الخرطوم/صوت الهامش – 30 سبتمبر 2025م تعيش المواقع الأثرية والمتاحف السودانية واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخها، بعد أن طالتها أضرار جسيمة ونهب منظم خلال الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من التراث الثقافي للبلاد.
وقالت وكالة رويترز في تقرير لها إن متحف السودان القومي في الخرطوم، الواقع قرب ملتقى النيلين الأزرق والأبيض، تعرض لدمار واسع النطاق، حيث تناثرت بقايا الفخار والتماثيل بين الزجاج المكسور وفوارغ الرصاص. وأضافت أن محاولات يجريها مختصون محليون لإنقاذ ما تبقى من المقتنيات رغم شح الإمكانيات.
وبحسب إخلاص عبداللطيف، مديرة قطاع المتاحف في الهيئة القومية للآثار والمتاحف، فإن نحو 4,000 قطعة أثرية باتت مفقودة، بينها نحو 700 قطعة من متاحف نيالا والجنينة في دارفور. وأشارت إلى أن أمين متحف الجنينة قُتل عندما تعرض المبنى للقصف، فيما يُعتقد أن العديد من القطع قد تم تهريبها إلى دول مجاورة.
وذكرت رويترز أن المفقودات شملت معابد وتماثيل نُقلت إلى الخرطوم في ستينيات القرن الماضي لحمايتها من الغرق بعد بناء السد العالي في مصر، من بينها معبد بوهين الذي شيدته الملكة المصرية حتشبسوت حوالي 1500 قبل الميلاد، والذي لحقت به أضرار كبيرة أثناء القتال.
كما لم يسلم متحف القصر الجمهوري من آثار الحرب، إذ تحول داخله إلى ركام متفحم، بينما تحطمت النوافذ والمصابيح في السيارات التاريخية المعروضة أمامه. هذه الخسائر تضاف إلى حجم الدمار الكبير الذي أصاب مباني المتاحف والمقتنيات في العاصمة وعدة ولايات.
وقدّرت الهيئة القومية للآثار أن تكلفة ترميم وتأمين المتاحف السودانية وإعادة صيانة ما تبقى من مقتنيات قد تصل إلى 100 مليون دولار، وهو مبلغ صعب المنال في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السودان. كما توقفت نحو 45 بعثة أثرية أجنبية كانت تعمل في البلاد قبل الحرب، بانتظار تحسن الأوضاع الأمنية للعودة

تعليق واحد
LUshdvqIQPoZRGQEL