الخرطوم _ صوت الهامش
كشفت تحقيقات مشتركة أجرتها منظمة Bellingcat وصحيفة Daily Nation الكينية، عن وجود صناديق ذخيرة موسومة بعلامات رسمية كينية داخل مستودع يتبع لقوات الدعم السريع في منطقة قريبة من العاصمة السودانية الخرطوم، مما يثير تساؤلات جدية حول مدى تورط كينيا في النزاع السوداني.
أكد التحقيق، الذي استند إلى مقاطع فيديو صورها جنود من القوات المسلحة السودانية بعد دخولهم منطقة “الصالحة” جنوب أم درمان في 19 مايو، وجود صناديق ذخيرة تحمل علامات وزارة الدفاع الكينية، إلى جانب ذخائر تتطابق مع مواصفاتها كانت معروضة ضمن الأسلحة التي أعلنت القوات المسلحة أنها استولت عليها عقب استعادتها الخرطوم وأم درمان وبحري بالكامل في 20 مايو الماضي.
قال الباحث المتخصص في الشأن السوداني ومدير مجموعة Conflict Insights Group، جاستن لينش، إن العثور على هذه الصناديق يشكل دليلًا إضافيًا على الدعم السياسي واللوجستي الذي تقدمه كينيا لقوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن ذلك يتزامن مع زيارة سابقة للجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى نيروبي، أعقبها منح الإمارات قرضًا تجاريًا بقيمة 1.5 مليار دولار لكينيا.
أوضح التحقيق أن الصناديق الكينية تعود إلى ذخائر من عيار 14.5×114 مم خارقة للدروع، وهي ذخائر تُستخدم في المدافع الرشاشة الثقيلة والبنادق المضادة للمركبات، ويرجح أنها صُنعت أو نُقلت إلى السودان خلال عام 2024، أي بعد اشتداد الحرب الأهلية في البلاد.
نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الكينية في بيان رسمي أي علاقة للصناديق بالجيش الكيني، مؤكدًا أن “المصنع الحربي الكيني يحتفظ بسجلات دقيقة للذخائر المنتجة داخليًا، ولم يتم التعرف على الصناديق أو الرموز الظاهرة عليها”، دون تقديم توضيحات بشأن ما إذا كانت هناك واردات أو تحويلات خارجية من هذا النوع.
أشار التحقيق إلى أن القوات المسلحة السودانية عرضت في مواقع أخرى صناديق مماثلة أُزيلت منها العلامات الأصلية، بينما ظهرت صناديق أخرى تحمل علامة رئاسة جمهورية تشاد، وتضمنت ذخائر صينية من نوع 73 ملم عالية الانفجار ومضادة للأفراد والدروع.