الخرطوم/صوت الهامش – 3 أكتوبر 2025 تواجه العاصمة السودانية الخرطوم تحديات ضخمة في مساعي إعادة إعمارها بعد أكثر من عامين من الحرب المدمرة .
حيث قُدّرت التكلفة الأولية لعمليات الإعمار بما يصل إلى 130 مليار دولار، وهو ما يعادل نحو ثلاثة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد قبل اندلاع النزاع.
وبحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، فإن الجيش السوداني، بعد استعادته السيطرة على المدينة في الربيع الماضي، شرع في إعادة فتح بعض المؤسسات الحكومية وتوفير خدمات محدودة من المياه والكهرباء، غير أن حجم الدمار والخراب الذي لحق بالبنية التحتية الأساسية والمعالم التاريخية يفوق القدرات المحلية بكثير.
وتشير تقديرات أولية إلى أن نحو 2 مليون شخص يستعدون للعودة إلى الخرطوم، وفق أرقام الأمم المتحدة، غير أن منظمات إنسانية حذّرت من أن المدينة ما زالت غير مهيأة لاستقبال هذا العدد بسبب انهيار المرافق الصحية وشح الغذاء والمياه.
ووصف ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ، مهمة إعادة الإعمار بأنها “هائلة”، مشيرًا إلى أن الوضع في الخرطوم دفع بعض العائدين إلى مغادرتها مرة أخرى نتيجة غياب الخدمات والأمن.
ويشمل الدمار الذي وثّقته التقارير المتحف الوطني السوداني الذي تعرض للنهب، وفندق كورنثيا، أحد أبرز معالم العاصمة، إضافة إلى تدمير مساجد وجسور تاريخية وقصور أثرية. كما أن جثثًا متحللة ما زالت منتشرة في بعض الشوارع، في ظل انتشار وبائي للكوليرا وحمى الضنك.
ووفق التقديرات الحكومية التي أُبلغ بها دبلوماسيون غربيون، فإن احتياجات إعادة الإعمار تشمل نحو 20 مليار دولار لإصلاح البنية النفطية و3 مليارات لإعادة تشغيل مطار الخرطوم الدولي الذي دُمرت مدرجاته وصالاته منذ بداية الحرب.
وتبدي دول عدة، بينها روسيا والصين وقطر وتركيا والسعودية وإيران، استعدادًا مبدئيًا للمشاركة في جهود إعادة الإعمار، غير أنها تشترط توقف الحرب بشكل كامل، في وقت يؤكد فيه مسؤولون إنسانيون أن الأولوية يجب أن تُعطى حاليًا لتوفير الغذاء لملايين السودانيين المهددين بالمجاعة.