مقالات وآراء

تراجي مصطفي والدعارة السياسية ..

حمدان كمبو

وهج الظلام

الدعارة من أقبح السمات التي يتسم بها المجتمع و هي عادة يلجأ لها ضعاف النفوس من اجل الكسب الرخيص سواء كان كسبا ماديا او معنويا او ارضاء للغير . الشخصية التي تقوم بتمثيل هذا الدور (الدعارة) تسمي عاهرة و في عرف السياسة هناك دعارة سياسية لذلك اينما وجدت الدعارة وجد معها العاهرات لدينا عاهرة و هي اقرب لفظ يمكن ان نصف بها الشخصية التي نتحدث عنها في هذا المقال .
لا شك ان الشخصية المثيرة للجدل و المعروفة في وسط السودانيين تراجي مصطفي تفعل كل شي من اجل الظهور و الشو الاعلامي و ظلت تلعب دور الخواصة زرعتها نظام الخرطوم وسط المعارضة كناشطة سياسية تتبني بعض القضايا اذ ظهرت اول مرة بادعاءها أنشاء جمعية للصداقة السودانية الاسرائيلية وتم الترويج لفكرتها من خلال قنوات النظام و توجيه النقد حتى يتم تسليط الضوء عليها مما جعلتها تظهر في السطح كشخصية مثيرة للجدل تتبنى افكار جنونية .
تم استقطابها من قبل المعارضة ظنا منهم بصدق نواياها ، و ظلت تنتقد الحكومة حتى استطاعت اختراق المعارضة لتبث السموم و ترفع التقارير لأسيادها في جهاز الامن السوداني حتى تم العثور على بعض الوثائق و التسجيلات الصوتية و هي تتحدث مع الأجهزة الامنية في الخرطوم من هنا بداء قصة اكتشاف زيفها و نواياها و بدأت شن هجوم عنيف على قادة للمعارضة السودانية بصورة غريبة و عدوانية جعل النظام نفسه يستغرب و لم يتوقعها الحكومة ان تاتي بهذه الفظاعة .
هذه العاهرة تلفظت بألفاظ بحق اناس وهبوا فناء اعمارهم في سبيل النضال و مشهود لهم بالخلاص و يعتبروا اساتذة و قدوة يقتدي بها كل سوداني . عندما سمعت و قرات ما قالتها بحق هؤلاء هزت كياني ايما اهتزاز ، وانتابتني مشاعر الحزن والحسرة والأسى على بلد اختطفه العاهرات و الدعارة و ظلوا يبيعوا المبادئ و القيم النبيلة بأرخص الأثمان و ينشروا الكراهية وسط الناس و شخصنة القضايا القومية .
تسمرت عيناي على شاشة الكمببوتر من شدة الذهول بما رأيت وقرأت، وكدت أن أفقد رشدي من فرط الغضب الذي سيطر على عقلي وأفكاري ، وأنا اسأل نفسي في ذهول تام كيف تتجرأ هذه العاهرة ومن معها على التحدث بهذه الكيفية و الطريقة و الاسلوب التى اعتبرها اسلوب شوارع مع احترامي التام لكل ناس الشوارع و من هي تراجي حتى تجد كل هذا الاهتمام ؟ و ماذا قدمت من تضحيات و نضالات حتى تتحدث عن قادة الحركات المسلحة و العارضة السودانية ؟ هل فكرة تاسيس جمعية لصداقة اسرائيلية سودانية هذه جعلتها تقفز فوق مكانها الطبيعي و تستغل طيبة و كرم الذين تتحدثين عنهم و هل نست عندما كانت تهرول من وراء هؤلاء و التستر بهم حتى تتمكن من الظهور الاعلامي ؟ ، ماذا تريد ان تصل من هجوها على قادة المعارضة في شخصياتهم و حياتهم الخاص و هل تفتكر ان الشتم و السب يمكن ان يحقق لها ذلك ؟
الفيك اتعرفت و لولا الظروف لما خسرنا حرف فيك ولكن شاءت الاقدار ان استفزني تلك العبارات التي تفوهت بها و شخصنة المواضيع تصور عزيزي القارئ هذه العاهرة وصل بها الامر التحدث عن امور انصرافية و عن حياة الاشخاص الخاصة في المأكل و المشرب .
ما اعجبني حقا تعامل القادة التى شنت عليهم هذه العاهرة هجوم غير مبرر لاستخدامهم اسلوب الحكيم الذي عندما سئل لماذا لا تنتقم من الذين يسيؤون لك ؟ رد ضاحكا .. و هل من الحكمة ان أعض كلبا عضني ؟! حين تعضك الكلاب تذكر انك انسان ، و كذلك قول الامام الشافعي قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم إن الجواب لباب الشر مفتاح والصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضًا لصون العرض إصلاح أما ترى الأُسُد تُخْشَى وهي صامتة؟ والكلب يخسى لعمري وهو نبَّاح .

حتى الملتقى

مقالات ذات صلة