جنيف – صوت الهامش – 23 أكتوبر 2025
دعت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة، إلى تحرك دولي فوري لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، محذّرة من أن البلاد تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، بعد أكثر من تسعمائة يوم من القتال العنيف والانتهاكات الواسعة والجوع وانهيار الخدمات الأساسية.
وقالت الوكالات الأربع، وهي المنظمة الدولية للهجرة ، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي ، في بيان مشترك، إن أكثر من 30 مليون شخص باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينهم 9.6 ملايين نازح داخلي وقرابة 15 مليون طفل، في وقت يهدد فيه الجوع والأوبئة حياة الملايين.
وأكد البيان أن مدينة الفاشر في شمال دارفور تخضع لحصار مستمر منذ أكثر من 16 شهراً، مما ترك أكثر من 260 ألف مدني، بينهم 130 ألف طفل، دون غذاء أو مياه أو رعاية طبية، وسط تقارير متزايدة عن القتل والعنف الجنسي والتجنيد القسري.
وقالت أوغوتشي دانيلز، نائبة المدير العام للعمليات في المنظمة الدولية للهجرة، عقب زيارتها للسودان:
> “ما رأيته في السودان يختصر المعاناة – مدن مدمرة وخدمات شبه منهارة، لكن الناس ما زالوا يتمسكون بالأمل. يجب أن يقابل صمودهم دعم دولي فوري”.
بدورها، وصفت كيلي كليمنتس، نائبة المفوض السامي لشؤون اللاجئين، الأزمة بأنها “إحدى أسوأ أزمات الحماية التي شهدها العالم منذ عقود”، مشيرة إلى أنّ ملايين النازحين يعيشون في ظروف قاسية دون أي دعم كافٍ.
وأوضح البيان أن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، التي تتطلب 4.2 مليار دولار، لم تتلقَّ سوى 25% من التمويل المطلوب، وهو ما يهدد بوقف عمليات الإغاثة الأساسية التي وصلت حتى الآن إلى أكثر من 13.5 مليون شخص.
وطالبت الوكالات الأربع بوقف فوري لإطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات دون قيود، وتأمين ممرات إنسانية آمنة، وتمويل عاجل للعمليات الإغاثية، إضافة إلى إيجاد حلول دائمة للنازحين واللاجئين.
وأكدت في ختام بيانها أن “المجتمع الإنساني مستعد للعمل، لكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك وحده”، داعية المجتمع الدولي إلى “التحرك العاجل لإنقاذ ملايين الأرواح في السودان”.
