قراءات و تحليلات

ما الذي يسعي إليه التجاني السيسي بترويج بأن اتفاقية الدوحة حققت السلام في داوفور ؟

وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي تم توقيعها بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة قبل انشقاقئها برئاسة دكتورالتجاني السيسي في يونيو 2011 ، بوساطة مشتركة من الأمم المتحدة والإتحاد الافريقي وقطر ، تعتبر وثيقة ورقية في رأي كثيرين من أبناء إقليم دارفور ، بحيث لم ينعم أهل هذا الإقليم بالسلام او الأمن منذ توقيعها ، فإن الكثير من المراقبين يرون أن وثيقة الدوحة لسلام دارفور لم تسفر عن فوائد لشعب دارفور .
أبرز محاور وثيقة الدوحة لسلام دارفور
تشمل وثيقة الدوحة لسلام دارفور علي سبعة محاور حول التعويضات وعودة النازحين واللاجئين واقتسام السلطة والوضع الاداري لدارفور واقتسام الثروة وحقوق الإنسان والحريات الأساسية والعدالة والمصالحة والوقف الدائم لإطلاق النار والترتيبات الأمنية النهائية وآلية التشاور والحوار الداخلي وآليات التنفيذ .
التجاني السيسي “اتفاق الدوحة ” حقق السلام والتنمية لدارفور
قال التجاني السيسي الأسبوع الماضي في تصريحات صحفية ، أن اتفاقية سلام الدوحة أرسى واقعا جديدا في دارفور ونقل المنطقة إلى آفاق رحبة من الاطمئنان الحقيقي في حياة مواطني المنطقة التي شهدت عمليات إعمار وتنمية متسارعة الخطى بصورة غير مسبوقة مهدت الطريق لسلام اجتماعي ليتصدر أجندة المرحلة الحالية.

وأضاف السيسي  إلى «مساهمة اتفاق سلام الدوحة في إرساء أجواء جديدة بالإقليم تتسم بالهدوء والاطمئنان واتساع رقعة المشاركة الاجتماعية، الأمر الذي مكن كافة ولايات دارفور من أن تنعم بثمرات السلام ومكاسبه التي تحققت على أرض الواقع»
ما الذي يسعي اليه التجاني السياسي بتلك التصريحات ؟

سيد شريف جارالنبي وثيقةً الدوحة حققت فعلاً مكاسب لبعض الأفراد (صوت الهامش)
سيد شريف جارالنبي وثيقةً الدوحة حققت فعلاً مكاسب لبعض الأفراد (صوت الهامش)

يقول سيد شريف جارالنبي نائب أمين العلاقات الخارجية والتعاون الدولي بحركة العدل والمساواة السودانية أن وثيقةً الدوحة حققت فعلاً مكاسب لبعض الأفراد ومن بينهم التجاني السيسي ، ولاكن علي الصعيد الدارفوري خلق واقعاً سيئا ، وبل أسوأ من قبل الوثيقة .
ويضيف جارالنبي ل ( صوت الهامش ) أن ما ذكره التجاني السيسي مؤخراً بأن وثيقة الدوحة حققت السلام في دارفور ، ما هي إلا فرقعات إعلامية يريد أن يجني من وراءها مكاسب . وقال إن السيسي ووثيقتة فشلا ، وادخل الإقليم واقعاً جديداً سيئًا ، وأكد بأن نسبة المدنيين الذين قتلوا بعد ما يسمي باتفاقية الدوحة لا تقل قبله .
وأضاف بأن مليشيات بما يسمي بقوات الدعم السريع تم إعادة ترتيبها من ميزانية هذه الوثيقة .
وأشار جارالنبي عبر هذه الوثيقة تم تقسيم الي إقليم دارفور الي ولايات إثنية ، وتم تشريد آلاف الأسر ، وما زالت طائرات الأنتنوف تقصف المدنيين في جبل مرة وحولها ، مما يُشير بأن الواقع كارثي جداً .
وأوضح بأن التجاني السيسي ظاهرة سيئة ولا يهتم كثيراً بالازمة ، وكل الذي ذكره هو حديث أملي عليه من قبل جهاز الأمن ، وقد يطمع بهذه التصريحات الي وظيفة أخري بعد حل السلطة الإقليمية .

حل السلطة الإقليمية لدارفور

وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير في شهر يونيو الماضي، عن حل السلطة الإقليمية لدارفور ومكتب متابعة الاتفاق التابع لرئاسة وإنشاء إدارة عامة برئاسة الجمهورية للإشراف على المفوضيات الخمس التي كانت تتبع للسلطة. وأنشأت سلطة دارفور الإقليمية في مايو 2011 لتكون الأداة الرئيسية لتنفيذ اتفاق الدوحة للسلام الموقع بين الحكومة السودانية و “حركة التحرير والعدالة” برئاسة التجاني سيسي الذي صار رئيسًا لسلطة دارفور الانتقالية.

 

 عبدالرحمن القاسم تصريحات السيسي تجانب الحقيقة (صوت الهامش)
عبدالرحمن القاسم تصريحات السيسي تجانب الحقيقة (صوت الهامش)

إما المحامي والناشط الحقوقي عبدالرحمن القاسم يقول ل ( صوت الهامش ) أن الدكتور التجاني السيسي أحد أبناء قيادات الفور ، إبن الديمقاوي ، ذلك المنصب الرفيع في سلك النظام الاداري لسلطنة الفور و تقلد منصب حاكم ولاية دارفور إبان الديمقراطية الثالثة ممثلا لحزب الأمة بعدها زهد في السياسة و عمل موظفا في الامم المتحدة في اثيوبيا
لا نعرف تماماً ملابسات اختياره ليمثل الدارفوريين في مفاوضات الدوحة ، لانه لم يكن من حملة السلاح و إنما كان يمارس عمله بهدؤ في مكتبه الفاخر في مقر الامم المتحدة .
ما نعلمه ان هناك اكثر من مائتي شخص من قبيلته يُسِرت لهم السبل للسفر الي أديس أبابا و الإقامة في فنادق فارهة ، بينهم من لم يسافر خارج السودان في حياته و اجتمعوا هناك للضغط عليه علي قبول المهمة ، كانت تري الأجسام التي مولت هذه العملية ان الفور هم اكثر الدارفوريين نزاعا في الصراع و بالضغط عليهم عبر إبنهم المدلل تنطفئ المشكلة تماماً و يطفأ تأثير الاستاذ عبد الواحد عليهم ، ذلك الرجل العنيد في نظرهم و الذي يقف حجر عثرة في سبيل تحقيق السلام لما له من كارزمة ، لكن في نظرهم دكتور التجاني السيسي اكثر تأثيرا منه .
الدكتور التجاني السيسي يثق في نفسه لدرجة الجنون ، بصورة نرجسية و يحسب انه يمتلك المفتاح السحري لحل قضايا دارفور لانه كان مقبولا من كل الأطراف هناك ، مجترا ذكريات سنوات الديمقراطية الثالثة التي نجح فيها نجاح منقطع النظير .
أن إتفاقية الدوحة بالنسبة له مسالة حياة او موت و لذا اي اخفاق او عجز فيها ، في نصوصها او كيفية تنفيذها تعني انه سقط في نظر شركاه الذين مولوا له تكاليف سفر و إياب أهله ، الي أديس أبابا و العكس الي الخرطوم او وعوده لهم بحل مشاكل دارفور و خاصة أهله من الفور .
إني أحسب ان عملية اختياره و كيفية الإقناع للدولتين اللتين تبرعتا بكل تلك التكاليف هي مسرحية من خلفها نافذين في حكومة الخرطوم .
و الذي زاده جدية علي السير في طريقه المحفوف بالمخاطر هو التحدي الذي واجهة من بني جلدته و اقرب الناس اليه ، ذهب البعض منهم لقول ما لم يقله مالك في الخمر مما زاده عنادا و إصرار للمواصلة و التعويل علي عنصر الزمن لعل تحدث أشياء لم تكن في الحسبان تلعب دورا إيجابيا في صفه .
كنت احسب انه سيتخلى عن إصراره و اعلان انهيار الدوحة ، لان هناك وقائع و انتهاكات جسيمة كثيرة تمت منذ توقيع وثيقة الدوحة يمكن ان تسعفه لإعلان ذلك ، غير انه مضي في تمجيد ها .
اما ان يكون غائبا تماماً او تكون هناك ملفات في غير صالحه ، تكبل إرادته.
كل ما يذهب اليه دكتور التجاني في تصريحاته في المناسبات او عبر الاعلام تجانب الحقيقة .

مقالات ذات صلة