الأخبار

الصادق المهدي: قرنق سعى لمحو الهوية العربية في السودان واستبدالها بأخرى علمانية أفريقانية

الخرطوم: صوت الهامش

اتهم الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي المعارض ورئيس الوزراء الأسبق، اتهم السياسي اليساري البارز ووزير الخارجية الأسبق منصور خالد، بتضليل مؤسس وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق – بأن أدخل على الأخير أنه يمكن أن يصبح حاكما للسودان على نحو ارتفعت معه طموحاته في هذا الصدد.

وأضاف المهدي في حوار أجراه مؤخرا مع وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن منصور خالد يجسد موقف قوى يسارية، اعتبرت قرنق بمثابة “بلدوزر لكنس مسألة الإسلام السياسي في السودان”؛ وترفض تلك القوى اليسارية، الهوية الإسلامية العربية للبلاد، وترى أن العرب في السودان غزاة، ومن ثم تحاول تلك القوى صنع هوية مضادة علمانية أفريقانية.

وتطرق المهدي في حواره إلى الحديث عن دستور قومي دائم للبلاد يتراضى عليه السودانيون، مشيرا إلى أهمية قيام هذا الدستور على أساس من التوافق بين النظرة الإسلامية واستيعاب الآخر غير الإسلامي في إطار ديموقراطي يحترم حقوق الإنسان.

ورجح المهدي أن تجد هذه الدعوة لدستور جديد، تأييدا وسط ما تشهده الساحة السياسية الآن من استقطاب حاد جدا على نحو ينذر باشتعال حروب أهلية بمختلف الأشكال جهوية وعنصرية وقومية إنْ لم يوجد دستور متفق عليه؛ قائلا: “لابد من تقديم دستور يستفيد من تجارب السودان الديموقراطية والاوتوقراطية لانني أعتقد أن التجربة الديمقراطية بها نقائص وقد أعطتنا مفاهيم ودروسا وآمل أن يبنى الدستور الجديد علي الدروس المستفادة من التجربة الديمقراطية والتجربة الاوتوقراطية”.

وأعلن المهدي عن نيته التنحي عن العمل الحزبي والاتجاه أكثر إلى السياسة العامة في العالم العربي والإسلامي والعمل المؤسسي، قائلا: “أريد تأسيس معهد للحوكمة من شأنه تدريب السياسين والشباب رجالا ونساءً الذين يريدون أن يعملوا في المجال السياسي ، لانني لاحظت أن لكل مهنة لها معاهد تدريبية إلا العمل السياسي ، فيأتي أناس للسلطة دون أي خلفية عن الحكم وماذا يعني هذا الحكم لذلك يحدث ما يحدث من تخبط”.

وفي مقابلة سابقة مع هيئة الإذاعة البريطانية في شهر فبراير الماضي، قال المهدي إن حكومة الرئيس عمر البشير قد “قضت نحبها” بعد فشلها في إيقاف الحرب الدائرة في البلاد وتردي الوضع الاقتصادي، مشددا على أنها “فشلت حتى في تحقيق الشعارات التي رفعتها”.

وشكك، المهدي خلال تلك المقابلة، في إعلان الرئيس البشير عن عزمه التخلي عن السلطة بحلول العام 2020 وعدم الترشح لدورة رئاسية جديدة، قائلا إن البشير أكد أكثر من مرة أنه لن يترشح لكنه يعود وينقض وعوده، مضيفا “الأهم بالنسبة لي هو أن نتفق على دستور دائم لنحدد كيفية حكم البلاد على نهج ديمقراطي”.

مقالات ذات صلة