مقالات وآراء

ردا للكاتب جلال عثمان علي مقاله الموسوم بثورة التغيير بين مطرقة الاستبداد وسندان الحركات المسلحة (1-2)

بقلم : بدرالدين موسي

طالعنا في المواقع الاسفيرية وعبر قروبات الواتساب مقالا للكاتب اعلاه حيث بداء استهلالية مقاله بتعرية سياسات النظام وفقدانه للاهلية والمشروعية الاخلاقية التي تجعله علي سدة الحكم ودعا الي ثورة تغيير شاملة تعيد هيكلة الدولة علي اسس جديدة وتؤسس لنظام ديمقراطي حقيقي فنتفق مع الكاتب تماما في هذه الجزئية ، ولكن نختلف معه في جزئيات اخري من مقاله حيث اسقط كل اسقاطاته النفسية تجاه القوي الثورية الحاملة للسلاح وجعلها في مستوي واحد مع نظام الاستبداد الحاكم للدولة السودانية ويظهر ذلك جليا من عنوان مقاله حتي نضع القارئ/ة الكريم/ة في الصورة نقتطف جزء من مقاله حيث اورد ( 5
ولذلك في رأي ان المعارضة المسلحة تقف عقبة أمام الغائية النهائية لعملية التغيير السلمي،فهي تتحرك بذات العقلية والسلوك الاستبدادي والاقصائي الذي يتحرك به النظام، فهي تصور أن العمل المسلح وسيلة للضغط على النظام لدفعه على الحل السياسي، ولكن الواقع أثبت أن العمل المسلح يطيل أمد النظام ويعزز من قبضته الامنية بايهام المجتمع بأن الخيار البديل هي الحركات المسلحة بنزعتها الجهوية والعنصرية وبذلك يحجم المجتمع من التفاعل مع حراك ثورة التغيير ،، وهذه العقلية تثبت فشل النظام الاستبدادي في التعاطي مع فقه وقضايا الحكم،، ولكن يضع المجتمع في مظنة الترجيح بين أفضل السيئين،،وحقا فإن الحركات المسلحة تفتقر للبعد القومي في تشكيلاتها العسكرية وحواضنها الاجتماعية ،، ويعوزها الوعي الديمقراطي داخل منظوماتها وتحالفاتها السياسية، ولم تحقق معيارية او مقاربة ديمقراطية وإدارية ناجحة في المناطق التي تسيطر عليه تبرهن أنها تصب في اتجاهات التغيير الديمقراطي السلمي ) انتهي الاقتباس .
كال الكاتب الكثير من الاتهامات للقوي الثورية الحاملة للسلاح ووصفها بالعقبة امام عملية التغيير فهذا القول يكذبه الواقع فهذه القوة لم تحمل السلاح من فراغ بل هنالك واقع حتم عليها ان تحمل السلاح فهي عقلية النظام واختياره الحلول العسكرية علي الحل السياسي الشامل فالقوة الثورية هي حركات سياسية فحمل السلاح في حد ذاته قرار سياسي وهو احد الوسائل والاليات لتحقيق عملية التغيير في السودان فوسائلها الكفاح المسلح وثانيها الانتفاضة الشعبية وثالثهم الحل السياسي الشامل المفضي للتغيير الجذري ، فالحديث ايضا عن افتقارها للبعد القومي هذه اسطوانة مشروخة ظل يرددها المركزيين طيلة تاريخهم فالقومية تتجلي في الطرح والبرنامج الذي تقدمه للجماهير نعم انها انطلقت من هوامش السودان ولكن طرحها وبرنامجها يخاطب الازمة السودانية مجتمعة فيما يتعلق بتحالفتها السياسية فقدمت تجربة تستحق الاشادة والتقدير ان كنا منصفين حقيقة منذ التجمع الوطني الديمقراطي والجبهة الثورية وميثاق الفجر الجديد، ونداء السودان كاكبر مظلة للمعارضة السودانية حتي هذه اللحظة حيث جمعت القوي الحاملة للسلاح والقوي السياسية المدنية والمجتمع المدني السوداني حيث قدمت وطرحت روشتة ووصفة كاملة مصحوبة بخارطة طريق لعملية الانتقال السياسي في السودان الموقف المشترك لقوي نداء السودان الذي وضع خارطة طريق واضحة المعالم لعملية الحوار القومي الدستوري المتكافئ الذي لا يقصي ولا يهيمن عليه احد ، اما تجربة الخدمة المدنية في الاراضي المحررة فيكفي الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال فخرا فانها تدير اكثر من 2 مليون مواطني سوداني في اقليمي جبال النوبة والنيل الازرق بشكل يومي وتسير حياتهم بشكل يومي رغم ظروف الحرب وقذف الطيران المتواصل وتسيطر علي حدود مشتركة مع دولتي اثيوبيا وجنوب السودان فشاكلة هذا الحديث من الكاتب يفتقد للمصداقية والدقة عليه التحري والاستيثاق حتي لا يرمي الحديث علي عوانه .
نواصل
بدرالدين موسي علي
2 ديسمبر 2016

مقالات ذات صلة