بقلم/ عبدالمجيد أحمد عبدالرحمن
تشكل علاقه الدوله بالمجموعات العرقيه، والمذهبيه، واللغويه والدينيه، واحده من ابرز معضلات السلام الاجتماعى والتعايش السلمى والاستقرار السياسى والنهوض الاقتصادي،
اذا كانت علاقه الدوله بالمجموعات العرقيه والثقافيه علاقه موضوعيه، تعتمد على العداله فى تطبيق القانون، وتوزيع الثروه، والسلطه، وتوفير الحمايه على اساس المواطنه، والحقوق، سوف ينعكس ذلك، فى نهوض الدوله اقتصاديا وسياسيا، وامنيا؛ اما اذا كانت علاقه الدوله بالمجموعات العرقيه والثقافيه والدينيه، تقوم على سياسيات الانحياز والظلم الاجتماعى والثقافى والتهميش و العنصريه والاقصاء؛ ستكون النتيجه حروبات ونزوح وتشريد وابادات جماعيه، وفقر وغبن اجتماعى ونفسى؛ مما يعيق تطور الدوله
لقد اندلع الحرب فى دارفور مرات عديده بين مجموعات ثقافيه مختلفه منذ الثمانينات حتى اصبح حرب شامل فى 2003، بعد ظهور حركات المقاومه المسلحه، فى الصراع
وفى كل هذه المراحل ظلت الدوله، تلعب دور المشجع والمنحاز، والمحرض لبعض المجموعات؛ بهدف نفى واستبعاد مجموعات ثقافيه اخرى، لاعتبارات ثقافيه تتعلق بالهيمنه، والسيطره، مستخدمة فى ذلك، تصنيفات عرقيه عنصريه مثل عرب وزرقه وافارقه وعبيد 100 الخ، اى بمعنى كل هذه المأساة حدثت من خلال تأسيس خطاب عرقى اثنى، تبلورت نتائجه فى الحرب، والنزوح، والتشربد والتطهير العرقى، والاغتصاب، وجرائم قتل عشوائية، فى ظل غياب كامل للدوله، فالفكره الاساسيه فى توظيف المجموعات العرقيه والثقافيه، فى الصراع هو الحرب بالوكاله، بصرف النظر عن هويه الوكيل جنجويدى ام رحالى او زرقاى او عربى دارفور؛ لان مشروع الحرب بالوكاله، هو مشروع ليس جديد للنخبه السياسيه الشماليه على حد تعبير الكاتب الباقر العفيف،
بل يمكن ان يكون شرط اساسى، من شروط تكوين العقل السياسى للمركز
لقد تم تطبيق هذا المشروع، على ارض الواقع وبشكل فعلى فى جنوب السودان، تحت شعار (اضرب العب بالعب) فكان الجنوبى هو العب المضروب والدارفورى هو العب الضارب (تعبئه الدارفورين فى حروبات الجنوب).
وقام المجلس العسكرى الانتقالى بعد انتفاضه ابريل فى عام 1985 بقياده سوار الدهب، بمناقشه هذا المشروع، من ثم جاء الصادق المهدى رئيس الوزراء المنتخب، بتنفيذه ولقد كان العملاء والوكلاء وضحايا المركز الاوئل فى الصراع العرقى، والثقافي هم الرحل والبقاره فى كردفان و دارفور حتى وصلت تجليات هذا الصرع الى مجزره الضعين او حرق الدينكا فى قطار بمدينه الضعين، ابان حكم الصادق المهدى، وفى نفس السنه قامت حكومه الصادق المهدى بمباركه تحالف جديد نشا فى دارفور تحت مسمى التجمع العربى
و من ثم جاء نظام الانغاز وواصل فى تنفيذ هذا المشروع العنصرى،
وفى كل الاحوال، اعتقد ان الحروبات الطاحنه وجرائم القتل والاغتصاب الذى يحدث فى دارفور يوما بعد يوم، لم يكن ضحيته سواء انسان دارفور، بصرف النظر عن التوظيف العرقى والعنصرى للدوله، التى ظلت منذ البدايه تسيطر عليها مجموعات ثقافيه معينه، تدعى العروبه وتدافع بالوكاله عن العرب الاصلين فى سوريا والعراق وفلسطين من خلال خلق وكلاء جدد من مواطنين سودانين.
