مقالات وآراء

اطفال جبال النوبة و دولة الجلابة

الصور البشعة لاطفال قطعوا اربآ اربآ بطائرات نظام الخرطوم ، التي وردت من هيبان بجبال النوبة ، قلبي تقطع المآ و ابكاني ____ كيف يحدث هذا ؟

نعرف ان الشعوب السوداء ( من دون زيف ) تتعرض للتطهير العرقي و ابادة الجماعية منذ عهد الاول للسودان الحديث ما بعد الانجليز ، نعلم جيدا ان المستعمر الخارجي سلم مقاليد السلطة لمستعمر داخلي يزيد في البشاعة و الدناءة من الانجليز انفسهم ، اقلاه كان الخواجة واضح لكننا نتعامل مع سلطة مركزية مجرمة تمثل مصالح اقتصادية و اجتماعية و سياسية و ثقافية للعرق العربي في السودان ، تتلون بلباس وطني زائف احيانآ وفي اخري بلباس ديني كاذب كي يستمر فقط ، كل هذا القتل كي يستمر العنصر العربي في الهيمنة علي السودان دون الاخرين ..

جبال النوبة او شعب النوبة من اكثر الشعوب السودانية المهمشة و هذه لا تنكره العين الا من اراد التدليس و استمرار الوضع كما الان ، شعب النوبة الذي أوجد في هذه الارض كشعب اصيل منذ قديم الممالك في افريقيا اجبر علي التراجع عن الاراضي الخصبة و المحازية للنيل و اغتصابه من قبل مجموعات عربية وافدة من خارج افريقيا عبر بوابة دنقلا بشمال السودان بغطاء نشر الدين احيانآ ، و طلبآ بالتجارة و الرزق احيانا اخري ..

المناضلون من امثال يوسف كوة مكي و عبدالعزيز الحلو و اخرين تصدوا لهذه الحملات بكل شجاعة و بسالة و لو لم يكن المقاوة موجودة لازدادت المعأناة اكثر من الان ، اذآ الذي حدث غزاة لا يكلون طمعآ في الارض و الانسان و المال معآ و شعوب مسالمة تحارب و تقاوم من اجل ان تكون الحياة ممكنة ومن اجل كرامتها الانسانية و تدافع عن ارضها و عرضها و مالها و ثقافتها …الخ .

لماذا الاطفال ؟

كنت شاهدآ و مشاركآ في عمليات مقاومة الجنجويد ( مليشيات عربية محلية مدعوة من الخرطوم ) ، الذين يغيرون و يغزون مناطق و اراضي الزرقة ( مصطلح محلي يقصد به الافارقة السود في دارفور ) ، بغرض نهبها و قتل ما يلحق اليه اياديهم و حرق ما وقعت في دائرتهم ، كان ولا زال المقاوة مستمرة …

لسنا نحتج و لا نبكي و لا ندين إن قتل الجنجويد ___ الثوري الذي يحمل سلاحه في ارض المعركة ، فشهداء الثورة سقطوا مقاتلين بسلاحهم في ارض المعارك و هذا نعتبره شرف ان تقاوم و تموت من اجل العرض و الارض و النفس ، لكن المؤلم حقآ و الذي يفطر قلبنا و كل من له ضمير حي ، ان يطال القتل الأطفال و النساء و العجزة و ان يطول ايديهم في حرق البيوت و دفن الابار و سرقة ما يقع في اياديهم ..

كيف تقتل طفلا ؟ اين الشهامة و الشجاعة و الفروسية ، أليست الشجاعة ان تقابل الرجل كتفآ بكتف وسلاحآ بسلاح و تتعاركوا كما تريدون و الي ما تقدرون ان قتلته فهو مات مدافعآ عن نفسه و إن قتلت انت كان لك شرف الدفاع عن نفسك …
الذي حدث في دارفور هو الذي يحدث في النيل الازرق و هو الماثل امامنا في جبال النوبة و قبله في جنوبنا الحبيب ، والشرق المنسئ _____ العدو واحد نفس المليشيات ، العقلية هي نفسها و القتل في نفس صورها و الدناءة كما هي و الشخوص هم انفسهم لا يزالون يحرقون و يقتلون و يسلبون قوت الابرياء و النتيجة الواحدة تطهير عرقي و ابادات جماعية في كل ركن من الهامش الكبير ، و …..الخ …

الوجدان السوداني المشترك ؟

كم شهدت نساء سودانيات يتظاهرن في شوارع الخرطوم و يبكين بدموع حارة لأن طفلآ فلسطينآ قتله جيش دفاع الاسرائيلي ( من المبدأ انساني نرفض قتل الفلسطيني و الاسرائيلي البرئ) ، كم صرخ رجلآ مسنآ خرطوميآ في منبر للصلأة و استنجد و تضرع ان ينصر الله المسلمين في غزة و العراق و الان اليمن ، و التدرع الي الله ان يدمر اليهود و النصاري و الكفرة …..

يا للعار !!!

نفس المرأة و نفس الرجل المسن و هذا الطالب و الموظف و رجل الاعمال الناجح جدآ و ….الخ بعد مسيرات دعم و نصرة فلسطين و الامة العربية و الاسلامية يتفرغون و يتظاهرون و يصوتون لرمزهم ( الشجرة الغبيثة ) نصرة ودعمآ للبشير الرئيس الاسد النتر القوي الامين الحامي البلاد من الماسونية و اطماع النصرانية الغربية الكافرة و المتمثلة في متمردي الهامش الكبير ، و لا يلتفت و لا يهن له قلبه و لا يرجف له جفنه لصور قتلي البشير و يغالطون و يبرورون لسقوط ضحايا البشير ، و الأنكئ تجدهم يحملون ( بضم الياء و كسر الميم ) الضحية مسئولية هلاكه و معأناته متناسين ان دولتكم ( دولة الخرطوم ثم شمالآ ) هي من مارست القتل و سرقت موارد وقوت الاخرين و طمست هويات و ثقافات الاخرين ، و تعاونت و يا للعار !!! مع الغريب الاجنبي المستعمر من تجسس علي ممالك السودان القديمة و تمهيد الطريق للقادم من الخارج و جمع الضرائب و الاتاوات و تجارة الرق و مشاركة العدو في معاركه مع مقاومي المستعمرة مقابل امتيازات للأن يدفع السودانيين ثمنها ، التاريخ سطر كل شي …

هل هنالك ضوء ؟

يكمن في الاعتراف قبل شئ بجرائم دولة الجلابة و الاتفاق علي وطن يتساوي فيه الجميع بوثيقة عقد اجتماعي جديد ( حقيقي ما طلس ) …

لا يتم هذا الا بتغيير اخر سلسلة من دولة الجلابة متمثلة بنظام البشير و كنس اعوانه ، و ترك و دعم العدالة كي تجري في مساره الحقيقي ، و التوافق السياسي التام علي شكل الحكم في الفترة الانتقالية مع مراعاة تراكم الغبن و المظالم التاريخية ….

ايضآ كمدي بعيد لابد من اعادة كتابة تاريخ السودان الحقيقي بدلآ عن التزيف و نجر التاريخ حسب هوي و مصالح دولة الجلابة الماثلة …

اخيرا
الرحمة و المغفرة لشهداء السودان
و الشفاء العاجل للجرحي و المعوقين
و الحرية للأسري و المخطوفين و المعتقلين

ثورة حتي النصر

TAMTE HANO MOURA

مقالات ذات صلة