مقالات وآراء

ما الذي يصبوا إليه العرمانيون والعقاريون؟

مناظير الهامش
يعقوب سليمان
yacobsuleiman@gmail.com

كنا قد قررنا في وقت سابق بان نحتفظ ببعض الأشياء ونتوقف قليلاً عن الإدلاء براينا فيما يجري من احداث وقضايا هامة مصيرية في مسيرة التغيير في السودان وازمة الحركة الشعبية لتحرير السودان، حتى يتثنى لنا متابعة الامور بشكل صامت إلى حين تجاوز الأزمة الحالية التي يمر بها التنظيم العملاق الذي ولد ليبقى منتصراً بالرغم من المنعطفات الخطيرة التي يمر بها في الوقت الراهن، لكن تنازلنا طوعاً عن هذا الاحتفاظ والتوقف نسبة لما نشاهدة من عبث ولعب بالنار في الساحة السياسية التي ظهرت فيها اقلام مأجورة تحاول النيل من وحدة الحركة الشعبية وهم في الاصل ليسوا بحركة شعبية بيد انهم أجهزة امنية اطلقها النظام لرصد كافة التحركات وخلق نوع من البلبلة داخل الحزب كجزء من الحرب النفسية عبر عملية التجسس وهنالك أشخاص اخرون اظهروا وجوههم الحقيقية وكشفوا لنا بانهم موالين لاشخاص داخل التنظيم ولم ياتوا للتضحية في سبيل مشروع السودان الجديد وهؤلاء في الغالب يعملون من أجل مصالحهم الذاتية التي يرتبها لهم بعض الاشخاص النافذين في قمة حرم التنظيم ومعهم متعاونيين كتبادل مصالح وادوار وهؤلاء يصبون جل جهدهم للاحتفاظ بمكانتهم ويعملون وفقاً لاهداف لاتمد بالثورة بصلة ولا علاقة لها بخدمة ابناء الهامش وبعيدة كل البعد عن المبادئ المعلنة للحركة الشعبية وظهر ذلك جلياً حينما أصدر مجلس تحرير إقليم جبال النوبة/ جنوب كردفان بيانه الختامي لدورة الإنعقاد الأولى في مارس الماضي وأصدر المجلس حزمة قرارات تتعلق بالقضايا والمشاكل التنظيمية وعدد من الملفات ذات الصلة بالقضايا المصيرية واتخذت قرارات المجلس في إطار المؤسسية بعد تقييم الأداء مستنداً في مناقشته للقضايا القومية والمصيرية وإتخاذ القرارات بشأنها على المبررات والحيثيات التي ادت إلى غياب المؤسسات والهياكل القومية المتمثلة في المؤتمر العام ومجلس التحرير القومي، والخلافات داخل المكتب القيادي حول القضايا المصيرية والتي قادت إلى إستقالة نائب رئيس الحركة الشعبية – شمال بالإضافة إلى عدم إستشارة المؤسسات القاعدية ذات الصلة في القضايا المصيرية خاصة فيما يتعلق بمطلب حق تقرير المصير والحكم الذاتي ومصير الجيش الشعبي، وقرر المجلس حينها، حل وفد التفاوض وتكوين وفد جديد وسحب الثقة من الرفيق الفريق/ ياسر سعيد عرمان كأمين عام للحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال وسحب ملفات التفاوض، العلاقات الخارجية والتحالفات السياسية من الرفيق الفريق/ ياسر سعيد عرمان، وامن على ضرورة إنعقاد المؤتمر القومي الإستثنائي للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال خلال شهرين لإجازة المنفستو وكتابة دستور جديد وإنتخاب مجلس التحرير، وبالرغم من ان هذه القرارات اتخذت في أجواء ديمقراطية تسودها الشفافية وبحضور رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال وعضو المجلس القيادي القومي اللواء/ جقود مكوار مرادة، نائب رئيس هيئة الأركان إدارة وعضو المجلس القيادي القومي اللواء/ عزت كوكو أنجلو، قادة الفرق والألوية، رئيس الحركة الشعبية وحاكم الإقليم بالإنابة العميد/ سليمان جبونا محمد، الامين العام للحركة الشعبية بالإقليم العميد/ تجاني تما الجمري ومساعدوه، أعضاء المجلس القيادي بالإقليم، سكرتيري الجهاز التنفيذي بالإقليم، ممثلي منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية العاملة بالإقليم بالإضافة الى رجال الإدارة الأهلية، الا ان هذه الدورة لم تعجب اشخاص بعينهم داخل التنظيم وبدأوا يلجأون إلى اساليب قزرة ويعقدون إجتماعات غير رسمية ويريدون اقامة ورش لمناقشة كيفية بقائهم في مواقعهم كتحدي لقرارات مجلس التحرير وتقام هذه الاجتماعات بدون علم بعض القيادات في التنظيم كتجاوز صريح وواضح لمؤسسية الحركة من هذه المجموعة الصغيرة التي جمعتها مصالح داخل التنظيم والتي بدورها تتطلب بقائهم في مواقعهم حتى لا تفسد تلك المصالح لانها مرتبطة ببقائهم في مواقعهم لانهم في حال ازاحتهم من مواقعهم هذا يعني بالنسبة لهم فقد الامل في السيطرة على مقاليد الأمور وبالتالي ستهدد هذه المصالحهم التي بنوها بنضالات ابناء الهامش خاصة بعد ان بدأ هذا العرش يهتز من إقليم جبال النوبة، بدأوا يتخوفون من راس هذه الزاوية وتزداد مخاوفهم بما يطلقون عليه “إنتقال العدوى لإقليم النيل الأزرق” وبدأوا يحيكون المؤامرات لتكسير قرارات المجلس وكل من شانه ان يعمل على زعزعة عرشهم المصلحي في اجتماعاتهم التي خصصت لذلك الشان ويعتبرون ان المؤتمر العام الاستثنائي الذي دعا له مجلس التحرير عبارة عن حكاية مؤجلة الان وبدأوا يبحثون عن سبل تكفيهم شر هذا المجلس وسرعان ما بدأوا يلجأون لاقلام ومؤيدين للبوح بأفكارهم المشئومة هذه متناسين تماماً دماء الشهداء ونضالات الهامش بعد ان اعمتهم السلطة ولجأوا لاسلوب التخوين وشراء الوقت وتغبيش الوعي والتشويش على الرفاق وظهر ذلك جلياً حينما قام من اعتقدنا بانه دليلنا في الثورة بتكوين مجلس تحرير اقليم النيل الازرق من مزاجه الاثني واصدر بياناً عبر مجموعة اثنية بعينها كونها بنفسه لا علاقة لها بالواقع في اقليم النيل الازرق وكذب فيه إرادة ابناء الاقليم مدعياً فيه ان اهل النيل الازرق يؤيدون مايذهب اليه زوراً متناسيا بانه قد حل مجلس تحرير اقليم النيل الأزرق في السابق بنفسه وجمد نشاطه منذ ان إقال رئيسه ليقع في الفخ الأول من التناقض، الم يكن هذا نفاق بعينه؟ الم يكن هذا عاراً على العرمانيين والعقاريين بان يخونوا شعب يعمل من أجل مصلحة مشروع السودان الجديد وهم قادتهم؟ ويتم إتهامهم بانهم يعملون لمصلحة مؤسسة الجلابة؟ اذا افترضنا جدلاً بان هؤلاء رفضوا مخططاتهم فيما يسعون اليه لتكوين ما يسمى بالمجلس القيادي وتأييدهم قرارات مجلس تحرير جبال النوبة هل هذا يحق لهم تخوينهم؟ يبدوا ان هنالك خدعة ومؤامرة كبرى يخطط لها هؤلاء في لقاءاتهم الغير معلنه هذه من خلال ما نقراءه من توجهات منزلقة من مبادئ مشروع السودان الجديد عبر اشخاص مقربون منهم وعبر نداءات يطلقها افراد حديثين في التنظيم تم استيعابهم مؤخراً بطرق ملتوية لم نفهمها بعد، ونحن اذ نؤكد بانه لا رجعة من قرارات مجلس التحرير لان هذا من شانه سيعيد الامور الى نصابها وسيعمل على توحيد كتلة الحركة الشعبية لتحقيق اهدافها المعلنة وما نريد ان نذكر به هؤلاء قبل وبعد التفكير لتنفيذ اي ان كان من مخططاتهم بان الثورة لاتجبر احد على التوقيع فى دفاتر حضور وانصراف بيد انها تزداد اشتعالاً حينما يصل الغضب فى نفوس الناس إلى الحد الذى يصبح احتواؤه صعبًا فهي مستمرة حتى تحقق ما اشتعلت من أجله حتى وان وقعت فريسة فى يد اللصوص ستنحرف عن هذا المسار الملتوي بسبب أطماعهم وستكون ثابتة على حالها فى نفوس ابناء الهامش كسلاح لتحقيق أهداف واضحة على رأسها الحرية العدالة المساوة. فاي حديث او مخطط جانبي قبل إنعقاد المؤتمر الأستثنائي العام لا يلزمنا في شي. لنا لقاء.

مقالات ذات صلة