مقالات وآراء

صمت ساستنا عن الافصاح بمسالة سد النهضة !!

 بقلم: زهير عثمان حمد

أن المسار السياسي في قضية سد النهضة الان قضية محورية لمصر الرسمية ووضعت تصوراتها الغربية والبالغة في قصورها علي الشق العاطفي فقط و منها أيضا نظرية المؤامرة الغير واقعية وهي بحرمان سكان مصر المحروسة من المياه وفي هذا الامر يربط المصريين تعنت الاثيوبيين في التفاوض تارة بالدعم الاسرائيلي ومرة بأن السودانيين ليس مصلحة كبيرة في مياه النيل حتي ولو فقدوا حصتهم لان مياه الامطار تغطي مجمل العام وحوجتنا للنيل ليست كما يعاني هم من الانفجار السكاني وأحتياج الزراعة لمياه وفير وراسخ في أعتقاد المسئولين المصريين أن الحكومة السودانية بشقيها المدني والعسكري تحابي أثيوبيا في مسألة سد النهضة بل عندما رفض الاثيوبيين التوقيع علي الاتفاق الاخير بالعاصمة الامريكية و تقدموا بأعتذار رسمي للوسيط الامريكي وكذلك للفرقاء مصر والسودان بأنهم لن يوقعوا لأن الامر يحتاج لموافقة البرلمان وهم بصدد أنتخابات قريبة ولكن هذا الاعتذار أعتبرته مصر الرسمية تبرير غير مقنع لها في قضية تم التفاوض عليها والان وصلت مرحلة حسم الامر بأتفاق وضامن له وزنه في عالم السياسية الدولية
كنت أتحدث مع صحافي متخصص في شئون المياه في قارتنا الافريقية وهو من الذين دعموا مبادرة النيل التي يشارك كل دول حوض النيل
قال أني أري أعتقد أن الخلاف بين مصر وإثيوبيا يتمحور حول فترة ملئ وكيفية تشغيل سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل
وتطالب مصر أن تمتد فترة ملء السد إلى عشرة سنوات مع الأخذ في الاعتبار سنوات الجفاف بينما تتمسك إثيوبيا بأربع إلى سبع سنوات وذلك بدلاً من سنتين إلى ثلاث حسب مصادر حكومية إثيوبية
وتقدمت مصر في الأول من أغسطس الماضي بمقترح قالت إنه لتجنب الجفاف يجب ألا تبدأ إثيوبيا بملء السد دون موافقة مصر وهو ما رفضته إثيوبيا
وأوضحت إثيوبيا إن هذا المقترح يعكس قوانين الحقبة الاستعمارية التي لا تأخذ في الحسبان حقوق دول المنشأ بالنسبة للأنهارالعابرة للحدود
وقالت وزارة الخارجية الاثيوبية في مذكرة دبلوماسية نشرتها رويترز تلبية هذا الطلب تعد بمثابة موافقة اثيوبيا على جعل ملء سد النهضة الاثيوبي خاضعا لموافقة مصر في أي مرحلة
ويقول البعض في مصر والسودان إن إعلان المبادئ يعتبر بناء السد حق لإثيوبيا وعلى ألا ينجم عنه أضرارجسيمة لمصر والسودان والاتفاق على تسوية أي خلافات بالتفاوض ما معناه أن الإطار التعاقدي الوحيد الذي وافقت عليه إثيوبيا جعل وجد السد أمر واقع ويفترض الالتزام به على دولتي المصب
وتظن اقلام في الصحافة المصرية كانت أديس أبابا تدرك جيدا محدودية الضغط الأمريكي المتوقع عليهاما أقدمت على خطوة الانسحاب والتوقيع علي أتفاق واشنطون بهذا التحدّي وبالطبع لو كانت ترى ولو للحظة أن لدى مصر أي ورقة ضغط أو سبيلا لوقف تلك المماطلة ومواجهة سياسة الأمر الواقع التي تباشرها منذ سنوات لما استمرت على تلك السياسة
ويقال أن مفاوضات واشنطن كانت في مجملها محاولة لانتزاع التزام تعاقدي إثيوبي يضمن ولو حدّا أدنى من احتياجات مصر والسودان المائيةواضطرت في النهاية إلى كشف موقفها الحقيقي الرافض لأي التزام أو اتفاق ولم يعد أمام كل الأطراف سوى الاعتراف بذلك مصفوفة البدء في ملء سد النهضةوترتيب الأوراق وفقا لهذا الوضع
و الجانب المصري منذ بداية المفاوصات الثلاثة بعد توقيع أعلان المباديء في الخرطوم كان يواجه خلل ما غير منظور
ومن مظاهر هذا الخلل في المفاوضات علي سبيل المثال أن أديس أبابا سحبت مصر إلى مربعها وموقعها وجعلت المفاوضات تدور تحت رحمة إثيوبيا منذ التوقيع على إعلان الخرطوم في 23/3/2015
و أيضاأن مصر تفاوضت وهي مستعدة علي تقدم تنازلات من جانبها وهذه التنازلات وإثيوبيا ظلت متمسكة بمواقفها ت مصر ورجائها فتيقنت إثيوبيا أن السلطة في مصر ليست قادرة تحقيق أي مكاسب تذكر من خلال هذا التفاوض
ويرى كثيرين أنه كان قرر في غاية الغرابة طلب مصر وساطة أمريكا وهي تعلم يقينا أن واشنطن لن تخدم في الامر شيء وخاصة أن اللوبي اليهودي الموجود في العاصمة الامريكية لديه علاقات جيدة مع أثيوبيا

وأكد وزير لخارجية المصري سامح شكري أمام البرلمان المصري قائلا
(أن تعثر مفاوضات سد النهضة يؤثر على استقرار المنطقة وأن مضيت إثيوبيا في ملء وتشغيل سد النهضة سيؤدي إلى عواقب سلبية ويعد خرقا لاتفاق المبادئ الموقع 2015)
ليس لنامصلحة محددة في صراع عسكري مع دول الجوار الان ولكن عليهم أن يعرفوا وهذا ما نريد هو حق السودان الكامل في أراضينا من حلايب إلى الفشقة هذه قضية لا خلاف فيها بين السودانيين على الإطلاق ولكن يبدو أن أعضاء السيادي الشق العسكري وعلى رأسهم البرهان وحميدتي يتحركون وفق هوى المحور الذي يدينون له بالولاء أقصد المحور الخليجي فقد استغلّ رئيس المجلس السيادي المشكل الحدودي القديم بين السودان وإثيوبيا ليقوم بزيارة إلى الحدود ويدلي من هناك تصريحات فُهمت على أنه يقصد بها إثيوبيا إذ قال هدفنا حماية أراضينا ومواطنينا علي امتداد حدود السودان في كل مكان وهذا واجب القوات المسلحة المقدس الذي لن تفرط فيه أبدا
وعرف الاثيوبيين أن السودانيين خلال فترة حكم البشير كانوا في غياب كامل مشكلة التغول الاثيوبي في أرض الفشقه بل كان هنالك تعتيم أعلامي علي ذلك
وأرسلت القيادة السياسية الاثيبوية رئيس الاركان في الجيش جلس للتفاوض كيفية أدارة الحدود بمايضمن حقوق السودان في أراضيه وهذا يحمدللجارة أثيوبية
ولكن تعالوا لنري الموقف المصري الذي لا ينفك يتعامي عن قضية حلايب ويحاول تمصيريها قسرا ونذكر وتزكرون مافعل الجيش المصري وكيفىكان رد مصر لجميل السودان في مواقف كثيرة أهمها أن السودان وهو الذي أمد المفاوض المصري بكثير من الوثائق الهامة التي دعمت الموقف المصري في التفاوض أنذاك وحينما أرادت الخرطوم منح إحدى الشركات الكندية التنقيب عن النفط في المياه المقابلة لمثلث حلايب عندها اعترضت الحكومة المصرية وغدرت بالقوة السودانية التي كانت موجودة في المثلث حلايب حيث قامت القوات المصرية بفرض سيطرتها وتشريد الأهالي وفرض قيود على قاطني المثلث
بينما أعلن السودان عدم تخليه عن المنطقة وأحالها إلى مجلس الأمن الدولي للبت فيها وحتى الآن مصر ترفض التفاوض في القضية
فأين هو الإخاء وأواصر القربي وروابط التاريخ في هذا الموقف ؟
الإعلام المصري هو الآخر فقد عمل على السخرية من السودان والسودانيين فجسّد صورة المواطن السوداني في شخصية البواب وقدّم صورة شائهة عن السودان لدرجة أن الكثير من الإخوة المصريين ما زالوا يعتقدون أن جارهم الجنوبي بلد تعيش فيه الأسود والسباع إلى جانب الإنسان
حتي أنهم جعلوا الخليجيين يوقفون الدعم للحكومة السودانية من أجل مناصرة مصرفي قضية سد النهضة ولكن ليعلم أهل مصر الرسمية أن كانت الدولة السودانية تعاني أقتصاديا فلن تبيع حلايب ولن تصمت علي ما فعله في جزء عزيز من الوطن وسوف نعاني ككل دول من الازمة الاقتصادية بعد جائحة كوروناولكن لن تغيب عن عيوننا أفعال مصر وأختزالها لحقوقنا في شعارات جوفاء !
هذا قليل من كثير وسوف يرون قريبا ونحن علي يقين سوف تعود مصر الرسمية الي رشدها ذات يوم وأضعف الايام ينقلب ميزان القوي لصالح السودان ونحرر حلايب عنوة وهذا نكره فعله بأهلنا.
zuhairosman9@gmail.com

مقالات ذات صلة