مقالات وآراء

العجز الشعبي لأزالت اصحاب الهوس الديني

أندثرت كل القيم التي يتمتع بها الشعب السوداني كالترابط القبلي والأخلاق والعادات والتقاليد ، إن الشعب السوداني مصاب بمرض مزمن سببه اصحاب الهوس الديني ، وهذا المرض أنهكه ومنعه من إمتلاك عنصر القوة التي تمكنه التخلص من أصحاب الهوس الديني ، لا شك أن مستوى المرض يختلف من شخص إلى آخر ، إلا أنه توجد أسباب مشتركة ، ومن أهم هذه الأسباب
أولاً التخلف الديني الذي جاء به أصحاب الهوس الديني وهو أخطر أسباب التخلف لأن له قدسية كاذبة تحميه ، إن التخلف الديني هو ضد جميع الأديان السماوية وهو تخلف يفتك بالمجتمع تماماً كفتك السرطان والمخدرات ، إن جوهر الدين هو اللجوء إلى قوة عظمى وهو الله للإحتماء من القهر والظلم والضعف والمرض والفقر ، إن الإيمان بالله هو الإيمان بالعدل وهو الإيمان بإعادة الحقوق لأهلها من فقراء ومن مستضعفين ومقهورين ومشردين ، إن الإيمان بالله هو الإيمان بنشر ثقافة العدل بين الناس وانتقاد وزجر الظالمين مهما كانت مرتبتهم الدينية والإجتماعية والسياسية.
بينما أصحاب الهوس الديني هم أناس امتهنوا احتكار الدين وكأنه كنز ورثوه ولهم الحق في فرض آرائهم وأوامرهم التي تهدف إلى استعباد الناس باسم الدين ، فيسخرون الدين من أجل الحفاظ على مصالحهم الخاصة ووجاهاتهم وزعاماتهم المريضة ، وهكذا يصبح الدين تجارة مربحة أكثر من تجارة المخدرات .
إن القضاء على أصحاب الهوس الديني في السودان هو أصعب مهمة تواجهه الشعب ، لأن الكيزان لهم تحالف مع التنظيم الشيطاني داعش ، مستخدمين شعار الدين في أدارة الدولة وهم بعيدين كل البعد عنه وهم ضد مدرسة احترام آراء الآخرين ومدرسة العدل والحقوق ومدرسة حرية التدين ومدرسة احترام الآخر مهما كان معتقده .
ثانياً التخلف القبلي الذي زرعه أصحاب الهوس الديني في الشعب وهو أقل خطورة من التخلف الديني ، وهذا التخلف هو نتيجة جهل وظلم إجتماعي مزمن ، حيث يتقبل الشعب الظلم والتناقضات الإجتماعية وكأنها أمر إلاهي لا يجوز التفكير في التخلص منه ، لا يمكن القضاء على التخلف القبلي إلا بازالة أصحاب الهوس الديني من السلطة في السودان .
ثالثاً التخلف السياسي وهو تخلف مولود من أبوين متخلفين الوالد هو التخلف القبلي والوالدة هي التخلف الديني ، لذا لا يمكن التخلص من التخلف السياسي قبل القضاء على والديه المذكورين آنفاً ، لكن مهما كان الشعب ضعيفاً هو قادر على المناورة على والديه المتخلفين لعتق الوطن من نيران استبداد التخلف الديني و التخلف القبلي . إن للمثقفين دور كبير في نشر ثقافة التكاتف وثقافة التوافق بين كل أطياف مكونات الشعب السوداني من أجل القضاء على الظلم بكل أشكاله ، إن النظام السياسي الصادق هو النظام الذي يعتمد على المثقفين وليس على أصحاب التخلف الديني والتخلف القبلي .
الطيب محمد جاده

مقالات ذات صلة