مقالات وآراء

ثم ماذا بعد مجزرة أطفال هيبان بجبال النوبة ؟

نصرالدين علي كوة

لا صوتٌ يعلو على اصواتُ الطائرات الحربية لنظام البشير (إنتنوف / ميج / سخوى) في مناطق المدنيين العُزل , في المواقع التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان , و هي تقذف و تقتُل المدنيين , لا سيما الاطفال الابرياء الذين اصبحوا فريسةً سهلة و ضحايا للطيران الحربي لنظام المؤتمر الوطني ؟ أو بسبب طيران البشير , هذا المجرم المطلوب لدي الجنائية الدولية و الهارب من العداله , اطفال يشردون و يموتون دون اسباب تذكر.
هكذا هي حياة المدنيين العزل في مناطق سيطرة الحركة الشعبية لتحريرالسودان , تحت ظل المآسي دون رحمة , مئات من الاطفال المدنيين راحوا ضحايا لتلك القذائف الجوية و القنابل العنقودية المدمرة و الممنوعة دولياً , هذا النظام , نظام ماسوني لا دين له , و لا حتي أخلاق , يبدو أن نظام مجرم الابادة الجماعية (البشير) ما زال يقول للعالم و للمجتمع الاقليمي و الدولي (مجلس الامن و السلم الافريقي و مجلس الامن الدولي) , إنني هنا ما زلت اتحدي المحكمه الجنائية الدولية , بهذه الهدايا القاتلة التي أرسلها للاطفال و المدنيين في جبال النوبة و النيل الازرق و دارفور.
و ما زال البشير يقول للشعوب الاصيلة في السودان انتُم زنوج لا تستحقون الحياة معنا في هذا الوطن , هكذا هو البشير ليس لديهِ رحمه بالطبقةُ الزنجية في مناطق الصراعات و مناطق الهامش بصفه عامة, الذين يعانون من ويلات نيرانه المحرقه بسبب تلك القذائف السامه, و ما حدث مؤخراً في منطقة هيبان بجبال النوبة( شَرَ) دليلٌ علي التمييز العنصري الذي يمارسه البشير ضد الاطفال و شعوب مناطق الهامش , و ذلك بقتلهِ ل 6 اطفال في لحظة واحدة عن طريق القذف الجوي , 3 منهم من أسرة واحده و ذلك عندما القت طائرة الميج براميل متفجرة علي الاطفال و هم يلعبون دون ان يدروا ما هو المصير المنتظرلهم ؟ و لكن يد القدر كانت أسرع , لتطاير اجسادهم البريئة الطاهرة في سماء مدينة هيبان الصامدهِ! و كما هو معروف إن تلك القنابل البرميليه صُنعت لتدمير الأبراج و المباني الشاهقة بالإضافه لصد أي عدوان اجنبي علي البلاد من خارج الوطن , و لكن دماء الاطفال الابرياء قد اعمت عيون البشير و اعوانه حتي اصبحوا لا يفرقون و لا يميزون بين اعداءهم الحقيقيين , و السؤال الذي يطرح نفسه , هل اطفال هيبان هم الذين إستولوا على أجزاء عزيزة من سوداننا الحبيب ؟ هل الاطفال الابرياء هم الذين إستولوا على حلايب و شلاتين ؟ أم هم الذين إستولوا على منطقة الفشقة ليستحقوا كل هذا الجزاء ؟
لقد اعمي الحقد و الكراهية عيون البشير و زبانيته الحاسده الحاقدة حتي اصبحوا يَرسِلون طائِراتهم الحربيه لقتل العزل كنوع من التمييز العنصري (فَرِق تسُد) للقضاء علي المدنيين في مناطق النزاعات , لقد تناسى البشير كل المواثيق الدوليه وحقوق الطفل ككائن بشري يُحترم كغيره من البشر , و اصبح البشير بجبروته يتجرأ لقتل الاطفال , و إذا سُئِل البشير ما ذنب هؤلاء الاطفال ( و إذا المؤدة سُئِلتْ بأيُ ذنبٍ قُتِلتْ ) آيه قرآنيه, يبدو ان البشير لم يقرأها او يستمع إليها من قبل ( لأنو البشير في جهة و الدين في جهة تانيه خالص ).
إنها فضيحة كبيرة علي نظام البشير و هو يبيد و يقتل شعب برئ , و يتاجر بإسم الدين الإسلامى , و الدين برئ منه كل البراءه بهذه الجرائم البشعة التي يرتكبها البشير , و هذه جرائم حرب و إبادة جماعية تضاف إلى رصيده الإجرامي لدى المحكمه الجنائية الدولية.
رغم هذا كله , لا يزال البشير يتعمد لإرسال الطائرات الحربيه التابعة له وهي تُحلِق في سماء المناطق المحررة التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية و بالتحديد في مناطق تواجد المدنيين و هي تدخل الرُعب و الخوف في قلوب الأبرياء , و تتوالي تلك الجرئم البشعة منقبل النظام بقتل الأطفال العزل كما حدث مرةً أُخري و ذلك أثناء تابين الأطفال الستْ بمنطقة هيبان في أواخر شهر مايو2016 و هذا يُوكد جلياً مدي الشر الدفين لدي شرذمة و قادة النظام , و الذين تعودوا لما يقارب الثلاثة عقود من الزمان في تصفية و تكميم أفواه الشعب السوداني الأبي , دون أن يُراعوا لمشاعرهم من ناحية التعبير أو حرية الرأي الآخر , لقد تعمد قادة نظام المُوتمر الوطني بهمجيتهم المُمنهجه في قتل و تشريد الملايين من شعب الهامش , و هذه مسائل طبيعية لديهم , منذُ إستيلاءهم علي سُدت الحُكم في البلاد , حتي تطاول بهم الإفتراء ليجلبوا مرتزقة اجانب ليحاربوا بهم جمباَ مع قواتهم المهزومة اصلاً , و هذا دليل علي إستهزاءهم بالقضاية المصيرية لشعب الهامش , و أنا أُسطر هذه الكلمات عن هذا النظام البربري الديكتاتوري إذ به أتلقي أنباء أُخري مفادها (تحليق الطائرات الحربية للنظام) فوق سماء مناطق /هيبان, كاودا/ وبعض المناطق, و هي تسقِط عدداً من البراميل المُتفجرة و الدانات الحارقة, تسببت في قتل و جرح بعض المدنيين من بينهم أطفال رُضع , و تدمير و إحراق عدد من المنازل و المدارس بالإضافة لنُفوق عدد من الأبقار, و بالتأكيد هذا يجعل مجرمي الظام يتعجرفون و يتغطرسون كما يشاءون, إيماناً منهم بالظُلم و الفساد و الجهوية التي زُرعت في قلوبهم المُتحجرة و المُتصلِبة أصلاً تِجاه شعب الهامش , و هنالك سؤال آخر يطرح نفسه, بعد كل هذه المجازر أمام مرأي و مسمع العالم , ماذا ينتظر المجتمع الدولي و هو يسمع و يرى عبر وسائل الإعلام المختلفه (مجرم الحرب) البشير و أعوانه يواصلون إبادة الأطفال بطريقة عنصريه ؟, وماذا ينتظر المجتمع الدولي من هذا المجرم اللئيم , و هو يغتصب و يسلب و يقتل و يشرِد الأطفال في جبال النوبة و النيل الأزرق و دارفور؟ و هنالك ملحوظة أخرى , بعد كل هذه المجازر والمذابح , ما زال البشير يتنقل بحرية مطلقة في بعض الدول الموقعه علي ميثاق روما, دون ان تحرك تلك الدول ساكنه بمساءلة او إعتقال البشير و تسليمه للعداله الدوليه ؟, لقد آن الأوان بأن ينال البشير ما يستحقه من الجزاء و العقاب كمجرم حرب عالمى محترف, و يترك الأطفال الأبرياء في حالهم , و هذه هي مسؤلية كل الدول التى وقعت علي ميثاق روما كما هي أيضاً مسؤلية الجميع لأداء هذه المهمه التأريخية للقبض علي مجرم الحرب الإرهابى البشير و تسليمه للعداله الدولية.
•أعلامي وأذاعي..المناطق المحررة
chattigo1976@gmail.com

مقالات ذات صلة