الأخبار

“جثة علي شاطئ المتوسط ” رواية جديدة للروائي السوداني حسن قابيرو

القاهرة : صوت الهامش

أصدرت دار النخبة للطباعة والنشر بالقاهرة رواية جديدة للأستاذ الروائي المبدع حسن يونس أحمد “قابيرو” تحمل عنوان ” جثة علي شاطئ المتوسط ” التي أحدثت صدي ودويا واسعاً وسط النشطاء واللاجئين بدول المهجر وعامة القراء لما تناولته من إفرازات الحروبات المستعرة بالسودان .

إضافة إلي توغله بشكل جريئ في غياهب ودهاليز دوافع الهجرة غير الشرعية والمصير المفجع الذي يلاقيه الفارون علي عرض البحر الأبيض المتوسط والذي إبتلع هو الآخر الألوف ممن أرغمتهم أنظمتهم المتسلطة إلي الهروب صوب جنات النعيم الواقعة وراء البحار” أوروبا ” أو هكذا يعتقدون ،
.
وكعادته تمرد قابيرو علي النمط الكلاسيكي المتبع في افتتاحية الرواية ، فنجد مثلاً أنه افتتح روايته بإهداء ساخر إلي ” الأمم المتحدة ” ، ملوحا إلى مساهمة فروع الامم المتحدة المعنية بشوؤن اللجوء بشكل مباشرة في كل ذلك الهلاك الجماعي المريع ، وذلك بتلكوئها وبطئها التي تتجاوز أحياناً حد الاستفزاز في تكملة إجراءت المتقدمين إليها المحتميين بها من بطش بلدانهم وحرمانهم المساعدات الإنسانية المنصوصة إليها في المواثيق الدولية بشأن اللاجئين .

تطرق الكاتب إلي وضع البلاد في الفترة ما قبل الحرب ، فتحول قلمه إلي كاميرا ساحرة نقلت للقارئ أدق وأروع صور الجمال الذي يكسوا أخلاق وحياة الإنسان السوداني الريفي وعاداته وجمعياته التعاونية في الأفراح والأتراح ك”النفير ” ومناسبات ” الطهور” وغيرها ، ومدي احتوائهم واحتضانهم للغرباء وجعلهم جزءاً من متجمعهم ومشاركتهم أحزانهم قبل مسراتهم بلا من منهم ولا أذي .

لينتقل الأستاذ حسن قابيرو بالقارئ في صفحة 18من الكتاب إلي بؤر الأزمة التي قلبت حياة الإنسان هناك رأساً علي عقب وبلوغ ذوتها عقب إعتلاء النظام الإسلاموي الحالي عرش السلطة بالخرطوم ، وما عاناه ذلك الإنسان في تلك المنطقة من قهر واستبداد وصل الي درجة القهر الثقافي بتغيير أسماء وألوان من ارغمتهم تلك الفئة الي تغيير دياناتهم حتي تغدوا اسماء وأشكال وثقافات مقبولة عند إله ذلك الدين حيث لا مكانة للاسماء الأعجمية والأشكال الافريقية في جناتهم كما يدعون .

تعمق الكاتب أكثر في مستنقعات أهوال وأحوال حرب الجماعة المتأسلمة والتحالف الثلاثي – حرب الكيزان والفقر والملاريا – ضد انسان الهامش المنكوب ، والذي عادة ما يخلف أطفالاً لا مأوي لهم ولا آوي كما هي حال ذلك الطفل اليتيم ” بول ميانج ” الذي افقدته الحرب أبويه .
كما لفت قابيرو إلي تلك الإنسانية المزروعة في بعض قادة الجيش رغم بشاعة انظمتهم ، وانتهاج النظام منهج تجنيد أبناء الهامش والزج بهم قصدا في حرب أهلهم وحرق الأقاليم السوداء بأيدي أبناءها .

واختتم الكاتب روايته بأسلوبه السردي الشيق بما آلت إليه حال إنسان المناطق الملتهبة ومحنته في أطراف المدن ودول اللجوء ، واستغلاله من قبل تجار البشر وتجار الاعضاء البشرية ، وإلتهام البحر الأبيض المتوسط لخيرة شباب الوطن الطموح ككارثة أخري تواجه الناجيين من تلك المحارق وأسواق النخاسة والتجنيد القسري – كما أسلفنا – .

الجدير بالذكر أن دار النخبة للطباعة والنشر كانت قد أصدرت للكاتب نفسه في مطلع مايو الماضي مجموعة شعرية بعنون ” أخت سدوم” إضافة إلي روايته الحالية ” جثة علي شاطئ المتوسط ” اللتين تعرضان حالياً بمعرض جدة الدولي للكتاب بالمملكة العربية السعودية .

بقي أن ننوه القراء الأعزاء إلي أن رواية قابيرو الجديدة ” الأرواح الضائعة ” الجريئة في طريقها إلي الظهور بعد طباعتها ، وسيتم تدشينها في منتصف يناير المقبل في العام 2018 في معرض القاهرة الدولي للكتاب بالقاهرة .

مقالات ذات صلة