الأخبار

الصحفي السوداني داؤود هري يحصد جائزة “الشجاعة العالمية للصحافة” في حفل توزيع جوائز (إ م سي إف)

بيروت: صوت الهامش

تسلم الصحفي السوداني داؤود إبراهيم هري، جائزة “الشجاعة الاستثنائية” المرصودة للصحافيين الذين أثبتوا شجاعة نادرة في أداء واجبهم الإعلامي مقتحمين الأخطار ومذللين كافة العقبات لنقل الحدث وإيصال الخبر.

جاء ذلك في حفل توزيع جواز مؤسسة مي شدياق (إم سي إف) في بيروت. وتسلم هري الجائزة نيابة عن فريق مؤسسة (نيتف فويس فيلمز) التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها؛ وأعضاء الفريق هم: فيل كوكس، جيوفانا ستوبوني، داؤود هاري؛ وذلك عن الفيلم الوثائقي “مأسور في السودان”.

الصحفي السوداني داؤود هري

وكان الصحفي الوثائقي البريطاني، فيل كوكس، حاول في الخريف الماضي دخول دارفور للمرة الثانية بعد 12 عاما من زيارته الأولى للإقليم والتي كانت لتوثيق معاناة شعب دارفور؛ واستهدف كوكس في زيارته هذه المرة التحقيق في الاتهامات الموجهة لحكومة الخرطوم باستخدام أسلحة كيماوية ضد مدنيين في جبل مرة بدارفور.

وقد اصطحب كوكس في هذه الزيارة رفيق رحلته الأولى ومترجمه ومنتج أخباره داؤود هري والذي التقاه هذه المرة في نيويورك.

الصحفي فيل كوكس و داؤود هري في دارفور

ولمعرفته عدم جدوى محاولة الحصول على تأشيرة، لجأ كوكس إلى التسلل إلى دارفور. وتم رصْد جائزة للإتيان برأس كوكس. وتم رصد هاتفه، وعلى طول الطريق تم تعبئة آلاف من الجنود السودانيين لمنعه من كشف الحقيقة بشأن استخدام النظام للأسلحة الكيماوية؛ وتم إلقاء القبض على كوكس على يد ميليشيا قوات الدعم السريع التابعة للنظام؛ ثم تم بيعه إلى الأجهزة الأمنية السودانية، ثم تم نقله جوًا إلى العاصمة الخرطوم، وفي الطريق تعرض كوكس لعملية محاكمة وهمية بالإعدام.

وما أن وصل كوكس إلى الخرطوم حتى ألقي في السجن بدون تهمة لنحو شهرين وتعرض للضرب وتم استجوابه وتعذيبه مرارًا بالصعق الكهربائي والتعريض للاختناق والتهديد بالقتل، فيما تم رفض حصوله على محامين وحيل بينه وبين الوصول للسفارة البريطانية.

وبينما هو في السجن، استمع كوكس إلى قصص زملائه المعتقلين والذين تعرّض بعضهم للتعذيب والسجن بدن محاكمة لأنهم تجرأوا على محاولة تنظيم مباراة كرة قدم، فيما اعتبرته حكومة الخرطوم بمثابة مبادرة تهدد قبضتها على السلطة!!
وعلى الرغم من أنه باء بالفشل في إنجاز الهدف الأساس من مهمته، إلا أن الصحفي الوثائقي كوكس استطاع نشر مادة فيلمية جديدة استثنائية بعنوان (مأسور في السودان) والتي يحكي فيها عن تجربته المثيرة.

وفي هذا الصدد يقول كوكس:”أظن أن مهمتي باءت بالفشل؛ ذلك أننا لم نصل إلى تلك الجبال. لكنني أعتقد أنه كان يجب علينا أن نكون أكثر مرونة وفطنة. كوني شخصا أبيض تعرض للتعذيب ليس شيئا أستسيغه، كلا مطلقا ؛ لقد وجدته أمرا مهينا بطريقة ما، لكن إذا لم يكن ثمّ طريق غير ذلك لإلقاء الضوء على تصرفات النظام السوداني، فلا بأس في ذلك”.

وتابع كوكس: “لو أنني عدت ببعض شهادات من أناس يتحدثون عن الجبال، ربما حاز الموضوع على اهتمام أكبر مما حصل عليه. نعم، مهمتنا فشلت، لكن ومع ذلك فأنا أظن أننا نجحنا بطريقة ما في الالتزام بواجبنا كصحفيين وعمل إضاءة على القضية”.

وحصلت (صوت الهامش) ، على تصريح من الصحفي السوداني داود هري، حول فوز فريقه بالجائزة؛ حيث أعرب هري عن سعادته الغامرة متوجها بالشكر والتقدير إلى وزير الثقافة والإعلام اللبناني ومدير قنوات (إم بي سي) العالمية وإلى سفراء كل من أمريكا و فرنسا و بريطانيا و بلجيكا في لبنان والذين منحوه الجائزة (الشجاعة العالمية للصحافة).

وقال هري: “بكل إكبار وتقدير وحفاوة، أهدي الجائزة إلى أهلي وأبناء وطني الذين أعتز بحبهم جميعاً وبوقوفهم إلى جانبي في أشد وأحلك الظروف والمعاناة، وهم الذين ظلت شجاعتهم وقوة إرادتهم وحبهم للوطن والنضال ومقاومة الظلم والطغيان ولا تزال مصدر قوتي وإلهامي”.

وأضاف هري: “أهدي هذه الجائزة على وجه الخصوص إلى روح الشهيدة أختي (نوي) التي دفعت روحها ثمنا للكرامة الإنسانية والشرف والتي أعتبر استشهادها مصدر قوة وعزة؛ فقد ضربت (نوي) لنا مثلا رائعا في البطولة والصمود .
وأكد هري أن ضريبة النضال والحرية والعدالة الاجتماعية لا يدفعها فقط المناضلون المسلحون بل يمكن أن يدفعها أيضا الإنسان البسيط العادي”.

وتابع هري: “… كما أنتهز هذه الفرصة لأحيي القائد مني مناوي على تنصيبه رئيساً للجبهة الثورية السودانية، والذي جاء متزامنا مع هذا الحافز، ونحن في منعطف مهم من رحلة النضال الطويلة والشاقة ضد العنصرية والتخلف والفساد والظلم علي مستوي بلادنا”.

مقالات ذات صلة