مقالات وآراء

زيمبابوية الاقتصاد السوداني

إبراهيم موسى شمو
إبراهيم موسى شمو

في ظل الظروف الاقتصادية المتازمة التي تمر بها البلاد منذ انفصال جنوب السودان الذي كان يساهم بنسبة80%من حصة البترول من إجمالي ميزانية الدولة. كل المؤشرات الاقتصادية وقتها كانت تشير إلى أن إذا انفصل جنوب السودان سوف يؤثر على اقتصاد السودان الأم .إلا أن النظام كان معتوه الفكر في التفكير الاقتصادي لاستحداث بديل حتى لا يدخل البلد إلى دوامة أزمات اقتصادية تصل إلى حد افقار الدولة و إفلاسها اقتصاديا وسياسيا. حيث وصل التضخم أعالي نسبة له في تاريخ الدولة السودانية.
وكل هذه نتيجة لظاهرة سوى إلاداري الذي يتلخص في الفساد الإداري والمالي وتكاليف الحرب التي خصمت من نسبة التعليم والصحة وباقي الخدمات الأخرى حيث باتت الدولة السودانية عجزة تماماً لإيجاد الحلول لهذه الأزمات التي صنعتها هي بذات نفسها من جراء اساليبها الأنانية في التعاطي مع متغيرات السياسية.

فقد قامت عصابات النظام الحاكم وشركائها من الرسماليين بتحويل السودان من أمل تحقيق سلة غذاء العالم إلى سلة كوابيس العالم لدرجة الاعتماد إلى الدعم الخارجي حيث أصبحنا من كبرى الدول المتسولة عالميا للحصول إلى وجبة غذائية من word food program, وهذه عواقب الحرب التي يديرها النظام من أوكار الدائرة الشيطانية في قصر الديكتاتور.

الآن كل المؤشرات تشير بصورة أخرى إلى زيمبابوية الدولة السودانية اقتصادياً، ويأتي هذه المقارنة من خلال الأزمة الاقتصادية الخانقة التي وصلت عليها الدولة الزيمبابوية بزعامة الديكتاتور العجوز روبرت موغابي الذي اغمس زيمبابوية إلى مفرمة سحقت الاقتصاد إلى عن سجلت نسبة خرافية في التضخم حيث أصبح يساوي الدولار الأمريكي الواحد 35مليون في مقابل العملة الزيمبابوية.
وإذا كان في العالم براثن سياسي واقتصادي سيئ سوف يكون من نصيب النظام الحاكم في السودان نظام موغابي في زيمبابوية ولذلك لتشبه الممارسات بين زعماء هذه البلدين الذين هم عبارة عن وجهين لعملة واحدة وهو الفساد.

الواقع الاقتصادي المترضي الذي يشهده السودان الان هو ببساطة الخروج من الوضع الطبيعي إلى فوضة اقتصادية مما أدى إلى حالة التضخم الكبير الذي يأكل مصروفات المواطن في أتفه الأشياء الاستهلاكية.

وهذا التضخم المفرط في النظام الاقتصادي حدث نتيجة لتداخلات النفوذ السلطوية في مسار الاقتصاد الوطني مما أدى حالة التدهور وانخفاض قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية. والحكومة مازالت تكرر الفشل بذات الاسطوانة المشروخة المسماة بإلاصلاحات الاقتصادية من داخل غرفة العمليات الشيطانية حيث جاءت السودان في قائمة أكثر الدول العالم فساداً وانتهاكاً لحقوق الإنسان وفقاً لما جاءت في التقرير دولية.

لا يستقيم تبرير الحكومة بأن إلاصلاحات تأتي من خلال رفع الدعم عن المحروقات التي تمثل الدينامو المحرك وسط المتغيرات الاقتصادية بحيث زياداتها أو نقصانها يؤثر على السوق . الدولة السودانية تحتاج إلى إنعاش اقتصادي وليس سياسة تعمل على انكماش اقتصادي حد الهضربة في وسائل الإعلام بخطة زيادة 20% للعاملين في الدولة الذي يبلغ عددهم تقريبا 9.3مليون من إجمالي تعدد السكاني البالغ قدرها 37،96مليون نسمة اي ما يقرب 18،66 شخص هم خارج دائرة عمل الحكومة وذلك مع افترضنا الباقية هم دون سن المسموح لهم بالعمل. إن هذا العدد هم ليسوا عاملين في الدولاب الدولة بالطبع إنما معظمهم ينتظرون ارزقهم على قدح النبي والقليل منهم منّ يعمل في الشركات الخاصة أو المنظمات بنسبة لا يتجاوز ربع العامة في خط السوق على شريط الهامش الاقتصادى.
هؤلاء الذين يعتمدون على عيشهم في السوق سوف تفرض عليهم الدولة ضرائب باهظة ومعها مجموعة من ما يسمى بي بنود أخرى الكيزانية الذي تعودنا دائما أن نجده في ميزانيتهم المحاسبية.
كما أن يوجد نسبة كبيرة من الشعب في خط الفقر المدقع وهم المنسيين.

والسؤال الذي يطرح نفسه حول زيادة 20%للذين يعملون في الدولة!
هل هذه الزيادة قادرة على مواجهة تحديات السوق الذي سوف يفرضه العرض والطلب مع اعتبارية أن التاجر هو الذي يحدد السعر السلعة و بالطريقة التي تتماشى مع صفة أرباحه التجارية . وقتها سوف تدرك بأن هذه الزيادة لا تسوي شئ غير يمكن لها أن تجلب لك حلوة بلى لطفل واحد.

لا يستطيع حتى أعضاء الحزب الحاكم إنكار أن الدولة داخلت في دائرة فشل مغلقة من جميع الاتجاهات ولا يوجد مخرج من هذه الدائرة إلا عن طريق إلاصلاحات السياسية وتقديم تنازلات بصورة عامة على مستوى الدولة ولكسر العقوبات التي فرضت على البلد . أو لربما قد يكون للشعب حديث آخر عن هذه الأضرار الاقتصادية التي لحقت به إلى تلقى الدعم تحت رحمة الغذاء العالمي.

في الخاتم
أن الحكومة التي تتلقى المساعدات الإنسانية لا تستطيع تقوية نفسه إلا عن طريق تخليها السياسات التي اوصلتها إلى هذه المرحلة من التدهور وسقوط جدران الوطن ، والنظام يفترض خياله الخرافي لتبرير الأزمة الاقتصادية ويضع الشعب يتجمعوا حول المدائن تائهين . باحثين في جحور النمل عن حبة تبقت عند الشقوق.
ـــــــــــــــ
ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ
ﺷﻮﻝ ﺃﻧﻘﻮﻯ
ﻳﺎ ﻟﻴﻞ ﻻ ﺗﺨﺸﻰ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻮﻙ ﻣﺤﻤﻠﻴﻦ ﺑﺒﻌﺾ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ .
ﻓﺎﻟﺠﻮﻉ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻲ ﻣﻼﺫ ﻣﻦ ﻟﺼﻮﺹ ﺍﻻﻓﺘﻌﺎﻝ .
ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻓﺨﺮ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ .
ﻭﻟﻜﻞ ﺃﻭﺟﺎﻉ ﺍﻟﺼﺒﺎﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ .
ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻋﺎﺭ ﻟﻠﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﺎﺳﺔ .
ﻭﺍﻟﺨﺒﺰ ﺟﻤﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﻳﺤﺮﻕ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻯ ﻭﺇﺳﺘﻄﺎﻝ .
ﺳﻨﺸﻌﻞ ﺍﻷﻓﻖ ﻏﺪﺍً ﺇﺣﻤﺮﺍﺭﺍً ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻹﺣﺘﻤﺎﻝ .
ﻛﻞ ﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﻭﺍﻟﺸﺠﻮﻥ ﺳﻮﻑ ﻳﺸﻔﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ .
ﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﺪﻧﺎ ﻳﺎ ﻭﻃﻦ ﻓﺎﻧﺘﻈﺮﻧﺎ .
ﻋﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﺰﺍﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺋﻬﻴﻦ .
ﻓﺎﻧﺘﻈﺮﻧﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻳﺎ ﻭﻃﻦ ﻓﻠﻨﺎ ﻟﻘﺎﺀ
Ibrahimmusa55@hotmail.com

مقالات ذات صلة