مقالات وآراء

نجح العصيان المدني وفرض واقع سياسي جديد في السودان

بقلم محمد فضل علي

نجح العصيان المدني في يومه الاول بطريقة لايتطرق اليها الشك وفرض واقع سياسي جديد وخيبت حركة الشارع السوداني في اليوم الاول من هذا العصيان امال الكثيرين من اعوان النظام الذين راهنوا علي فشلة وتهكموا من احتمالات نجاحة فبدت شوارع الخرطوم خاوية علي مدي البصر الا من حركة ضعيفة ومتقطعة.
نجحت بدايات العصيان المدني علي الرغم من ضعف الامكانيات وقلة الحيلة ورغم الغياب القسري الطويل للحريات والهجرات التي طالت رموز معتبرة لاحزاب وكيانات غادرت البلاد مطلع التسعينات الي دول الجوار العربي والافريقي التي شهدت بدايات العمل المعارض بمؤسساته السياسية والاعلامية وشبه العسكرية ثم الموجة الثانية من الهجرات الي ما وراء البحار.
الاجيال الجديدة من الحركة السياسية والجماهيرية داخل البلاد التي عاشت سنين طويلة في ظل اوضاع معروفة تعاني من القمع وتضييق الحريات قدمت تضحيات كبيرة وعظيمة علي مراحل واطياف من الشهداء وسجناء الحرية والضمير وقد استطاعت اخيرا كسر الستار القمعي واجبرت النظام علي التراجع وهو مكره عن بعض قراراته الاقتصادية ولكن الامر لم يتوقف عند هذه الحدود ولاتزال الساقية تدور .. اظهرت اتجاهات الرأي العام في اليوم الاول للعصيان ان الاغلبية الشعبية في السودان تدعم هذا الامر واظهرت ابتهاج منقطع النظير بنجاحه .
نتمني ان تحتشد القوي السياسة والاجتماعية في البلاد وتفاوض النظام علي الانتقال سلما ان اراد او عليه ان يتحمل التبعات الداخلية والخارجية التي ستترتب علي اي تصرفات مندفعة باعتبارة اول نظام حكم في السودان تعبر قضاياه الحدود .
sudandailypress.net

مقالات ذات صلة