مقالات وآراء

العقل الباطن؛ الحرب بورصة الغرب لترويج السلاح والدواء، دعوه لاستئصال الفتنة وبسط السلام..

إبراهيم إسماعيل إبراهيم شرف الدين

تتصدر الدول الغربية التي تنعم نسبيا بالأمن والاستقرار إنتاج السلاح والدواء وتحتل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وإسرائيل بما فيها أوروبا قائمة الدول المصدرة للسلاح والدواء إلى الشرق الأوسط وأفريقيا حيث موطن الأزمات والحروبات العبثية الناجمة عن سياسة المستعمرين القذرة والفتنة التي بذروها إبان احتلالهم المنطقة التي مازالت ترزح تحت وطأة الاستعباد والطغيان الغربي الرأسمالي، وفيما الغرب يكتنز خيرات البلاد ومنهمك في إستيراد النفط وسرقة مواردها يتعارك الأفارقة والعرب فيما بينهم غارقون في بحر من الدم والدموع فاتحين أبواب الإستثمار لمنتجات شركات الدواء والسلاح الغربية على مصراعيها للمتاجرة بدماء الأبرياء العزل لتاتي مايسمى بالمنظمات الإنسانية والإغاثية تفرض الأجندة والقيم الغربية بذريعة حماية حقوق الإنسان.

وتتخذ الولايات المتحدة الأميركية التي ضربت اليابان بالقنبلة الذرية إبان الحرب العالمية الثانية ولاتزال تملك اقوى ترسانة نووية في العالم، من الحرب على الإرهاب ذريعة لانتهاك سيادة واعراض الشعوب ولتبرير تدخلاتها السافرة في شؤون الدول ولاغراقها في فوضى عارمة تسمح لها بالتدخل لفرض سياساتها الاستعمارية، ولم تكن للغرب اي علاقة بحماية الإنسان وحقوقه التي هو اول من ينتهكها دون أن يطرف له جفن عبر مهاجمة الدول التي تعارض سياساتها الإمبريالية أو عبر مخالبها مؤسسات الأمم المتحدة المتمثلة في مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية على سبيل المثال لا الحصر.

ولا تحتاج الولايات المتحدة الأميركية التي تحتفظ بأكبر احتياطي للطاقة والموارد الطبيعية وتتحاشى استلاكها إلا عند الضرورة لكثير عناء في سرقة موارد إفريقيا والشرق الأوسط سوى لطباعة الدولار الذي لا يكلفها أكثر من توفير الورق وآلات لطباعة العملة التي نقايضها نحن بمواردنا النفيسة ونستخدمها في شراء السلاح لإنتاج الحروب والفتن ولتوفير سوق لشركات الدواء والسلاح الغربية لتحقيق أرباح خرافية.

وتتجلى انتهازية الغرب في ابهى حلتها في الموقف من الأزمة السورية التي تركت لتحصد أرواح آلاف الأبرياء فيما روسيا والولايات المتحدة الأميركية وحليفاتها في أوروبا، تتصارعان لحماية مصالحهما الاقتصادية والسياسية في الشرق الأوسط باستخدام الفيتو في مجلس الأمن الدولي لتعطيل أي قرار من شأنه يوقف شلالات الدماء والدموع المستمرة في تدفقها لأكثر من عقد بداية من حرب الخليج الأولى ومرورا بغزو العراق وليس انتهاءا بما يسمى الربيع العربي الذي أدخل المنطقة برمتها في فوضى عارمة وازمات طاحنة لا تلوح لها أي حل في الأفق.

ووقعت شعوب المنطقة بما فيها الحكومات والأنظمة في افريقيا والشرق الأوسط ضحية الرأسمالية الإمبريالية وطموحاتها النهمة عندما صدقوا أكذوبة الاستقلال الذي لا يعدو كونه فخ نصبه الإستعمار بعناية فائقة، للحفاظ على مصالحه بطرق اكثر استحكاما لسلطته المتجبرة وبأقل التكاليف وهكذا ظلت شعوب المنطقة مخدوعة وتحلم بالاستقلال منذ خروج المستعمر وإلى اليوم بينما تتصاعد موجات الهجرة إلى الغرب بحثا عن حياة أفضل ولكن حاجة الشركات الغربية للأيدي العاملة دفعت بحكومات دولها إلى إبتكار وسائل استعباد حديثة لجلب العبيد بدواعي إنسانية.

وبالرغم من أن الغرب يشكل المصدر الأساسي للاسلحة بأنواعها المختلفة غير أن الحكومات الغربية لا تستخدم تلك الأسلحة إلا خارج حدود أراضيها لضرب ما تراه تهديدا لمصالحها وامنها القومي ولكن المفارقة هو أن بعض الأنظمة في المنطقة لا تتوانى في أن تسمح للولايات المتحدة الأميركية إستخدام اراضيها لغزو او ضرب اي دولة شقيقة مجاورة. ومن المؤسف أن تتوسط إدارة الرئيس الأميركي ترامب المعروف بسياساته المتشددة تجاه العرب والمسلمين لحل الأزمة الخليجية بين الأشقاء العرب.

ومنذ تدميرها للاتحاد السوفيتي في اواخر تسعينيات القرن المنصرم تسعى أميركا المدفوعة بطمعها وطموحاتها الجارفة للسيطرة والهيمنة على الكون كله لتحطيم اي بلد يملك القدرة والامكانيات اللازمة في أن يصبح قوة عظمى وينافسها في المستقبل، وبذلك يتبنى الغرب عموما سياسية خارجية خبيثة داعمة للأنظمة الأمنية الشمولية ويلجأ إلى إثارة النعرة القومية وتشجيع الانفصاليين للمطالبة بحق تقرير المصير وتدمير أوطانهم بانفسهم فيما هي بدورها تعتمد سياسة داخلية رشيدة ومرنة تحرص على المصالحة بين الفرقاء وتقريب وجهات النظر وتسمح حتى للمثليين بالتعبير عن أنفسهم.

وحتى تتغلب دول المنطقة على سياسة الغرب الاستعبادية الاستبدادية عليها العمل على توحيد الجبهة الداخلية عبر الحوار ونبذ العنف لا بالارتماء في أحضان الغرب الذي لا يسعى إلا لمصالحه الاقتصادية التي تبقيه مسيطرا على العالم بشكل مطلق وذلك بارغامه على التعاطي مع قضايانا ضمن سياسة الاحترام المتبادل والحفاظ على المصالح المشتركة.

مقالات ذات صلة