مقالات وآراء

جماعات المتطرفين الإسلاميين : هل هى اخويات للمرضى الذهانيين والمعقدين نفسيا؟

بقلم عثمان نواى

ان فوضي التيارات التى تدعى انها إسلامية وتركب أمواج السياسة والبزنس والتجارة بكل شيء بدءا من الدين وصولا الى لحوم البشر، هذه التيارات فى عمقها يبدو أنها مجرد اخويات لعدد كبير من المعقدين نفسيا والفاشلين وأصحاب الاضطرابات التى ترقى الى الذهان وخاصة ان معظمهم أقرب الي وصفهم بانهم مجموعة من ال psychopaths. ويتصف المرضي الذهانيين او السيكوباث انهم اعداء للمجتمع لأنهم يشعرون بعدوانية حادة اتجاهه كما انهم قادرون على قمع الناس وممارسة العنف وارتكاب أبشع الجرائم دون تردد. هذا على الرغم من انهم دوما أشخاص اذكياء جدا وعادة يكونون ناجحين اكاديميا وفى البزنس هم دوما من أهم رجال الأعمال والسياسة ولكن وصولهم الى أعلى مرتبة مرتبط بقدرتهم على سحق الناس تحت أقدامهم دون الشعور باى ذنب.

ان مدعى التدين من التيارات الإسلامية هم فى غالبهم يخفون رغباتهم المريضة خلف ستار التدين وقدرتهم على سحق انسانية الآخرين وحقوقهم دون الشعور بالذنب، وتلك الرغبات الجانحة التى يخفونها تحت تبريرات فتاوى وافكار متطرفة تبرر ممارساتهم وتحميهم من العقاب على قمعهم لحقوق الآخرين فى سبيل تحقيق رغائبهم وتعينهم على اخضاع الناس لسلطتهم المقدسة دون مسائلة او قدرة على التمرد عليهم، باعتبار انهم ممثلين لصوت الله فى الارض. بينما هم حقيقة لا يمثلون سوى امراضهم فى حب السلطة والمال والشغف المرضي بالجنس بكل أنواعه المحرمة دينيا منها قبل المباحة. يتضح هذا الخلل الكبير فر التركيب النفسي لهؤلاء المدعين التدين فى استهدافهم المباشر للفئات المهمشة والضعيفة فى المجتمع مثل الفقراء والنساء وصغار السن. كما انهم يستهدفون بعنف كل المجتمعات التى تختلف عنهم فكريا وثقافيا بشكل عنيف وتمييز مفرط يؤدى الى خلق حالة من استلاب الحقوق والحريات الإنسانية للاخرين تصل الى حد الإبادة، وهذا ما حدث مع كيزان السودان مثلا.
ومن هذا التناقض فى التكوين النفسي اجتمع هؤلاء المختلين معا من أجل ان يغيروا العالم بطريقتهم العنيفة متخذين بذكاء الدين غطاء لممارسة كافة أشكال القمع واخضاع الآخرين لرغباتهم ولكنهم يفشلون فى غايتهم الكبرى، اى تكوين الدول و تشكيل العالم على هواهم، وان نجحوا فى صناعة كثير من الألم والاضطرابات للافراد والمجتمعات والدول عبر التاريخ. وهم الحقيقة المسؤولين الرئيسيين عن ارتفاع نسب الإلحاد والبعد عن الدين على العكس تماما مما يدعون. فقد حولوا العلاقة مع الله الى نقاب وحجاب وجلباب وحركات ميكانيكية فى العبادة أصبحت كأنها عداد مترى للحسنات، وكان العبد هو الذى سيطالب ربه بدفع قيمة العبادات التى قام بها فى الدنيا يوم القيامة.

ومن اهم دلالات محبة هؤلاء مدعى التدين للدنيا هو انهم يتلونون ويتشكلون دون مبدأ،هم فقط مع ما يحقق مصالحهم، ولا يبرح العنف والقبح أفعالهم ولا أقوالهم. وسلاطتهم فى الدفاع عن الدين تنبع فقط من الدفاع عن مصالحهم المرتبطة بالدين كغطاء ومبرر لها، لا فى الدفاع عن الدين نفسه . لذلك الدخول في معركة مع هؤلاء يتطلب من كل القوى الواعية فى المجتمع ان تصنع درعا واقيا يمنع فساد هؤلاء من التسرب الى المجتمع. وقد رأى المجتمع السودانى ما فعل الكيزان به. ليس على مستوى السلطة بل على مستوى فساد الأخلاق والقيم واعلاء مبررات الفساد والعنف فوق قيم التسامح والأمانة. لذلك فإن المعركة مع الإسلاميين تبدأ من المنازل ومن المدارس ومن الإعلام والمناهج ومن الفنون والدين الحقيقي غير المستلب من قبل المهوسين، وكل آليات بناء القيم وتربية الروح والنفس الإنسانية وعلاج مثالبها. كما ان العدالة والمساواة وتحقيق الكرامة الإنسانية هى التى تمنع استيلاد وتزايد اتباع الشخصيات المشوهة المتطرفة والسيكوباتية من قليلى الحيلة والوعى. فكلما كان الفرد ممتلكا زمام أمره وعيا وكرامة وغير خاضع لقيود الفقر والجهل، كلما كان عصيا على أن يتم استغلاله على يد هؤلاء المختلين، الذين يريدون قيادة الأفراد والمجتمعات الى التطرف والاوهام والعنف.
nawayosman@gmail.com

مقالات ذات صلة