام والديمقراطية، وقطعا ساحات النضال الوطني ستجمع بيننا وتميز المعادن الاصيلة من غيرها.

مقالات ذات صلة