مقالات وآراء

وداعا عام 2016م

كيف نستقبل العام الجديد في وضعنا الحرج المأساوي الذي وصل إليه حال وطننا الحبيب ، وهل نحتفل براس السنة والاستقلال في وطن قتله أبنائه ، مقدمة تعبير وخاتمة ها هو العام يرحل ، ويستعد لإغلاق الأبواب وراء أيامٍ مضت، مضت بكلّ ما فيها من جدٍ وتعبٍ واجتهاد، مضت بحلوها ومرها ، بظروفها الصعبة مضت ، بفشل الحاكم والمحكوم مضت بكل ما فيها، وكأنّها ساعة من عمرنا، لم تأخذ منا إلا القليل، وكأن الأيام تريد أن تخبرنا أنّ العمر ما هو إلا لحظة عابرة، ما إن يطرق الأبواب حتى يغادرنا للأبد، تاركاً وراءه كل الذكريات، فما نحن جميعاً إلا ذكريات عابرة في العمر. ليس من السهل أبداً أن نكسر أسلوب حياتنا فجأة، فبنهاية هذا العام نودع كل ضحايا الظلم والقهر والإستبداد ، ونترحم علي شبابنا الذين لقو حتفهم في البحر المتوسط هربا من الظلم والقتل ، وسوف يحل علينا العام الجديد في ظروف يرسي عليها حال السودان ، ولكن مجبورين أن ننسى ولو قليلاً ، نشتاق للحياة الكريمة ولكن الخوف يخضرنا ، فمن اسباب مأساتنا الخوف والانبطاح ، ومن أمضى أيامه منبطحا ، لا يري الا الذل والهوان و سيندم علي انبطاحه ، وأن ظلّ الشعب منبطحا سيكون في آخر صفوف الحياة. رغم التعب الذي نبذله في تحليل الواقع ، إلا أننا نشعر بالحزن عند مفارقة كل هذا، خصوصاً ضحكاتنا الحزينه ، فلا شيء يوازي ضحكتنا ، ورغم قولنا الدائم عن حال السودان ، نشعر بالندم عند نهاية العام ، وربما يخطر ببالنا أحياناً أن العام الجديد سوف يكون اسوء علي وطن مشلول ، أنّ مشاعر الفرح والحزن تختلط بوداع العام وانتهائه ، لكن فرصة اصلاح حال الوطن في المجهول المعدوم .
الطيب محمد جاده

مقالات ذات صلة