الأخبار

الحكومة لـ) فرنسا) :نظام الوصاية الدولية تمت تصفيته قبل عقود

 

 

بورتسودان ـــ صوت الهامش

 

وصفت وزارة الخارجية عدم دعوتها من الحكومة الفرنسية التى تستضيف الاثنين المقبل مؤتمرا حول السودان بانه استخفافا بالغا بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول، أساس النظام الدولي المعاصر، واضافت الوزارة :”ينبغي تذكير منظمي ذلك الاجتماع أن نظام الوصاية الدولية قد تمت تصفيته قبل عقود من الزمان، وأنه اصلا لم يكن ينطبق على الدول الأعضاء بالأمم المتحدة مثل السودان الذي نال عضوية المنظمة الأممية منذ عام ١٩٥٦”.

 

 

 

وعبرت فى بيان لها اطلعت عليه (صوت الهامش)، عن بالغ دهشتها واستنكارها أن ينعقد هذا المؤتمر حول شأن من شؤون السودان؛ الدولة المستقلة وذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة ، دون التشاور او التنسيق مع حكومتها وبدون مشاركتها ، رغم أنها هي حصريا التي تمثل البلاد دوليا وفي شتى الهيئات والمنظمات والمحافل الإقليمية والدولية، وتتبادل التمثيل الدبلوماسي مع مختلف دول العالم بما فيها فرنسا نفسها.

 

 

ونبهت إن الإختباء خلف ذريعة الحياد بين من يسميهما المنظمون “طرفي نزاع” لتبرير تجاهل السودان في تنظيم هذا الإجتماع ، حجة لا قيمة لها، وأمر مرفوض، وسابقة خطيرة في العلاقات الدولية. فالمساواة بين الحكومة الشرعية، والجيش الوطني، من جهة، ومليشيا إرهابية متعددة الجنسيات تستهدف مؤسسة الدولة نفسها وتمارس الإبادة الجماعية وأسوأ إنتهاكات حقوق الإنسان، من الجهة الأخرى، من شأنها تقويض أسس الأمن الإقليمي والدولي، لأنها تشجع الحركات الإرهابية الشبيهة في أفريقيا والشرق الأوسط علي تصعيد أنشطتها الإجرامية لأنها ستكون ذريعة لقوى غربية لتجاهل سيادة الدول المتضررة و حكوماتها الشرعية بدعوي الحياد. هذا مع العلم ان رعاة المليشيا الإقليميين وجناحها السياسي سيشاركون في الاجتماع .

 

ولفتت الخارجية فى بيانها الى ان حكومة السودان كانت، ومن واقع مسؤوليتها ؛عن شعبها، سباقة في السعي لحشد الدعم الدولي اللازم لمواجهة الأزمة الإنسانية التي خلقها عدوان المليشيا ورعاتها الخارجيين، و بمبادرة من حكومة السودان ومشاركة عدد من الدول الشقيقة والصديقة انعقد المؤتمر الدولي للمساعدات الإنسانيه للسودان بجنيف، في يونيو 2023، قدمت خلاله تعهدات كبيرة بالمساعدات. ومن أجل حث المجتمع الدولي للوفاء بتلك التعهدات، انعقد الإجتماع الدولي رفيع المستوى في نيويورك في أكتوبر 2023 بالتعاون بين حكومة السودان والأمم المتحدة. إلا أن نسبة الوفاء بتلك التعهدات حتى الآن لم تتجاوز نسبة 5٪.

 

 

تابع البيان :”في ضوء ذلك فإن المطلوب هو الوفاء بالتعهدات السابقة بدلا من تبديد الموارد والجهود في عقد مؤتمرات جديدة، لن تعدو أن تكون مجرد مهرجانات سياسية ودعائية، ربما يستغلها رعاة المليشيا لإعادة تسويقها وغسل جرائمها، وتقديم الدعم لها تحت غطاء المساعدات الإنسانية” .

 

 

واضاف “تجدد الحكومة السودانية إلتزامها بتقديم كل التسهيلات الممكنة لحشد وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في كل أنحاء البلاد، فإنها تعيد التذكير بأن أقصر الطرق إلي إنهاء المعاناة الإنسانية في السودان هو عبر إلزام رعاة المليشيا بالتوقف عن تزويدها بالسلاح والمرتزقة والأموال ، لأن ذلك الدعم هو وحده ما يمكنها من مواصلة وتصعيد عدوانها على الشعب السوداني، كما حدث خلال الأيام الماضية حيث ارتكبت المليشيا مجازر جديدة ضد المدنيين بالقرب من الفاشر، وفي جنوب كردفان والجزيرة والنيل الأبيض”

 

ودعت الوزارة الى ضرورة ان يتخذ المجتمع الدولي موقف حازم ضد إستهداف المليشيا المعلن لقوافل المساعدات الإنسانية عبر المسارات التي تم الاتفاق عليها بين السودان والأمم المتحدة، كاحتجازها لمركبات اليونسيف وبرنامج الغذاء العالمي التي تحمل أغذية وأدوية الأطفال مخصصة لمعسكرات النازحين في شمال دارفور لاحتواء حالات سوء التغذية وسط الأطفال، واستيلائها على طائرة تتبع لبرنامج الغذاء العالمي، عرضتها هذا الأسبوع باعتبارها غنيمة حرب. وسبق للمليشيا ان نهبت أكبر مخازن برنامج الغذاء العالمي بالجزيرة واستولت على أغذية تكفي لأكثر من مليون ونصف من المحتاجين.

 

 

وقالت الوزارة ان لا يستغرب أن تتمادى المليشيا في جرائمها المريعة؛ طالما استمر تساهل القوى الغربية حيالها ، وصمت هذه القوي على تنصل المليشيا مما وقعت عليه في منبر جدة، والذي يمثل الإطار العملي لتوصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين .

 

واشارت الخارجية أن الشعب السوداني هو وحده صاحب الحق في إدارة شأنه العام، وتفويض من يرى لقيادته نحو تحقيق تطلعاته في السلام والديمقراطية والتنمية دون وصاية أو تدخل من القوى الخارجية مهما أدعته من حرص على سلامته ومصالحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *