مقالات وآراء

اعترافات حمدي

هاشم عبد الفتاح
هاشم عبد الفتاح

قالها الخبير الاقتصادي عبد الرحيم حمدي احد مهندسي سياسة الاقتصاد الحر بان هناك جوعي في بلادنا تتمدد مآسيهم طولا وعرضا وربما يصبحون يوما ما في مواجهة مباشرة مع حكومتهم او بالاحري ان الحكومة نفسها هي التي ستكون في مواجهة مع هؤلاء الجوعي حال فشلت في الجام سعر الصرف او انها عجزت عن توفير الحد الادني من معائش الناس .
وحمدي يراهن علي ارادة جديدة وقوية من البرلمان للضغط علي الحكومة واجبارها علي تحرير سعر الصرف عبر قوانين وتشريعات جديدة لكن البرلمان كما يبدو لايستطيع ان يجبر احدا ولن يضغط علي احد فهو في حاله غياب وشرود بينه وبين جماهيره وقواعده بحور ممتدة من القطيعة والاسف والتواصل المستحيل رغم ان هذه الافادات من الخبير حمدي تشكل اعترافا جهيرا بفشل البنك المركزي في سياساته النقدية وفشل الحكومة ايضا في سياساتها الاقتصادية الكلية فالبرلمان كما قالها احد نوابه مجرد كمبارس للجهاز التنفيذي فلا غرابة اذن يذداد الفقراء فقرا ..والاثرياء ثراءا
رفاق دولة الجنوب ..
في زيارته هذه الايام الي الخرطوم تحاشي السكرتير العام للحزب الشيوعي بدولة جنوب السودان الاستاذ جوزيف موديستو ان يقترب من مقر الحزب الشيوعي السوداني بالخرطوم(2) رغم انه من قدامي الرفاق في دولة السودان القديم في مرحلة ما قبل نيفاشا الا ان رياح الانفصال ذهبت به جنوبا ليؤسس حزبا جديدا بذات الفكر الماركسي وبذات العقيدة (اللينينية) ولكن جوزيف جاء بالامس الي الخرطوم في محاولة لتسويق مواقف حزبه ورؤاه حيال الاوضاع الراهنة بالجنوب حتي يلحق بمهرجان تقسيم الكيكة هناك وهو ذات المهرجان الذي تتسابق وتعترك من اجله القوي السياسية الجنوبية بكل قبائلها ومليشياتها وحلفاؤها بالداخل والخارج .
ذهب الاستاذ جوزيف الي مركز طيبة برس بالخرطوم ليعقد مؤتمره الصحفي هناك وبرر ذلك بانه كان يبحث عن منطقة محايدة تبعده من شبهة الوصايا عليه من قبل رفاق الخرطوم (2) وتظهر حزبه الشيوعي وكانه مستقلا تماما ورغم انه تفاءل كثيرا باتفاقية اديس ابابا الموقعة مؤخرا بين الجنرالين سلفاكير ومشار الا ان الرجل اسهب في سرد تفاصيل محزنة ومقلقة وهواجس عديدة توجه الدولة الجنوبية الوليدة واخطر ما في ذلك انه اشار الي تنامي الجرائم التي ترتكب في حق الانسانية والفساد الذي بسط سلطانه علي مؤسسات الدولة منذ 2005 الي جانب اتساع قاعدة العطالة من الشباب وفوضي الاسواق وقبل كل هذا حالة التحفظ والتوتر والحذر التي تسيطر علي كل من سلفاكير ومشار في سبيل تنفيذهم لاتفاقية السلام الموقعة بينهم .
انتفاضة الاتحادي “الاصل” ..
وعدا جديدا محشودا بالامل والتمني والرغبة قطعته مجموعة قيادات اتحادية نسخة مولانا اسمت نفسها بالمكتب السياسي الانتقالي لتحقيق حلم الاتحاديين الازلي بعقد مؤتمرهم العام فاحتشدت هذه المجموعة تحت قيادة الشيخ حسن ابو سبيب وتاج السر الميرغني امس الاول بمنطقة الصحافة فحاولت المجموعة تفكيك عقدة هذا المؤتمر الغائب عبر ارادة جديدة وربما قيادة جديدة وقناعتنها في ذلك ان الاتحادي الاصل بات اسما فقط بلا مكونات ولا كيانات شرعية وانه تعرض للنهب والسرقات المتكررة من الطامحين بسلطان وصولجان وفي تلك الليلة التي شهدت الاعلان عن الانطلاقة لهذا المؤتمر فكان ناطقهم الرسمي وامين الاعلام الاستاذ جعفر حسن عثمان كان قاسيا في شن الهجمات ضد الحسن الميرغني وقال انه لابد من استئصال الاورام الخبيثة التي اوهنت كيان الاتحاديين واجهضت مسيرته ولكن اخطر ما قاله الاستاذ جعفر ان حراكهم هذا يريدون منه اعادة انتاج حزب الحركة الوطنية التاريخية وانهم مستعدون في ذلك (للدواس) ومكافحة كل اشكال الغواصات ومحاسبة الذين سرقوا لسان الاتحادي الاصل بما فيهم نجل الميرغني المساعد الرئاسي ونفي في ذات الوقت ان يكون هناك صراعا بين ختمي واتحادي وانه لا سبيل لتقدم
اي ختمي في سلم القيادة بالحزب بسبب انتماءه لطائفة الختمية دون الاعتبار لمعايير الكفاءة .
ثورة وزير العدل ..
في وزارة العدل يجتهد مولانا عوض النور لوضع بصمته واحداث قدرا من التحولات والتغييرات في التقاليد القديمة واحلال نظام الحوسبة للربط بين هياكل العدلية بين المركز والولايات ولكن ابرز ما في هذه التحولات الجديدة ان مولانا اتبع نظام الطريق السريع للاطلاع علي شكاوي المواطنين فور وصولها والبت بشانها او تحويلها الي جهات الاختصاص مما يعني ان هناك ضوابط مشددة تحول دون ضياع الشكاوي والقضايا او تراكمها دون النظر فيها فمولانا عوض النور كما قالت عنه بعض الدوائر العدلية والمستشارون انه يشن حربا واسعة علي ثقافة (تعال بكرة) فتحركت علي يديه كل الملفات القديمة والمنتظرة غير ان التحدي الذي ربما يصطدم به مولانا عوض النور هو امكانية تاثيره وتاثره ببعض التداخلات والتقاطعات من خارج اسوار وزارته خصوصا ان هذه الوزارة بين يديها الان عدد من الملفات الحساسة او التي لها حسبا ونسبا وسلطانا .
(زول سوداني ) بالمهجر
مجموعة من السودانيين بالمملكة العربية السعودية اتخذوا من مكة مقرا لهم لحراك إنساني سوداني طوعي يبتغون منه إعلاء قيمة التكافل والخير فكروا كثيرا في أن يعيدوا الفرح والبسمة لأسر سودانية اضناها الفقر وارهقتها مسيرة البحث عن معينات الحياة والتزاماتها فشرع هؤلاء النفر وهم قيادات ورموز سودانية لها إسهاماتها وحضورها داخل أرض المملكة شرعوا في تشكيل جسم طوعي لخدمة الفقراء والمحتاجين واليتامي فولدت من بين أفكارهم منظمة عملاقة حملت اسم (زول في البلد الامين)فتم تسجيلها والمصادقة عليها من قبل مفوضية العمل الطوعي قبل يومين لتباشر مهامها بالسودان عبر فرعها بالخرطوم ومكاتبها المنتشرة بولايات السودان المختلفة فبالامس نفذت هذه المنظمة أكثر من 6 آلاف كيس صائم وترتب الآن لمشروعات خدمية وإنسانية كبري خصوصا أن هذه المنظمة لديها من الطموحات والخبرات والكفاءات من الذين يشكلون مجلس ادارتها علي مستوي السودان والمملكة وبالقدر الذي يؤهلها لتنفيذ مقاصدها وقد أفلح هذا المجلس في استقطاب الخيرين بالمملكة والسودان وتنشط المنظمة الآن بشكل كثيف للاعلان عن نفسها علي المستوي الرسمي وقد وجدت فكرة هذه المنظمة تجاوبا كبيرا من كافة الجهات الرسمية والولائية واحتشدت عضويتها بكل أطياف السودانين وقطاعاتهم المهنية والعسكرية والاجتماعية بشيبها وشبابها وتوقع كثيرون بأن منظمة زول في البلد الامين سيكون لها دورا بارزا وفاعلا في المجتمع السوداني .

aboaya2013@yahoo.com

مقالات ذات صلة