قضايا

انقذوا الطلاب من سجون الامن

 

حسن اسحق
حسن اسحق

اسلوب قهر المخالف للدولة او المبدي اعتراضا لسياستها في واقع دولتنا الحالي يؤكد ان المنظومة الحاكمة منظومة قهر سياسي دائم ، ليس لها رغبة في تقبل الاخر المخالف ، السجون وزنازين الامن بها اعداد كبيرة من المعتقلين السياسيين ، وفئة الطلاب في الفترة الاخيرة كان لها حظ تعيس من ذلك العدد ، الطالب محمد بقاري المحكوم عليه بالاعدام بتهمة قتل طالب في جامعة شرق النيل ، بعد ان حكم علي بقاري 5 سنوات ، واستؤنف الحكم ، وصار حكما بالموت ، انها سياسة الكيل بمكيالين ، اؤكد ان السياسة يجب ان لا يستخدم فيها اسلوب العنف المضاد ، كما يحدث دائما في الجامعات السودانية ، يفتعلها النظام لادراكه ان منابر الجامعة لها تأثير سياسي ووعي مستنير ، لذا يريد اضعافها بهذه الفوضي المخطط لها امنيا ، الحزب الحاكم يستخدم سياسة تصفية المعارضين له بالاغتيالات المتكررة من دون ان تقوم السلطات بتحقيق حول حوادث القتل ، لو لذر الرماد علي العيون ، لكن في قضية الطالب المحكوم عليه بالاعدام ، سارعت الشرطة بفتح تحقيق كامل وشامل حتي وضعت رقبة بقاري علي (مقصلة) الاعدام ، اين قاتل الطالب علي ابكر موسي ادريس ؟ اين قاتل طالب جامعة الاهلية ؟ اين قاتل جامعة كردفان ؟ اين واين واين ؟ كل هؤلاء الطلبة بالنسبة للحكومة معارضين يستحقون ما حدث لهم ، هذا ليس قولي ،بل قول الحكومة في صمتها غير المنطقي ، لذا لا يستحقون تحقيقا شاملا ، لكشف حيثيات الجريمة ..

من سخريات القدر ان طالب جامعة الخرطوم عاصم عمر متهم بقتل شرطي مجهول الهوية اين الان ، لا احد قرأ خبرا او سمع اشاعة ان شرطيا قتل ، عندما اندلعت احتجاجات رافضة لبيع جامعة الخرطوم قبل اشهر ، اعتقل عاصم اكثر من شهرين دون اسباب قانونية موضوعية ، واخيرا وجهت اليه تهمة القتل العمد المادة (130) وهي عقوبة قد تصل بالمتهم ان يذهب الي مقابر (احمد شرفي) ، وطلاب اخرين بين زنانزين الامن صباح الزين ، وبخيت عبدالكريم وغيرهم ، كل هذه اساليب لقهر المعارض والمخالف للانظمة الامنية القمعية في السودان ، كل من يحاول ان يعارض السلطة الحاكمة ، عليه ان يواجه ما عاناه عاصم عمر ، وصباح الزين ، بخيت عبدالكريم ،ومحمد بقاري ، قد تختلف المصائر بين توجيه تهم القتل العمد او حكم نهائي بالاعدام ما حدث للطالب محمد بقاري ، او اعتقال تعسفي دون توجيه تهمة محددة ، حبس خارج اطار القانون ، في العاصمة الخرطوم ، ليس بها قانون طواريء حتي يظل هولاء بين زنانزين الامن .

المناشدات التي يقوم بها المهتمين والناشطين علي مواقع التواصل الاجتماعي ، واطلاق مبادرات لانقاذ بقاري من مقصلة الموت ، (أنقذوا بقاري) ، وايضا اطالب بمبادرة ان تكون قوية ومؤثرة (انقذوا عاصم ) لا احد يعرف ما الذي سينتظر عاصم الذي سيمثل في التاسع من اغسطس الحالي امام المحكمة تحت المادة (130) القتل العمد ، ولا نعرف ما الذي تخطط له السلطات المشتركة والمتواطئة كالشرطة والامن للايقاع بعاصم ؟ ، علي الجميع ان يكونوا حضورا يوم التاسع من اغسطس امام المحكمة ، والضغط علي السلطات ان تفرج عن عاصم البريء ،وغيرهم من الطلاب المعتقلين ، الي الان كثيرون لا يعرفون من هذا الشرطي الذي قتله عاصم ؟ ، ما اسمه واين يسكن في الخرطوم ؟ ، الا انه (شبح شرطي) يعرفونه فقط من دبروا تهمة القتل للطالب عاصم عمر للنيل منه ، وهذه اشارات تهديد لكل طلبة الجامعات السودانية ، من يعارض سيكون مصيره كعاصم ، من لم يعاني نفس مصير عاصم عمر ، سيكون مصيره كصباح الزين ، وبخيت عبدالكريم المتواجدين في زنانزين القهر الاسلامي ، (كلنا عاصم ) ، والقاتل معروف منذ 26 عاما ما زال يمارس نفس هواية القتل وتدبير المكائد بمعارضيه .

مقالات ذات صلة