مقالات وآراء

الحَملة الدائِمَة لِتأييد النِظَام الكُونفِدرالي أو الفِيدرالِي لِحُكم أقاليم السّودان

حماد وادى سند الكرتى
محامى وباحث قانونى
humancivilrightsinherentdigni@gmail.com
http://internationallawandglobaleaffairs.weebly.com
إنّ العَيش في ظِل دَولة مَركَزية لمْ ولنْ ينهى مشَاكل السّودان الاجْتماعِيّة والاقتصَاديّة والسِياسِيّة على الإطْلاق، فَعلَى مَدى قرون يعانِي السّودان مِن مشَاكل العِرق والعُنصرية القائمة على أسَاس الكَراهية العِرقيّة والإثنيّة والجهوية. منذ عدّة قرون يعانِي السّودان من قضَاء فاشِل ومحسُوبيّة في تقلّد الوظائف العامة. مُنذ قرون يسيطر على إدارة السّودان أسَر وقبائل بعينها بينما يتم تهميش السَواد الأعظم بصُورة منهجيّة ومنظمة. منذ قرون عدّة يعاني قبائل وعرقيات بعينها الفقر والجهل والمرض. منذ قرون عدّة يعاني بعض العرقيات من سُوء المعاملة من قبل الطغمة التي تتناوب على حُكم السّودان وكأنّ هذا السُودان ملك لقبائل وأسَر وبطون بعينها. منذ قرون عدّة يسْرق الحكام المال العام لحسابهم وحساب أسرهم الخاص بينما يُترك السَواد الأعظم من الشعب يموتون جُوعاً وحسْرةً وألمَا.
فعلى سبيل المثال: الوظائف العامّة والتي من حق كل مواطن كفئ أنْ يشغلها. لوكن ماذا يقول لنا التاريخ والحاضر- إنّ التاريخ يذكر لنا أنّ الوظائف العامّة تقوم على أساس المحسوبية والعنصريّة والقبليّة والجهويّة وفى أطر أضيق الروابط الأسريّة، هي الأساس في تقلّد الوظائف، والدليل على ذلك: وزارة الإعلام – من يتقلّد وظائف الإعلام منذ خمسين عاما الماضيّة، من هم وما العلاقة التي تجمع بينهم- وزارة الخارجية نفس المنوال – فأنظروا وتمعنوا جيدا في جميع سفارات السودان في الخارج، أنظروا إلى السفراء والموظفين والعلاقة الأسرية والقبلية والجهوية التي تجمع بينهم. وزارة الداخلية – وزارة الدفاع – ضباط الجيش والشرطة. وزراه التعليم، بل وكل الوزارة في السودان.
من يسكن الأحياء الطرفية التي تنعدم فيها أدنى الخدمات الإنسانيّة؟ لماذا أصبح الأغنياء أغنياء في السودان؟ بينما توارث الفقر قبائل وعرقيات معينة كابر عن كابر.
من هم نزلاء السجون ومن هم القضاة – مع أننا لا نعترف بالقضاء السوداني على الإطلاق، لأنه قضاء مرتشى وفاسد.
إنّ الوضع خطير ولا يجوز أن يستمر على هذا الحال على الإطلاق- لذا كان لابدّ من نظام كونفدرالي أو فيدرالي لحكم أقاليم السودان.
إنّها دعوة إلى النظام الكونفدرالي، إنها دعوة إلى حكم ذاتي لولايات السودان، نعم إنها دعوة إلى نظام حكم ذاتي بحيث يحصل الأقاليم على صلاحيات واسعة لتدبير شئونها بما في ذلك انتخاب الحاكم والتمثيل في مجلس منتخب يضمن مصالح الأقاليم على قدم العدل والمساواة، لذا فإننا نعتقد اعتقادا جازما أنّ النظام الفيدرالي أو الكونفدرالي كبديل للنظام المركزي هو الحل الأساسي والجذري للمشاكل العرقيّة والسياسية التي يعاني منها هذا السودان.

حماد وادى سند الكرتى
محامى وباحث قانونى
humancivilrightsinherentdigni@gmail.com
http://internationallawandglobaleaffairs.weebly.com

مقالات ذات صلة