مقالات وآراء

لماذا التغاضي عن توظيف احتياجات شعبنا

الثورة التي انطلقت في دارفور تهيأت لها ظروف و عوامل محددة دعت للأنتفاضة الشاملة علي المركز الذي كان يحكمه النظام البائد، وصلت ذروة غضب الشعب هناك بعد تصرفات أستفزازية و حمقاء تمثلت في القتل خارج نطاق القانون.

– تبني مجموعة من الشرفاء العمل العسكري في بداية مع انعدام الإمكانيات المادية و الخبرة السياسية التي تستطيع مواجهة دولة بكامل إمكانيتها المادية و اللوجستية و كذلك علاقتها الدولية و قدرتها علي الاستقطاب الداخلي عن طريق الترقيب و الترهيب. و كانت النتيجة معركة غير متكافئة استشهد فيها عشرات الآلاف من الثوار و مئات الآلاف من المواطنين العزل و أفرازات اخري من نزوح و لجوء و ضياع مستقبل اجيال تجاوزت أعمار بعضهم العشرون عاما اليوم وهي أقل من سنوات الحرب بسنتين.

– انضم كثير من الناس العاديين للثورة نتيجة احساسهم بالظلم أناس لا يؤمنون بالأيدلوجيات السياسية او الاستقطابات القبلية، و دفع كثير منهم ارواحهم من اجل فكرة إزالة الظلم و رد الحقوق.
-بعد حوالي عقدين من الحرب و النزوح و التشرد تظل احتياجات شعبنا كما اليوم الاول لخروج اول رصاصة اعلنت فيه بداية الثورة لا جديد سوي معالجة الإفرازات الناتجة عن الحرب و تحقيق المطالَب التي تزيل التهميش و الظلم.

– عدم استيعاب هذه المطالَب و التمدد الي قضايا و مواضيع اخري ليست ذات صلة بالاهداف التي قامت من اجلها الثورة تعد رفاهية لا يستفيد منها من يلتحف الارض و يتغطي بالسماء. و تعد مشاريع و رؤي ربما تنجح او تفشل في المسيرة السياسية الطويلة و من الخطأ ربطها بقضايا الشعوب و مصيرها.

-نعم للتنظيمات الثورية كامل الحرية في تبني خيارتها الايدلوجية التي تعتقد بأنها الأمثل لتحقيق مشروعها السياسي و لكن عندما تتحول هذه الرؤية الي نِغمة تهدد مشروع الثورة التي قامت دون لون سياسي هنا تأتي ضرورة فصل المشروع السياسي العام عن مشروع الثورة حتي لا يذهب المشروعين ادراج الرياح.
تظل الثورات المطلبية خاصة الداعية الي ازالة التهميش هي الأصل و الحامل لجميع المشروعات السياسية لان المجتمع الذي ثار ابناءه من اجله من المحال ان يكون متوحدا في رؤية سياسية واحدة، و الخطورة تكمن في التنافس الايدلوجي و التناقض الناتج عن الاختلاف في التوجهات السياسية التي ربما تجهض الثورة او تؤدي الي تغذيهما.

-اذاً ضرورة استيعاب المرحلة الثورية و تفهم الاحتياجات الاساسية للشعب خصوصا المتأثرين بالحرب بصورة مباشرة امر لا بد منه حتي لا تدخل الثورة مرحلة انحراف خطيرة مبنية علي الاستقطاب الايدلوجي الشعب في غني عنها قد ذاق الناس في السودان بصورة عامة مرارتها لعقود و لا تزال مستمرة.
ادم يعقوب

مقالات ذات صلة