مقالات وآراء

كيف ومتي يكون التغيير ؟؟؟

مشكلتنا في السودان تتمثل في مصيبتان ، المصيبة الأولى متمثلة في وجود نظام الكيزان ومليشياته منذ العام 1989م ، و ما قامو به من نهب و تحطيم و إشاعة لكل أنواع الفواحش و الفساد و الظلم و المنكرات و كأنهم لعنة من السماء حلت بالوطن و الشعب . أما المصيبة الثانية وهي الأخطر و أشد مرارة فهي عقم ساحتنا حاليا إلا أن يشاء الله غير ذلك من الرجل الموهوب المنقذ ، إن المعارضة اليوم تعيش في حلقة مفرغة لم تستطع البتة التخلص منها ، عجزها الذي يمنعها من الفعل و قلة فعلها و عقم خيالها و غياب مبادراتها التي تؤكد دائما عجزها ، وهو ما يصرف عنها الجماهير لعدم ثقتهم بها .
أما العائق الثاني على طريق التغيير فهو الشعب نفسه ، لا يزال الشعب السوداني يعيش حالة من الإحباط و العجز على الفعل. فهو من ناحية يعيش رفضا كاملا لحكومة الكيزان التي زرعة في نفسه الرهبة والخوف ، ومارسة عليه الاحتقار والذلة ، يعيش هذا الرفض للكيزان بشكل مشوب بالخوف و الرعب ، لا يستطيع معهم أن يفعل شيئا. و كيف تريد من الشعب أن يفعل شيئا وهو محبط وفاقد الثقة من كل الجوانب ، فأفراد الشعب لا يقومون بشيء إلا بعد أن يحسبون له كل حساباته فكل ما يهدد لهم توازنهم الهش لا يقومون به و لا يقتربون منه. فالمجاهرة بمعارضة السلطة و الوقوف في وجهها و شق عصا الطاعة عنها لا تزال من المحرمات في نظر الأغلبية التي بقيت مكتفية بحمل معارضتها للسلطة و نقمتها عليها في صدرها ، مما يعمق هذا التصور لدى أفراد الشعب خيبة الأمل في المعارضة و عدم ثقتها فيها. فلسان حال أغلبهم يقول: ما الفائة من تعريض النفس و العيال و القليل من المصالح إلى المخاطر بالثورة على الكيزان القتلة الفاسدين بينما أنه ليس من المتأكد أن تكون المعارضة أفضل منهم .
فما العمل يا ترى للتخلص من هاتين المصيبتين الخطتيرين الجاثمتين على طريق التغيير في السودان؟
الطيب محمد جاده

مقالات ذات صلة