مقالات وآراء

جوزيف قبريال إنسان يعيش مبادئه مناظير الهامش

يعقوب سليمان
يعقوب سليمان

في مقال نشر بصحيفة الوطن الناطقة بالعربية في جنوب السودان بتاريخ السبت الموافق الخامس والعشرون من يونيو الماضي بعنوان ” هامش السودان” للكاتب الصحفي المحترم (جوزيف قبريال ميول) تناول فيه جملة من القضايا التاريخية التي تربط ابناء الهامش السوداني باخوتهم في جنوب السودان ونقل الكاتب في مقاله إستياء اللاجئين من مناطق جبال النوبة والنيل الازرق في جنوب السودان من مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة بسبب إقصائهم وعدم اعطاءهم الفرصة للتعبير عن قضاياهم والحديث عن التحديات التي تواجههم في يوم اللاجئين العالمي الذي صادف العشرين من يونيو الجاري وطالب الكاتب من بعثة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بضرورة تقديم إعتذار للاجئين بإعتبارهم هم الاولى بالحديث فيما يتعلق بالمعاناة والتحديات الماثلة أمامهم، كما تحدث الكاتب عن تدفق اعداد اللاجئين في ولاية رووينق من ابناء جبال النوبة وكردفان ومعاملة الحكومة لهم كالاخوة.
الكاتب جوزيف قبريال صديق شخصي لم اتعرف عليه عن قرب الا في مدينة جوبا لكنني اعرفه من قبل من خلال قلمه الرصين وكتاباته في الصحف إنسان فريد من نوعه يتمتع باحساس وبساطة لا يكل ولا يمل يتمتع بابتسامة دائمة، عندما تجلس معه لاول مرة ينتابك احساس انك تعرفه من زمن بعيد يصنع لك في دواخله مساحة بسرعة البرق انه انسان بقامة وطن يحمل افكار طموحة لا يتحدث الا بما هو مفيد، إنسان ظل يعيش مبادئه في ازمان تراجع فيها الكثيرون عن المبادئ والشعارات التي كانوا يحملونها وتساقطوا كأوراق الشجر في فصل الخريف لم نسطر هذا المقال بصدد التحدث عن شخصية جوزيف ولكن ما تناوله من موضوع في مقاله لمس قلوب الكثيرين من ابناء الهامش السوداني لان التهميش في السودان مازال قائم بعد ان تساقط الكثيرون في فخ الإنتهازية من ابناء الهامش انفسهم خاصة بعد إندلاع الحرب الاخيرة في السادس من يونيو في العام 2011م وعادت ذات النخب الاقلية بالثقافة العربية الاسلامية لتهيمن بشكل معلن هذه المرة على باقي الثقافات الافريقية في السودان بإعتبار انه بإنفصال جنوب السودان تلاشت الثقافة الافريقة وذابت المسيحية في السودان في منظورهم، وتظل الوضعية التاريخية للدولة السودانية مأزومة قائمة في نظام جنرال الحرب والابادة الجماعية الرئيس السوداني عمر البشير بسبب ميكانيزمات التمركز القائمة على التحيز على أساس الفارق الإثني الثقافي واستثمار جهاز الدولة في السودان، مما ادى الى تشريد ونزوح ولجؤ مئات الأولوف من السودانيين من ديارهم ويمكن ان يكون جنوب السودان اكبر دولة تأوي اللاجئين السودانيين والدليل على ذلك معسكر ايدا بولاية رووينق الذي يأوي عشرات الالاف من لاجئ جبال النوبة كما هو الحال في معسكرات اللجؤ في مقاطعة المابان بأعالي النيل الذي استقبل اعداد كبيرة تفوق الـ100 الف اسرة نازحة من ولاية النيل الازرق هذا الكم الهائل من السودانيين اللاجئين تحت مسئولية الامم المتحدة في جنوب السودان لكن يبدو ان الامم المتحدة في جنوب السودان ربما انها لا تمتلك احصائية دقيقة بعدد اللاجئين ناهيك من ان تقدم لهم مساعدات إنسانية لذا كان من الطبيعي جداً ان تحتفل مفوضية شئون الاجئين بيوم اللاجئين العالمي ويتم إقصاء اللاجئين انفسهم لاغراض يعرفونها لوحدهم.
هكذا يظل الهامش مساحة لتلاقي وتلاقح الأفكار الوطنية والإنسانية ونقل احاسيس وقضايا المهمشين في الأرض فألتقينا بالكثيرين من الاصدقاء والأهل والأخوة الرفاق يحملون الهم الواحد فتتلاقح الأفكار في مسار يقود إلى فضاءات الحرية.

yacobsuleiman@gmail.com

مقالات ذات صلة