مقالات وآراء

جبل عامر خيوط بذرة السيطرة والصراع وتغاضي الآخرين

عادل أرسطو

جاء في الاخبار خلال الأمس واليوم وربما في المستقبل يتقنون ويتفننون في صكها وصياغتها، وكل هذا إلى تمويهنا وتضليلنا في البحث عن

الحقيقة ، ومَن ينهب مواردنا ومَن يغض السمع والطرف ومَن المستفيد ..؟!

** في عناوين صحف الأمس ..
* نجل موسى هلال ل/ الانتباهة: جهات تسعي لزرع الفتنة في جبل عامر .
* لجنة جبل عامر: لا توجد قوات تتبع لأفريقيا الوسطى أو تشاد في جبل عامر .
* وصف حزب الأمة القومي قانون الدعم السريع الذي أجازه البرلمان مؤخراً بأنه يشكل سابقة خطيرة قد تودي إلى تشويه كامل لدور القوات المسلحة السودانية من حيث الشكل ومهامها في إطار الدولة ووضعها الدستوري. وأعلن أنه سيخضع قانون ميليشيا الدعم السريع لدراسة تفصيلية عبر ورش يشارك فيها المختصون العسكريون والسياسيون والقانونيون والإداريون .
* أكد عمدة بني حسين بالخرطوم محمود محمد بخيت وجود آلاف الأجانب بمنطقة جبل عامر بشمال دارفور، وأشار إلى وجود وافدين من تشاد، أفريقيا الوسطى، النيجر، و مالي وأكد أن المنطقة أصبحت تعج بالفوضى بسبب تواجد ما يقارب مائة ألف تسببوا في إنتشار السلاح والمخدرات، وأرجح محمود في مؤتمر صحفي إنتشار السلاح إلى غياب الشرطة، والقوات النظامية الأخرى وعدم قدرة السلطات على إغلاق الجبهة الليبية التي تعتبر مصدراً رئيسياً لتواجد السلاح .
* أكد رئيس الدائرة الإعلامية لبني حسين بالخرطوم عِوَض دحيش تدهور الأوضاع الصحية بالمنطقة بسبب التنقيب عن الذهب دون وسائل علمية حديثة ترتب عليها وفاة المئات من المواطنين بمرض البلهارسيا والحصبة محذراً في الوقت نفسه من تفاقم الأوضاع بمنطقة جبل عامر حال إستمرارها على هذا النحو. وقال أن ما ورد على لسان وزير الداخلية بخصوص الوجود الأجنبي بجبل عامر مؤكد، وهو رجل دولة ولديه من المعلومات ما يؤكد صحة كلامه .
* وفد من الإتحاد الأوروبي يزور اليوم ولايات دارفور .
* الرئاسة تطلب من تطلب قائمة بأسماء كل المجرمين في شمال دارفور .
* لقاء تاريخي لنائب الرئيس و( موسى هلال ) بعد قطيعة عامين مع الحكومة .
* يبدأ وفد من البرلمان الأسبوع المقبل زيارة ميدانية لتقصي الحقائق حول منجم الذهب بمنطقة حبل عامر برئاسة التوم الفاضل رئيس لجنة الأمن والدفاع وتتركز الزيارة على معرفة مايدور بمنجم جبل عامر .

حسب قول الشاعر جوي بوسكي في إمكان الإنسان بأن يصير نفسه كل شَيْء .. أن يصير إلها / نبياً / صادقاً / كاذباً / وحشاً / جميلاً : رحيماً / حاقداً / قاتلاً / مأجوراً / جباناً / شجاعاً / عنصرياً / إنساناً / غبياً / ذكياً / مسيطراً على بني جنسه وحاقداً عليهم باستمرار .. وإن يزرع فيهم بذرة الكراهية وإشعال الضغينة على الدوام والاعتناء ببذرة الكراهية والحقد والعنف وتقديم إخوته لعبة أو أضحية لشرط وجوده الوحشي في جدل الصراع والسيطرة على بني جنسه وعلى الطبيعة ..
وعطفاً على عناونين الصحف أعلاه فما كان إلا تجنباً للحقائق وتزييفها ، وهم يعرفون من الذي يُسيطر على منطقة جبل عامر ولكنّهم يهابونه أو يحابونه أو يقاسمنوه الذهب .. وحتى الذين صنعوه وسيدوه علَى دارفور يعرفونه جيداً.. حجمه وقدراته فهو لا يملك شيئاً إلا عقلية النهب والسلب والقتل والسيطرة على السودانيون وعلى مواردهم .. عقلية النهب التي برعت فيها المراكز السلطوية التي حكمت السودان تاريخياً وحتى الآن .. وعقلية النهب اجترحها د/ أبكر آدم اسماعيل في جدليته التاريخية (المركزوالهامش) .. أن الذين صنعوا المليشيات ومصالحها المتباينة في السودان هو النظام الحاكم تنظيم الجبهة القومية الاسلامية) ابتدأنا من جهاز الأمن الطلابي وجهاز الأمن الشعبي والدفاع الشعبي والمجاهدين ومليشيات المراحيل إبان الأهلية جنوب/ شمال .. ومليشيات جنوب كردفان( جبال النوبة ) ومليشيات النيل الأزرق والمليشيات الجنوبية سابقاً أشهر قادتها فاولينو ماتيب وحاكم جوبا بالوقت الحالي .. وليس اخيراً المليشيات الدارفورية أشهر قادتها موسى هلال ومحمد حمدان دقلو ( حميدتي ) ولا ننسى المليشيات ذات التوجه الإسلامي الأصولي والإرهابي منهم حماس / داعش / جبهة النصرة / مليشيات ليبيا ومصر وتونس والجزائر وقصة صانعة المليشيات وتدريبها وتمويلها تطول عند نظام الجبهة الاسلامية وهي مرّة ميليشيات ذات مسحة أو ملمح قبائلي أو أصول إسلامي وإرهابي أممي .. وفعلاً السودان تحت حكم وسطوة المليشيات المتباينة المصالح ..
أن النّظام المُسيطر على السودان منذ ما يقارب ثَمَانيَة وعشرين عاماً نظام نهب بحق وحقيقة .. وببساطة هكذا هي المليشيات الحاكمة السودان قد أفرغت القوات المسلحة من مضمونها والشرطة والأمن وإبدالها بالمليشيات خارج السيطرة وخارج إطار الدولة لتقوم بإنتهاك القانون وسلب المواطنين وإثارة الفوضى وأخذ الاتاوات وإنهاك المواطنين باللهاث وراء كسب العيش وتجويعهم وتجريدهم من كل مصدر للقوة باستمرار حتى تخلو لهاالوقائع للسيطرة على الإقتصاد ونهب الموارد الطبيعية وإفراغ الأرض من ساكنها وتهجيره داخل السودان وخارجه باستمرار .. ويشنون الحرب بالدِّين ليسطروا على المدن ومواقعها الإستراتيجية ونشر المخدرات والامراض القاتلة واستدعاء الأجانب فارقي العقول والفكر والثقافة للقضاء على كل شي يانع ومثمر وممكن بأن يثمر بمرور الوقت .. أنهم يقتلون الإنسان ويدمرون الطبيعة الظاهرة وينهبون الثروات ويرجعونا الآلاف من السنين إلى الوراء ..
الذين يسيطرون على ذهب جبل عامر هم قادة المليشيات بدارفور أبرزهم / موسى هلال / محمد حمدان دقلو ( حميدتي ) ويشاركونهم صانعوهم قادة مليشيا النظام الإسلامي الحاكم أبرزهم/ عمر البشير وشقيقه عبدالله البشير ومحمد عطا / وووووالخ ..
أما وزير الداخليّة فهو يصرح لانه يريد نصيبه من ذهب جبل عامر وهو يعبر رأي مجموعة داخل النظام ذَوَي المجموعات المتباينة المصالح ..
الأحزاب المدنية السودانية والحركات السياسية المسلحة والمنظمات السودانية التي ترعى وتهتم بمصالح الشعب السوداني أين هي من توضيح الحقائق للسودانيين وعن مستقبل وطنهم وأرضهم ومواردهم .. بِاللَّه لا تهابوا المليشيات على رأسهم/ عمر البشير .. فلا تهادنوا ولا تصمتوا .. قاموا واكشفوا الحقائق للتاريخ ..
أرجو ألا نسمع قريبا بأن الحزب / الحركة / الفلاني/ ية .. قد تحالف/ ت مع قائد المليشيا/ عمر البشير أو موسى هلال/ حميدتي أو فلان وعلان ،،،،، الخ ..
لا تنسي أن تخاف هنا وهناك بل ابحث عن حريتك وأمسك بخيوطها .. أمسك خيوط حياتك .

عادل أرسطو
adilaristo2000@gmail.com

مقالات ذات صلة