مقالات وآراء

العنصرية بين أبناء السودان خارج الحدود

يعاني أبناء وطني في الخارج من عنصرية ليس لها مثيل وأنا شاهد علي ذلك في عدة دول ذهبت اليها منها السعوديه ومصر ويوغندا وكينيا وليبيا وايطاليا وفرنسا ، فيرى ابناء كل منطقة جغرافية من السودان بل أبناء كل قبيلة أنهم الافضل والأحسن وهذه هي مشكلتنا الأزلية حتى فيما بيننا ! هذا ما يحزنني ويجعل قلمي يتحرك العنصرية بين أبناء السودان خارج الحدود ويصيبني اليأس حين أرى شخصين يكيلان السباب بينهم بألفاظ عنصرية جهوية بغيضة ، ذهبت إلى صديق لي وعند إحضار الطعام لاحظت شخص مسترخي علي السرير في الغرفة المجاورة لنا فقلت لهم نادوه لكي يأكل معنا فقال لي صديقي أنه لم يأكل معنا فقلت له لماذا لا يأكل معكم قال لي أنه لم يأكل مع فلان لأنه من عرب الجزيرة وهو من منطقة جغرافية مافي داعي لذكر أسمها فتعجبت وقلت سبحان الله . نحن في مرحلة زمنية صعبة يجب أن نتوحد بغد النظر عن قبائلنا ومناطقنا وحتي لو في نقد لأحد مفروض يكون بإحساس صادق يعالج ولا يجرح يناقش ولا يتطاول يطرح حلولا ولا يضغط على الجروح فقط من أجل أن يدميها.
لقد حضرت ندوة في باريس لدكتور مشهور لا أشتم فيها إلا راحة العنصرية وقد فاح من حديثه الذي يدور علي أثنية معينة رائحة كريهة كنت أطمح أنها ربما اندثرت على أقل تقدير بين طبقة المثقفين في بلادي حيث يجب أن نكون موضوعيين في طرحنا وفي عرض أفكارنا وإذا كان هناك خطأ يرتكبه أفراد فيجب ألا نحمل الجميع الخطأ . أفتخر بقومك ومنطقتك ولكن لا تهمش الأخرين انتقد عيوب الأخرين لكن لا تنسى عيوبك المشابهة وأفضل من الفخر والانتقاد حاول أن تخلق مساحة من تقبل الأخرين وتعايشهم لأن كلمة السودان هي التي تربطنا جميعاً .

الطيب محمد جاده

مقالات ذات صلة