مقالات وآراء

ميزان العدالة المختل فى السودان

الدولة السوانية الفاشلة التى ورثها حفنة من سكان الاقليم الشمالى او مايسمون انفسهم بالنخب العروبية فى عملية خبيثة وخيانة واضحة لشركائهم فى الوطن والتى كانت عبارة عن مكأفاة او فوائد ما بعد الخدمة نظير التسهيلات الكبيرة والمساعدات القيمة(وحاجات تانية حاميانى) التى قدمها هؤلا النفرعلى طبق من ذهب لجحافل الاستعمار الانجليزى المصرى ومؤازرتة اثناء حملة الجنرال كتشنر باشا فى العام 1898لاجتياح وطنهم عوضا عن الذود عنه والتى اطاحت بنظام المهدية الاقطاعى الذى لم يكن افضل حالا بسبب الصراعات القبلية والجهوية والاقصاء المتعمد والصراع الخفى بين اولاد البحر واولاد الغرب سمتها المميزة(كتاب حرب النهر لونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطانى الذى كان وقتها مراسل حربى لتلك الحملة). فاذا رجعنا الى لب الموضوع واصل الحكاية نجد ان اؤلئك القوم او بعض النخب الذين ينحدرون من تلك الاثنية قد اجمعوا على دستور توافقى خفى على ان لا يحكم السودان الا بواسطة شخص ينحدر من هذا الاقليم. فانا لم أتى بجديد من عندى ولكن لننظر بكل حيادية الى كرسى الحكم داخل القصر الجمهورى فى الخرطوم ومنذ كذبة الاستقلال السخيفة التى انطلت على الكثير من البسطاء من ابناء بلادى فهى تبادل للادوار او لعبة الكراسى (ديمقراطية مزيفة ..انقلاب عسكرى ) وتشذ هذه الحالة عند قيام احد ابناء الاقاليم الاخرى بانقلاب عسكرى فاشل توصف هذه العملية بالانقلاب العنصري والعكس صحيح عندما يتزعمها احدهم توصف باالحركة الوطنية او تنظيم الضباط الاحرار ولكى لايصفنى البعض بالعنصرية والانقياد الاعمى او الحقد الدفين والاصطياد فى الماء العكر فالكتاب الاسود الذى صاغه بعض المتأسلمين بعد الخلاف الذى طفح الى السطح بعد ما يسمى بالمفاصلة الشهيرة حول كيكة السلطة(معسكر القصر ومعسكر المنشية) فكما ذكرت فى سالف قولى ان التامر ضد الوطن فى الغالب الاعم تكون فوائده عظيمة لدى الانسان الذى يخون وطنه انيا ولكنها مستقبلا تصبح غصة فى الحلق كطعم الحنظل.ان تلك المؤامرة الدنيئة والخسيسة افرزت بعض المأسى والمواقف السالبة التى لازلنا نعانى منها الى الان وتبعاتها لازالت تطاردنا اولها الفشل الذى لازم الدولة السودانية الحديثة فى كل مؤسساتها واركانها وعدم التوافق الى دستور يرضى الجميع والمساواة فى الحقوق والواجبات والمواطنة اصافة الى الفساد المالى والاخلاقى والقيمى الذى طال كل مناحيها وادى الى انهيارها واسلوب الكنكشةٍ والعنصرية البغيضة التى ظل يمارسها نخب ذلك الاقليم منذ عهد ما يسمون انفسهم زورا وبهتانا باباء الاستقلال لاادرى عن اى استقلال يتحدثون وماهى انجاذاتهم؟ وهل يستحقون ان نطلق عليهم صفة القادة ؟ واين هم من مانديلا وسنغور وغاندى ونكروما ولوممبا ؟ ولماذا لا نجد تماثيلهم فى متحف التاريخ السياسى؟ ام هم قادة محليين كالهلال والمريخ او الكرة السودانية عامة التى لم ترقى الى مصاف العالمية الى الان؟ وما الذى فعلوة من اجل هذا الوطن وهل هم اباء حقيقون للاستقلال ام اباء بالتبنى ؟.ان ميزان العدالة المختل لا يمكن تتساوى كفتية الا اذا تنازل المستعمرون الجدد او كمبرادورات العصر الحديث عن التعالى والنظر الى الغير عبر بؤرة الدونية والنقاء العرقى الذى يصفون به انفسهم ولا نراه على اديم الواقع والذى بدوره ادى الى تحريك مؤشر الموت واشتعال الحروب فى الهامش السودانى وكانت نتائجة قاسية واليمة وهى فصل جزء عزيز من تراب الوطن والبقية على الطريق ان استمر هذا النهج الاقصائى والايمان بان السودان للسودانيين وبالمقابل احساس بعض ابناء الهامش بالمسئولية والتخلى عن الادوار الثانوية والتطلع للمشاركة والمساهمة فى حكم هذا الوطن الذى هو ملك للجميع دون استثناء بدلا عن التشظى والانشطار الذين يمارسونة والمكايدات التى يحيكونها والمؤامرات التى يحيكونها فيما بينهم والتى لاتخدم الاهذه النخب التى جعلتهم كالدمى تحركهم كيفماء تشاء وتركتهم شيع واطياف (فور. ذغاوة. نوبة.انقسنا) يتلحفون بالقبلية ويتدثرون بالجهوية والتخلى عن الفساد المبطن والواضح الذى يمارسونه والحرب بالوكالة ضد اهلهم الابرياء ودور اذناب النخب العروبية والرضاء بهذه القسمة الضيزى التى فاقمت من معاناة ذويهم وجعلتهم يهيمون على وجوههم فى معسكرات اللجؤ والنزوح يندبون حظهم العاثر وبعض من يدعون انهم قادتهم يتنعمون فى الاسفنج ويتمرغون فى النعيم وهم يعانون الجوع والفقر والمرض يتوسدون الارض ويلتحفون السماء ينتظرون الفرج من رب العالمين وهو القادر على ذلك
مبارك جابر
عنقريب الضيفان

مقالات ذات صلة