الخرطوم / صوت الهامش – 28 نوفمبر 2025
قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إن قوات الدعم السريع تمنع وصول فرق الأمم المتحدة إلى مدينة الفاشر، رغم المخاوف المتصاعدة بشأن مصير عشرات الآلاف من المدنيين الذين انقطعت أخبارهم منذ سيطرة المليشيا على المدينة في 26 أكتوبر.
وجاءت تصريحات فليتشر في مقابلة مع صحيفة إلباييس الإسبانية التي نشرت تقريراً موسعاً اليوم، تناول شهادات الناجين وصور الأقمار الصناعية التي تشير إلى وقوع انتهاكات واسعة وعمليات قتل جماعي محتملة داخل المدينة.
وأكد فليتشر للصحيفة أن الأمم المتحدة “لا تملك أي صورة دقيقة” عن عدد القتلى أو المحتجزين، محذراً من أن منع دخول فرق الإغاثة “يثير أسئلة خطيرة حول ما يجري داخل الفاشر”. وأضاف أن الشهادات التي جمعتها منظمات إنسانية من الناجين في طويلة تتضمن روايات عن التعذيب، عمليات الإعدام، الخطف مقابل فدية، والعنف الجنسي.
وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 260 ألف مدني كانوا محاصرين داخل المدينة قبل سقوطها، بينما لم يتمكن سوى نحو 100 ألف من الخروج، ما يعزز المخاوف بشأن مصير البقية.
ويشير تحليل حديث لصور الأقمار الصناعية أجراه مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل إلى وجود مقابر جماعية جديدة، ومواقع محتملة لعمليات إعدام، إضافة إلى مؤشرات على حرق جثث في مناطق متعددة داخل الفاشر.
وتتهم منظمات حقوقية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ذات طابع عرقي وتطهير جماعي في دارفور، بينما تواصل المليشيا فرض تعتيماً كاملاً على الاتصالات داخل المدينة، ما يجعل الوصول إلى معلومات مستقلة أمراً بالغ الصعوبة.
ودعا فليتشر إلى السماح بوصول فوري وغير مشروط لفرق الأمم المتحدة والإغاثة الإنسانية، مؤكداً أن “كل يوم يبقى فيه المدنيون محاصرين هو يوم يهدد حياتهم”.
