مقالات وآراء

لماذا تأخر التغيير…!

سامح الشيخ

لقد أستغرفت المعارضة السلمية زمن طويل في مسألة التغيير الجذري في البلاد ويجب عليها الاعتراف بذلك وان تعقد ورش عمل في مسألة عدم تفاعل الجماهير مع القوى السياسية رغم السعي الجاد في مسألة الثورة ، فإلى الان لا يوجد لها تأثير كبير يجعلنا قريبيين من التغيير الجذري المنشود أو حتى من تغيير سلطة مكان سلطة كما حدث في كل المحاولات السابقة للثورة والتي لم يكلل لها النجاح بأن تكون ثورة مكتملة الأركان الا أنها انتفاضات وايام مجيدة من ايام الشعب السوداني أطاح فيها بحكومات شمولية وديكتاتوريات عسكرية.

وهذا ليس للتقليل من شأن المعارضة السلمية لكن ما تجده من قمع شديد من السلطة وعسف وقمع قد أدى للتقليل من كفائتها بل وشراستها من المعلوم أن أي حزب واي منظمة مجتمع مدني واي مواطن من حقه الاحتجاج سلميا أو ينظم ندوه او أي أنشطة حزبية دون قيد أو شرط لذلك اي ثورة اذا اندلعت تدنلع دون إذن مسبق من احد ومن حق الشعب المواجهات السلمية سواء عن طريق المناظرات الفكرية أو العنف السلمي للتعبير عن سخطه من السياسات الفاشلة وعدم تحقيق رفاه اقتصادي وأمن وسلام اجتماعي.

فحتى مظاهرات واحتجاجات يناير في هذا العام والتي ظل يدعمها الوجود السوداني بالخارج كالعادة إلا أن في هذا العام كانت كل مظاهرة تخرج باذن الحكومة وتخرج باذن من سلطات النظام لإسقاط النظام وهذا شيء غير طبيعي كما أنه يجد التهليل من الوجود السوداني بالخارج بل وتطلع التسجيلات والكتابات التحريضية للتظاهر ومعها اخيرا اللايفات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يحلم كل منا بالتغيير المنشود لكن هل يعتقد كل منا أنه يقدم التضحية لذلك .

يعتقد معظم مقاومي وكارهي النظام بالداخل أنهم كذلك وأنهم مساهمين في الوفاء باسعار الدواء والمنصرفات التي من المفترض أن تقدمها الدولة لكن كل ذلك لا يصل إلى درجة التضحية بالنفس أو مقاطعة خدمات الحكومة والاستغناء عنها التي توجد في المناطق المحررة . كما أن عدم وجود قناة فضائية جادة تخص المعارضة هو أسوأ فشل للمعارضة السلمية السودانية يستطيع المعارضين بالخارج والداخل القيام بدفع رسوم الخدمات الحكومية التي من حق المواطن أن تدفعها عنه الدولة لكن السودانيين يقومون بذلك بالنيابه عن الدولة في شكل مساعدات مالية ومصاريف شهرية ترسل من الخارج أو عن طريق النفير بالداخل لكنهم لن يدفعوا لإنشاء قناة فضائية.

قدم الشعب السوداني تضحيات وشهداء مقابل الحرية في كل العهود الا ان عهد النظام الحالي بلغ عدد الشهداء رقما قياسيا سواء في الميادين السلمية أو مياديين المقاومة المسلحة ولن يقلل تكلفة سفك الدماء المستمرة هذه سوى المزاوجة بين الثورة السلمية والثورة المسلحة وهذه تحقيقها لي مجرد احلام لكن لم نصل لهذه المرحلة سوى في بداية عهد هذا النظام عندما تطوع كثيرين في ميادين القتال طلبا للحرية والديمقراطية بعد إعلان مبادئ أسمرة ، فإن كان التغيير السلمي يستدعي عدم التطوع في ميادين القتال كالسابق علينا أن نعلي من شأن كرامة الإنسان قبل الاقتصاد وقبل رفع أسعار الكهرباء والوقود والخبز ونعلن بصراحة أن الخروج للثورة على سفه وفشل وظلم النظام هو أننا نرفض حروبه العبثية والقمع والقتل سواء في المناطق التي تحت سيطرته أو تلك التي لم يستطع السيطرة عليها وان عليه ايقاف الته الحربية وأجهزته القمعية التي ترتكب الجرائم ضد الشعب السوداني وأن يوقف صرف اكثر من سبعين بالمائة في حرب عبثية لا تحقق سلام لانه هدفه منها الإذعان له والاستسلام وهو يدعي الانتصار ويكذب كل عام أنه عام سحق التمرد لكنه لا يسحق بسبب ذلك سوى الشعب السوداني اما بالقتل بالياته الحربية والقمعية التي يستخدمها ضد شعبه وإما جوعا وافقارا بإهدار المال العام في نفس حروبه العبثية التي تذيد من فتق النسيج الاجتماعي في حرب لن ينهيها سوى الاعتراف بحقوق الشعب السوداني في السلام والحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة .

مقالات ذات صلة