مقالات وآراء

” أحفاد الحسـاد” !

عبد المنعم سليمان
يجري “الحسد” في دماء السودانيين مجرى الدم .. وقد صدق البروفيسور “عبدالله الطيب” في قصته ، حين قال : انه بعد إنهيار سد مأرب هاجرت القبائل العربية من المنطقة متجهة إلى افريقيا ، وصلت (7) من تلك القبائل إلى السودان ، (5) منها كانت معروفة بانها من ” أحسد ” قبائل العرب ، استقرت هذه القبائل العربية “الحاسدة” في السودان وامتزجت بدماء أهله ، ومنها بدأ تاريخ الحسد في بلادنا .. وبدوره شبه المثقف الكبير والسياسي الأكبر دكتور / “منصور خالد” .. شبه “حُساد” السودان بـ”كلب القرية” : يلهث خلف كل عربة مارة فإذا وقفت غفل راجعاً عنها لينتظر عربة أخرى يجري خلفها .. اما المفكر الدكتور “حيدر ابراهيم” ، عالم الإجتماع المرموق ، فقد قال لي في زيارتي الأخيرة له قبل وعكته الأخيرة – شفاه الله ورعاه – ان مشكلة السودان الأولى ليست في ” الفقر” ، لأن الفقر نتاج أسباب سياسية معلومة ، سيزول بزوالها ، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في “الحسد” ، وهو نتاج سلوك يتربى عليه أهل السودان كابرا عن كابر !
السؤال الذي يحيرني حقيقة ولا أجد له إجابة .. ان أهل بلادنا يمتازون بالكرم : فكيف يجتمع الحسد بالكرم ؟؟ أي نفس مشوهة هذه التي تحتمل الشيئ وضده ؟! لا شك ان كل هذا التشويه الذي نراه أمامنا سببه تلك النفس الكريهة غير المطمئنة ، التي زادها الشائهين من “دعاة الشريعة والاسلام” قبحاً وتشويهاً .
بالنسبة لي – وعن تجارب شخصية – استطيع القول بلا تردد أو تلكؤ بان “أحسد” و”أخس” وأتفه و”أجبن” من خلق الله على هذه البسيطة هم من يسمون أنفسهم بـ”النخبة السودانية” رجالاً ونساء ، إلا فئة قليلة – لا تُعد – وأجزم بان هذه الفئة القليلة لم يصل أسلافهم إلى البلاد من نواحي “سد مأرب”.
هذه مناسبة كي أشكر الله وأحمده بان أجدادي القدامى قد قدموا من “بلاد الحبشة” ، ولم يأتوا من نسل الخسة والحسد والغيبة .. وانا أفخر بهم كثيراً ، رغم رعونة جدنا الأكبر “أبرهة الأشرم” – صاحب الأفيال – وسيرته التي لا تزال تقبح وجه العائلة الكبيرة ، ومع ذلك لم يكن حاسداً أو واشياً أو جبانا بل كان فارساً مقداماً وجسورا ، رغم مغامراته وتهوره ، ولهوه مع ” طيور الأبابيل” .
اللهم اني أبرأ إليك مما فعل “جدي” ، وما يفعله أحفاد ” الحُسـاد”.

مقالات ذات صلة