مقالات وآراء

الكذاب مالك عقار اير.. ما هي المناطق التي تسيطر عليها في النيل الأزرق!..

عبد الغني بريش اليمى فيوف

تحت عنوان (الحركة الشعبية: تدعو الامم المتحدة لتوضيح طبيعة عرضها للمساعدات الإنسانية)، قال الكذاب مالك عقار اير الذي يعيش وضعا نفسيا سيئا للغاية منذ الإطاحة به من رئاسة الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال لصالح الفريق/عبد العزيز آدم الحلو وجوزيف تكه في مارس من العام 2017م. قال:

(الأسبوع الماضي أثارت وسائل إعلام الخرطوم جلبة كبيرة حول عرض إنساني جديد تقدمت به الأمم المتحدة، ولكن الأمم المتحدة نفسها لم توضح طبيعة عرضها الذي تقدمت به أن وجد، من جانبنا في الحركة الشعبية ندعو الأمم المتحدة لتوضيح طبيعة عرضها في حالة وجوده عبر إتصالات رسمية ومعلنة، إذ أن ذلك يهم أكثر من مليون مواطن حرموا من حقهم في المساعدات الإنسانية على مدى سبع سنوات في مخالفة للقانون الإنساني الدولي.

فأي عرض جدي يمكن أن يحل الأزمة الانسانية في المناطق التي نسيطر عليها سيجد الترحيب، إذ أن القضايا الإنسانية تأخذ مقعدها قبل السياسة ولدينا تجارب ثرة في هذا المجال.)

((مدارات جديدة أو شمارات جديدة+ الراكوبة + سودانايل + الحوش + مواقع التواصل الاجتماعي))

يقال، شر البلية ما يضحك وإذا لم تستح فاصنع ما شئت.. فمالك عقار اير الذي أطاح به مجلس تحرير “المنطقتين” يدعو الأمم المتحدة لتوضيح طبيعة عرضها للمساعدات الإنسانية وكأنه له جيش شعبي ومناطق محررة يسيطر عليها في المنطقتين ومواطنين يدافع عنهم، وكأنه لم يعش كاللاجئ متنقلا بين العاصمة اليوغندية كمبالا والفرنسية باريس، وكأنه لم يتخلى عن السلاح ويدعو المعارضة السودانية الاستعداد للمشاركة في انتخابات البشير لعام 2020م!.

العرض الذي لا يعرف عنه مالك عقار اير شيئا ويدعو الأمم المتحدة للإفصاح عنه، هو ذات العرض الذي تفاوض عليه ياسر عرمان سابقا في أديس ابابا بتوجيهات من مالك عقار قبل الإطاحة به من قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، وقبل أن تدخل 80% من هذه المساعدات الإنسانية من داخل السودان -أي من مناطق سيطرة النظام، و20% تدخل من ميناء أصوصا الأثيوبي، وهو الأمر الذي رفضته الخرطوم واعتبرته تعديا على سيادتها.

الجديد في الموضوع هو قيام الأمم المتحدة بإعادة طرح عرضها مجددا على نظام الخرطوم الذي قبل بها هذه المرة، لكنه أصرّ وتشدد على نقل تلك المساعدات عبر أراضيه والاطلاع على محتواها، ورفض أي مقترحات بنقلها دون الاطلاع على محتواها أو خضوعها للإجراءات المتعارف عليها دولياً.

كما قامت الأمم المتحدة بإعادة طرح مبادرتها تلك على قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال بالمناطق المحررة بالمنطقتين، إلآ أنها أكدت على موقفها الثابت الرافض للمبادرات المتعلقة بتقديم الاحتياجات الإنسانية للمواطنين المتضررين في مناطق سيطرتها وتصر على أن تصلهم تلك المساعدات عبر محطات خارجية دون أن تمر بأي إجراءات حكومية.

إذن الأمم المتحدة فعلا طرحت مبادرتها القديمة مجددا لكن على الجهات المعنية فقط، والمعنيان بالأمر هنا، هما النظام السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال بكاودا ويابوس، وليس الحركة الشعبية الإسفيرية المتنقلة بقيادة عقارمان. وهي -أي الأمم المتحدة ليست غبية حتى تتعامل أو تخاطب حركة شعبية اسفيرية موهومة عاجزة عن اتخاذ قرارات شجاعة وبيعها “النخال للسودانيين” كلما “كان البحر هائجا” وموجبا لغضبة من الغضبات.

عندما قرر مجلس تحرير المنطقتين كأعلى سلطة بغياب مجلس التحرير القومي الإطاحة بمالك عقار من رئاسة الحركة الشعبية، كان عليه احترام تلك القرارات، لكن لأنه رأى في نفسه إلهاً لا يعجز عن شيء، ولا يخضع للقوانين التي يخضع لها أعضاء الحركة الشعبية، وبأنه جاء وأصلح بما لم يكن له مثيل حتى في حياة الراحل قرنق. رفض هذه القرارات الأمر الذي أدى إلى طرده ومنعه نهائيا من دخول الأراضي المحررة، فلماذا يحشر مالك عقار اير أنفه في أمور الحركة الشعبية والمناطق المحررة ومواطنيها؟

الكذب مدان ومرفوض في كل المجالات، ولا يعد عيباً أخلاقياً فقط بل آفة أخلاقية. لكن يبدو أن مالك عقار لا يعنيه هذا، فقد تحولت السياسة عنده من فن الممكن إلى الكذب الممكن، ليعمل بالمقولة الشهيرة :(كلما كبرت الكذبة كلما سهل تصديقها) ليقول: (فأي عرض جدي يمكن أن يحل الأزمة الانسانية في المناطق التي نسيطر عليها سيجد الترحيب، إذ أن القضايا الإنسانية تأخذ مقعدها قبل السياسة ولدينا تجارب ثرة في هذا المجال)، والرجل لم تطأ قدمه أرض النيل الأزرق منذ مارس من العام 2017م، وليس لديه ولو عسكري واحد ولا قرية صغيرة يسيطر عليها هناك.

يقال إن حبل الكذب قصير وقصير جدا، وهذا صحيح في كل أشكال الكذب وأحواله، ولن يستطيع أحد ما مهما حاول انتهاج من أساليب الخداع والتمويه أن يمد الحبل إلى أقصى ما في وسع الأكذوبة أن تمتد إليه قبل أن تنكشف وتسفر عن وجهها القبيح وعن كونها فعلاً شائناً بكل المقاييس الأخلاقية والإنسانية. وليتوقف مالك عقار عن الكذب وإلآ ليثبت للسودانيين ويريهم المناطق التي يسيطر عليها في النيل الأزرق بالصوت والصورة، وذلك من خلال زيارة ميدانية يقوم بها هو شخصيا وبصحبة وسائل اعلام وصحف مستقلة دولية..

وفي الختام نقول لرفيقنا السابق مالك اير، إن المجتمع الدولي واقعي، يتعامل مع الواقع كما هو ماثل وليس مع الأوهام وأصحاب الوهم الذين يشكلون الواقع على هواهم وعلى قدر وعيهم الزائف دون الاعتداد بالواقع والشروط الموضوعية، فالواقعية كما يفهمها الرفاق في المناطق المحررة لا كما تعيش أوهامها أنت يا مالك وصحبك عرمان في باريس وبرلين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد