ستون عاما من تغييب العقل الجمعى للشعب السودانى واللعب بعقول البسطاء والسطو على الافئدة الطاهرة وسلب الارادة مع يبق الاصرار والترصد والكذب المستدام والنفاق الذى مارسه ولا زال يمارسه هواة التمرغ فى التراب الخليجى وعشاق ومدمنى العروبة كجنس وهوية ولون وليس كلغة فا للغة العربية هى لغة القرأن ولغة أهل الجنة ولها كل التبيجيل والعظمة والوقار فقد ادمنت هذه النخب الفشل وظل ملازما لها فقد اتضح هذا جلي عند حدوث يما يسمى بفرية الاستقلال هذه الكذبة الكبرى التى انطلت على عقول الغالبية العظمى من الشعب السودان وصاروا يرددون فى غوغائية وتقليد اعمى (اليوم نرفع رأية استقلالنا) فهنا تبدر بعض الاسئلة وهى ماهو الاستقلال؟ وماهى مستحقاته ؟ والآمل والتطلعات التى ضحى الاباء والاجداد من اجلها والاجوبة تظهر جلية كالشمس فى كبد السماء فالامل المنشود والمرتجى من الاستقلال هى المواطنة المتساوية فى الحقوق والواجبات والديمقراطية المستدامة والمساوة امام القانون والتداول السلمى للسلطة والتنمية المتوازنة ثم العدل والرفاهية فاذا تمعنا الحالة السودانية فنجد ان هذه الامال والتطلعات والهدف الاسمى والاشواق ذهبت مع الريح و لم تتحقق خلال الستون عاما الماضية بل صرنا نتقاتل من اجل هذه الحقوق المسلوبة مع سبق الاصرار والترصد والسبب الرئيسى هى هذه النخب المستعربة والتى تتعمد اقصاء الاخرين وهم المكون الذى يساوى 90% من مجموع الشعب السودانى وقد ظلت تسيطر على مفاصل السلطة والثروة (جدلية المركز والهامش للدكتور ابكر ادم اسماعيل )( النخب السودانية وادمان الفشل للدكتور منصور خالد) وقد لعب المستعمر الانجليزى الدور الاكبر عندما سلم الدولة باكملها لبعض النخب الذىن ينحدرون من اثنية معينة تنحدر من اقليم معين مكأفاة او فوائد مابعد الخدمة نسبة الى الدور الذى لعبتة هذه الاثنية فى مساعدة المستعمر وفتح بوابة الاقليم الشمالى ثم المساندة والمشاركة فى اجتياح الوطن الجريح( كتاب حرب النهر لونستون تشرشل والذى اصبح رئيسا للوزراء فى المملكة المتحدة لاحقا)فقد كانوا يد المستعمر التى يبطش بها ورجله التى يمشى عليها وعينه التى يبصر بها واذنه التى يسمع بها رغم تزييف وتحريف التأريخ وبعد ذلك اصبحوا يلعبون ويدغدغون مشاعر هذا الشعب الطيب بواسطة الدين الاسلامى مع العلم ان اكثرهم مسلمين جغرافيين لم يتدبروا ولم يتمعنوا فى جوهر القرأن الكريم فاصبحوا يفصلون لهم الايات التى تخدم اغراضهم وترضى نفوسهم المريضة( اطيعوا الله والرسول واولى الامر منكم)دون معرفة اولى الامر الصالح الذى تجب طاعتة. ستون عاما من موت الضمير والتلاعب بمشاعر البسطاء واستغلال طيبتهم وجهلهم وبعض الشعارات الجوفاءمثل مافى جنوب بدون شمال.ياغريب يلا لبلدك ومنقو قل لاعاش من يفصلنا ويالفى الجنوب حى الشمال . ستون عاما والسودان لم يحظى بدستور توافقى يلبى طموحات واشواق السودانيون الكل يجد نفسه داخل اطاره ويفتخر بانه سودانى ستون عاما والنخب الشمالية جعلت من السودان ضيعة يتبادلون الحكم فيما بينهم وبقية الشعب كومبارس يؤدون دور المشاهدين وعليهم فروض الولاء والطاعة ( الكتاب الاسود) ان فرية الاستقلال التى صاحبتها بعض الشوائب وادلها نقض العهود والمواثيق واللعب بالعقول فقد استن مايسمون انفسهم بالرعيل الاول من الوطنيين او اباء الاستقلال سنة الكذب عندما تم الاتفاق مع مواطنى الاقليم الجنوبى انذاك باعطائهم الحكم الفدرالى بعد تصويتهم من اجل الاستقلال من داخل البرلمان 19 ديسمبر 1955 فقد حشدوا الهتيفة والمطبلاتية والطائفيون الذين يدورون فى فلكهم من اجل تنفيذ هذا المخطط الأثم وتم نقض ذلك العهد فكما قال الله تعالى ( ان الاعراب اشد كفرا ونفاقا ) فكيف باذنابهم الذين يتبنون افكارهم واطروحاتهم مما ولد واشعل شرارة المطالب والتى لازالت مستمرة الى يومنا هذا وافرزت بعض المأسى فى اقليم دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان وهامش العاصمة القومية . ستون عاما والوطن الجريح يبحث عن هويتة المفقودة التى ضاعت بسبب الحماقات والمراهقة السياسية التى ظلت تنتهجها هذه النخب (زنجية ام عربية ) مع ان الامر واضح وضوح الشمس ولا يحتاج الى تفسير او توضيح ستون عاما ولم ينجب السودان زعيما نتغنى ونتباهى به امام العالم وتصنع له التماثيل ويوضع فى متحف التاريخ الانسانى (مانديلا.نكروما . غاندى .جيفارا.باتريس لوممبا. سنغور) وانشودة الفرح الخرافى الذى لم يكتمل دكتور جون قرنق ستون عاما والسودان يرزح تحت وطأة الاستعمار الداخلى(ظلم ذو القربى اشد وأمر)مما ولد وافرز بعض الحالات الشاذة والغير مالوفة من ابناء الهامش الذين اضحوا مستعمرين بالوكالة عن اذناب المستعر ويمشون على جثث اهلهم دون ان يرق لهم طرف كل همهم ومنتهى امانيهم الاستوزار والكرسى وبعض المناصب الورقية وفتات موائد المستعمر الجديد امثال دانيال كودى وتابيتا بطرس وابو مدين وكرمنو والسيسى وابو قردة وقد تناسوا ان التأريخ خير شاهد لايترك صغيرة او كبيرة الا واحصاه او ان التأريخ لايهاب الجبابرة ولا يخاف الطغاة وكل من رضع من ثدى هؤلا المستعمرون النتن وتمرغ فى اوحالهم ان كان بقصد او دون ذلك ستون عاما ولم نرتقى سلم المجد والحضارة بل تدحرجنا الى الوراء بسرعة الصاروخ وصرنا من اكثر الامم فشلا وفسادا وتخلفا ففى حقبة الستينات من القرن الماضى كان السودان يكنى برجل افريفيا المريض اين هو الان ؟ هل خرج من غرفة الانعاش ام لازال يعانى من امراض السياسة الستة بعد عملية البتسر؟