مقالات وآراء

غسيل ” أشخاص” !

عبد المنعم سليمان
تمعّنوا أعزكم الله في هذه الصور المخزية التي تظهر زعيم مليشيات الموت المرتزق / “حميدتي” وهو يجلس مكرماً بين أعضاء مجلس ادارة نادي “المريخ” بمدينة الفاشر ، وذلك أثناء زيارته للنادي وتبرعه “السخي” بمبلغ (100) مليون جنيه ومعدات رياضية دعماً للنادي ! إنا لله ، ويا لبؤس الرياضة والرياضيين في بلادي 1! يا ترى ماهي الرياضة ان لم تكن الأخلاق ؟
لن نقول لهم من أين له هذا ، فالكل يعرف من أين له هذا .. فأمواله معلوم مصدرها للسابلة والعوام : نهب وسلب وسرقة وإرتزاق .. ولكن نقول لهم : لقد نجحتم في “غسيل الأموال” المتسخة ولكن لن تنجحوا في “غسل” الشخصيات القذرة .. فهذا الرجل تحديداً يعتبر أقذر وأنتن من عرفهم تاريخ السودان الحديث ، لن تستطيعوا “غسله” مهما أغدقتم عليه من الرتب والأوسمة والنياشين ، ومهما وضعتم من مساحيق الغسيل والتجميل على وجهه القبيح ، ولن تزيلوا الأردان الملتصقة به ولو صببتم عليه كل منظفات الأواني ومبيدات الحشرات الضارة..
ان هذا الرجل القميء الذي يقود مليشيات الجنجويد سيئة السمعة ، ليس محض “حرامي” حكومي حقير حتى “تحُلل” أمواله بالنصوص الدينية .. تلك النصوص التي صارت في عهد “أمير المؤمنين” الجديد “عمر” أكبر ماكينة تبييض للأموال المتسخة ، ولكنه مجرم وقاتل أجير ، قتل الآلاف من الأبرياء في دارفور ، واغتصب مئات الفتيات ، وشرد وشتت عشرات الآلاف من العائلات .. وأي محاولة لغسله وشطفه وتقديمه في صورة نظيفة وزاهية ، هي محاولة فاشلة لن يكتب لها النجاح ، لأن صورة ضحاياه أقوى من أن تحذف من الذاكرة ، ولأن ” جراح الضحايا فم ” .
قال الشاعر :
بالتمادي ،
يُصبِح اللص بأَوروبا مديراً للنوادي،،
وبأمريكا، زعيماً للعصاباتِ وأوكارِ الفساد،،
وبأوطاني التي مِن شَرعِها قَطع الأيادي،،
يُصبِحُ اللصُّ . . . زعيماً للبلاد !
مسكين الشاعر الكبير “أحمد مطر” لا يدري حتى الآن ان في بعض البلدان “التي من شرعها قطع الأيادي” أصبح “لصوص الحمير والماعز” قادة للجيش ورؤساء للنوادي – ويا للعار.
ان وطناً ينقلب سافله عاليه ، ويصبح مجرموه هم علية قومه ، يجب ان نبكيه ، ونُهيل عليه التراب وندفنه كما تفعل القطط مع خرائها .

مقالات ذات صلة