مقالات وآراء

المؤتمر الوطني يرحب بدعوة عقار لخوض انتخابات 2020 -فهل بلغ التعاون بينهما حد التنسيق الإنتخاباتي؟..

عبدالغني بريش فيوف

يقال ان من يزرع الوهم لا يحصد سوى الحسرة والندم ، ومن يمشي في طريق الخيبة لا يحصد إلآ الفشل ، والفاشل ، إما فاشل عن جهالة وهو غبي مختل العقل ، وإما فاشل عن وعي وعلم ، وهو دعي مختل الإنتماء.وقد علمتنا التجربة الإنسانية أن القائد الخائب يعكس ضعفه على أقدس القضايا، فيدنسها، ويدفنها جيفة بين الحفر ليحقق طموحاته الأنانية الضيقة على حساب القيم والمبادئ.
ما ذكرناه في الأعلى ينطبق تماما على القائد الخائب الفاشل مالك عقار اير الذي فاجأ قوى المعارضة السودانية وطالبها بالإستعداد لخوض انتخابات عام 2020 التي تنظمها دولة حزب المؤتمر الوطني قائلاً: على قيادات المعارضة السودانية الاتفاق على خطة عمل لخوض الانتخابات في 2020، واقتلاع السلطة من النظام سلميا.
وقال عقار “علينا ان لا نكتفي بالإجابات القديمة، مثل اعلان مقاطعتها منذ الان، والا تكون المقاطعة المجانية هي الجند الوحيد. فهنالك وقت طويل قبل وقت الانتخابات يمثل مساحة واسعة لتصعيد العمل الجماهيري ومواجهة النظام قبل الانتخابات”.
وما ان تلقى حزب المؤتمر الوطني هذه الدعوة حتى تلقفها بالسرعة ليقول نائب رئيس القطاع السياسي بالوطني عبد الله صافي النور ـأن “دعوة مالك عقار لخوض انتخابات 2020م تمثل تحولا حقيقيا في مواقف المعارضة المسلحة حول تداول السلطة سلمياً، وتحتاج لتطبيق القول بالعمل”.
من جهته قال المتحدث باسم الحكومة وزير الإعلام أحمد بلال عثمان ـ بحسب “المركز السوداني للخدمات الصحفية” ـ إن “ترك تغيير النظام بالقوة يعتبر تقدما كبيرا في الفهم، وتداول السلطة بالانتخابات حق مشروع”.
ورحب بدعوة عقار للمعارضة بخوض الانتخابات القادمة، قائلا “عقار لم يأت للسلام ولم يتحول إلى حزب سياسي، كما أن أجندة الحركة لا تزال في مربع الحرب، وإذا وقعت على السلام فسنرحب بذلك”.
ودعا الأمين السياسي للمؤتمر الوطني عبيد الله محمد عبيد الله مالك عقار لقبول عملية السلام والحوار الوطني إن كان صادقا في دعوته.
وأضاف “انتخابات 2020م ستكون شفافة ونزيهة تقود لتحول ديمقراطي حقيقي تشارك فيه جميع مكونات المجتمع السوداني”.
هذه الدعوة -أي دعوة مالك عقار قوبل بالرفض التام وسط قوى المعارضة السودانية ..حيث قال مني اركو مناوي(إن الإنتخابات القادمة لم تؤدي إلى تغيير في البلاد ، وأن الدعوة لتغيير القوانيين وخوض الانتخابات في وجود كل الاجهزة الامنية في يد حزب واحد مجرد استهبال.
أما الحزب الشيوعي المعارض فقد رفض دعوة مالك عقار، للمشاركة في انتخابات 2020.
وقال المتحدث باسم الحزب الشيوعي، علي سعيد، في تصريح لصحيفة “الميدان” الناطقة باسم الشيوعي، إن موقف الحزب ثابت من شكل التغيير في السودان وهو عبر الانتفاضة الشعبية.
ووصف الدعوات للمشاركة في الانتخابات بالخطل لكون ان النظام لا يعترف بالآخر وغير مستعد للتخلي عن السلطة ولا يؤمن بالتداول السلمي للسلطة.
وأوضح أن المعارضة جربت النظام في الفترة الانتقالية بعد اتفاقية نيفاشا حيث فعل فيها النظام كل ما يمكن من أجل تقويض التحول الديمقراطي وتزوير الانتخابات باعتراف المجتمع الدولي.
وأضاف “فعل النظام ذلك قبل سنين فكيف ندعو للمشاركة في انتخاباته وهو في أضعف حالاته وساق قوانين قمعية معادية للحريات ويصادر الصحف ويقيد حركة الاحزاب وعضويتها”.
وأكد المتحدث عدم رغبة النظام في التخلي عن السلطة لجهة أنه ارتكب جرائم كبيرة في حق الشعب والوطن ولا يمكن أن يقبل بتحول ديمقراطي يضمن المحاسبة.
وزاد “النظام في السلطة في يده كل شيء ولا يمكن هزيمته عبر الانتخابات لأن القوانين المقيدة للحريات باقية وتمكنه من فعل كل ما يضمن له الفوز بها”.
أما الجبهة الشعبية المتحدة فقد اصدرت بيانا لجماهير الشعب السوداني يقول فيه (نعلن موقفنا الواضح والجلي أن هذا النظام هو نظام سرطاني بغيض ،يستبطن وعيا إقصائيا وفكرا دمويا ونهجا دكتاتوريا ،لا عهد له أو ميثاق،ربط مصيره بمصير الوطن لا سبيل لحوار معه أو مهادنة عن طريق إنتخابات، وإنما هي دعاوي ستضخ في جسده مزيدا من دماء شعبنا ليمارس هوايته المحببة في القتل والتعذيب).
جماهير شعبنا الوفي..
إننا في الجبهة الشعبية المتحدة نعلن رفضنا البين والصريح لدعاوي مشاركة الإنتخابات التي تنتفي أبسط شروطها ومقوماتها ومتطلباتها في ظل هذا النظام الذي لا يحفظ عهدا ولا يراعي ميثاقا.
ونؤكد رهاننا علي ثقتنا في ذاتنا و إيماننا بشعبنا مستصحبين ملاحم الفيزي وزي في شرقنا الحبيب ونضالات البطل علي عبد اللطيف وعزم الشهيد ألماظ،متكئيين علي ملاحم أكتوبر وابريل وإرث هذا الشعب العظيم، في صناعة الثورات، سنعمل مع كل القوي الوطنية المؤمنة بالنضال طريقا أوحد للخلاص ،من أجل اقتلاع هذا النظام وتحرير شعبنا من براثن الجبروت.
الثورة طريق وعر وشائك وطويل لا مكان فيه للضعفاء أو الجبناء أو اليائسين، ومن يخرج عن طريقها فالماضون كثر وهم حتما واصلون.
كما أصدر المناضل الجسور على محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية العريضة بيانا صحفيا حول المشاركة فى انتخابات عام 2020م قال فيه:
احس بالحسرة والالم، وانا اسمع وارى، قيادات من المعارضة تدعو الى المشاركة فى انتخابات عام ٢٠٢٠ المزعومة وهذه الدعوة الخاسرة تدل على الاتى:
اولا/ان هؤلاء المعارضين قد أيقنوا ببقاء النظام حتى عام ٢٠٢٠، وصرفوا النظر عن اى مسعى جاد لازالة النظام قبل هذا التاريخ البعيد، ولذلك يهنا النظام خلال الثلاث سنوات القادمة بحكم هادي هاني.
ثانيا/ان مشاركة النظام انتخاباته يقوم على وهم زائف، بان اى انتخابات يجريها النظام سوف تعبر عن ارادة المواطنين وان النظام قد تحول فجأة، من شيطان مزور للإراده الشعبية، دون حياء الى نظام ديمقراطى، يقبل تداول السلطة عبر الانتخابات ولا يقول بذلك الا مخادع لنفسه مضلل للآخرين.
ثالثا/ ان المشاركة فى اى انتخابات مع النظام هى إقرار بشرعية النظام والتى ظل هؤلاء يرفضونها ولا يقرون بها. فماذا جد او استجد او استبان لهولاء غير فشلهم فى مقاومة النظام اوعجزهم للعمل مع الاخرين الشرفاء فى إسقاطه، فقرروا ان يؤثروا السلامة بمشاركة النظام انتخابات محسومة سلفا تزويرا، ايا كان المرشح من النظام فيمنون النفس وهما بامكانية الفوز فى الانتخابات.
رابعا/ ان الجبهة الوطنية العريضة ذات الرؤى الواضحة والمواقف الثابتة، لن تحيد عن مسارها بالعمل على ازالة التظام واسقاطه و محاسبة ومحاكمة كل رموزه، عبر قضاء عادل و مستقل وتحذر من اى مسعى للمشاركة فى اى من مشاريع النظام وتوكد ان شعبنا راغب وقادر على اسقاط النظام قبل ذلك التاريخ البعيد عام ٢٠٢٠ ان شاء الله، و تدعو كل قوى الشعب الحية الفاعلة الا تستمع الى أصوات المخزلين الذين يروجون للمشاركة فى اى انتخاب يروج لها هذا النظام الطاغوتى.
وفي 5 ديسمبر 2017 ـأعلن تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض مقاطعته للعملية الانتخابية المزمعة في 2020، وأكد سعيه لبناء جبهة شعبية عريضة لإسقاط النظام الحاكم وإدارة الفترة الانتقالية
وقالت قوى الإجماع الوطني في بيان له إن التحالف ماضٍ في سبيل الانتفاضة والثورة الشعبية وبالطرق السلمية التي يعرفها السودانيين ويطورونها يوميا.
وأكد التحالف أنه “ضد أي اتجاه لأي تسوية سياسية تبقي على النظام وسياسته ومرتكزاته السياسية والاقتصادية”، وزاد “في ذات الوقت نعلن عن مقاطعتنا المشاركة في الانتخابات التي يعد لها النظام وردفائه في 2020م”.
وشدد تحالف قوى الإجماع أنه يعمل بلا كلل أو ملل لبناء أوسع جبهة شعبية لإسقاط النظام وإدارة الفترة الانتقالية، قائلا إن الثورات تصنعها الشعوب التي لا تقهر إرادتها أمام أي جبار وطاغية، بحسب البيان.
إلى ذلك أشار رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى، خلال مؤتمر صحفي، يوم الإثنين 5 ديسمبر 2017م، إلى أن الإجماع لن يقبل بحدوث “مهزلة” جديدة باسم الانتخابات العامة.
تلك التصريحات والبيانات الرافضة لدعوة خوض انتخابات 2020م، إنما دليل على استحالة قيام إنتخابات حرة وشفافةفي ظل نظام قمعي ديكتاتوري يستند بالضرورة على ركائز مهمة للبقاء حاكما مسيطرا ومهيمنا -منها أجهزة الأمن والمخابرات بانواعها المختلفة-والإعلام الحكومي المسيطر والمبرمج لصالح السلطة الحاكمة. فالنظام الذي نتحدث عنه هنا، يحكم البلاد منذ 1989م ، فالديمقراطية عنده تعني إجراء انتخابات شكلية تعزز مكانته ولا تعكس النزاهة والشفافية، ولا التعددية الفكرية والسياسية التي يطمح لها الشعب ، فكل شيء تحت سيطرة عمر البشير الذي يريد البقاء في الحكم إلى ما لا نهاية.
هذا النظام إذن الذي يريد مالك عقار الدخول معه في معركة انتخابية ، يعيق نشوء الديمقراطية، لأنه يقتات على الفساد وبشكل شامل، حيث دمّر معظم خُطط، بل ربما كل قواعد التنمية الوطنية في الحقول الاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية، وجسد هيمنة أدوات القمع والاستبداد كوسائل لحكم البلد، ومن ثم في غياب الديمقراطية والمساءلة بدأت خطوات جادة وبصورة مكثفة في نهب المال العام.
ووفقا للمعطيات الماثلة امامنا اليوم، نستطيع القول ان هناك صعوبة بالغة في امكانية الانتقال إلى تأسيس نظام ديمقراطي في السودان ونظام عمر البشير لا يزال جاثما على صدور السودانيين، ومتمترساً خلف ترسانته العسكرية وأجهزته الأمنية، ضاربا عرض الحائط بكل المناشدات الإقليمية والدولية بتحسين سلوكه كنظام قمعي شمولي ديكتاتوري دموي وحشي بربري.
لكن لماذا فاجأ مالك عقار المعارضة بالدعوة للدخول في انتخابات نتائجها محسومة ..وهل هناك تنسيق وتعاون ما بين حركته الاسفيرية وحزب المؤتمر الوطني لشرعنة الاتنخابات المزورة القادمة؟
اعتقد ان دعوة مالك عقار من منفاه الإجباري للمشاركة في مهزلة 2020م ،لا تهدف إلى تشكيل قوة ضغط معارضية سياسية قادرة على كسر عنق النظام السوداني الشمولي القمعي العنصري، لأن مجموعته التي تضم ..عقار وعرمان وجلاب وشوية أتباع ، لا تعدو كونها ظاهرة اسفيرية مزعجة ..فالمرجح ان الدعوة مجرد وسيلة رخيصة لإستجداء النظام الحاكم والتودد إليه سيما والمخلوع مالك عقار والأمين العام المقال ياسر سعيد عرمان محكوم عليهما بالإعدام من قبل محاكم النظام.
نعم ، المرجح ان دعوة عقار هدفها استجداء النظام الحاكم لأن حركته المزعومة كما قلت لا تعدو كونها حركة انترنتية مزعجة ، فهذه الحركة الوهمية لا وجود لها اطلاقا في المنطقتين من حيث (الجيش الشعبي)، ولا قاعدة شعبية جماهيرية لها في أي مكان بإستثناء بعض المهرجين على مواقع التواصل الإجتماعي. فالدعوة بالإضافة انها تستجدي عمر البشير ونظامه ، فهي أيضا رسالة من مالك عقار مفادها ان حركته وإن كانت ظاهرة اسفيرية ، إلآ أنها تستطيع التشويش على الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال وعلى قيادتها الجديدة ومحاصرتها اقليميا ودوليا بإظهارها غير جادة في احلال السلام والإستقرار في السودان.
التشويش السياسي هو اسلوب الجبناء والمفلسين دائما ، والدعوة لخوض انتخابات عام 2020م ،إنما هي استدعاءللنظام القمعي الديكتاتوري الحاكم لإستعمال سطوته للتأثير على مجرى الأمور وشرعنة التزوير لصالح حزب المؤتمر الوطني ، وإن أبسط قواعد العمل السياسي والتنظيمي لتفرض على مالك عقار وياسر عرمان أن يعترفا بالفشل، وأن يختفيا من على الساحة السياسية ، وأن يعتذرا لقواعد وجمهور الحركة الشعبية عن سنوات الضياع ، وأن يقدما نفسهما للمحاسبة القانونية طائعة ، فهذا أسلم وخير لهما.
وفي الختام لا يسعنا سوى ان نشكر نيابة عن الشعوب السودانية كافة قادة الأحزاب والحركات المسلحة الذين رفضوا مشاركة النظام مهزلته وهم :
المناضل الجسور ..الأستاذ علي محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية العريضة..
الكنداكة الجسورة ..الاستاذة زينب كباشي رئيسالجبهة الشعبية المتحدة..
الرفيق ..مني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان..
المناضل الجسور ..فاروق أبو عيسى/الإجماع الوطني..
قادة الحزب الشيوعي السوداني..
كل أبناء السودان الرافضين لمهزلة الرقاص المطلوب لدى الجنائية الدولية..
سؤال أخير لناس مالك عرمان قبل ما نمشي : هو ..هل بدأتم في تنفيذ محضر مداولات اجتماع اللجنة الأمنية والإستخباراتية والسياسية لإدارة الأزمات المنعقد بمكتب مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بتأريخ 18/6/2017م ، وكانت واحدة من توصياتها: هي دعم مالك ومجموعته عبر اعتراف من الاتحاد الافريقي بشرعيته، وان تعمل كافة اجهزة الدولة لتحقق ذلك، اذا رفعت العقوبات نهائيا ، فحسم الحلو بسهولة، والحلو وأبناء النوبة المتمردين هم مشروع الهدم والتقسيم للسودان، لتنفيذ اجندة جنوب السودان؟.

مقالات ذات صلة