واشنطن – صوت الهامش – 13 نوفمبر 2025
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن قوات الدعم السريع تتلقى دعماً خارجياً واضحاً، مؤكداً أن استمرار تدفق السلاح والتمويل إليها يمكّنها من ارتكاب فظائع واسعة ضد المدنيين في السودان، وأن هذا الدعم لا يأتي فقط من دولة واحدة، بل يشمل دولاً «تسمح باستخدام أراضيها لشحنه ونقله».
وأوضح روبيو، في تصريحات رسمية خلال مؤتمر صحفي، أن واشنطن تعمل على هذا الملف «على أعلى مستويات الحكومة»، مشيراً إلى أن وجود بعض الدول ضمن إطار الرباعية لا يعني إعفاءها من المسؤولية، مضيفاً: «لن نسمح بأن تتحوّل الرباعية إلى درع تختبئ خلفه الأطراف المعنية».
ورداً على سؤال مباشر حول دور الإمارات ودعمها لقوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة صينية، قال الوزير: «نحن نعمل بجد على هذا الأمر. نحن نعرف الأطراف المتورطة — ولهذا هم جزء من الرباعية». ولم يسمّ الإمارات بالاسم، لكنه أكد أن الملف مطروح بشكل دائم على طاولة النقاش مع الشركاء الإقليميين.
وانتقد روبيو عدم التزام قوات الدعم السريع بأي اتفاقات، قائلاً: «المشكلة الأساسية أن قوات الدعم السريع توافق على أمور ثم لا تلتزم بها أبداً»، في إشارة إلى إعلان المليشيا قبول هدنة إنسانية قبل أيام «من دون نية حقيقية للالتزام بها».
وأشار الوزير إلى تقارير مقلقة من منظمات إنسانية دولية حول مستويات غير مسبوقة من الجوع وسوء التغذية بين المدنيين الفارين من مناطق القتال، مضيفاً أن غياب الأعداد المتوقعة من اللاجئين قد يشير إلى أن كثيرين «إما ماتوا أو أنهم مرضى ومنهكون لدرجة تمنعهم من الحركة».
وأكد روبيو أن فظائع الدعم السريع ليست نتيجة «عناصر منفلتة»، بل هي ممارسات «منهجية»، تشمل الاغتصاب والعنف الجنسي والقتل والاعتداءات على النساء والأطفال، محذراً من أن استمرار هذه الأعمال قد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتحوله إلى بؤرة لنشاط الجماعات المتطرفة.
وقال الوزير إن واشنطن تعمل مع مصر والسعودية والإمارات ضمن إطار المبادرة الرباعية لمحاولة وقف الحرب، لكنه شدد على ضرورة معالجة مسألة الدعم الخارجي للمليشيا، مؤكداً أن أي حل سياسي لن يتحقق ما لم يُوقف تدفق السلاح إليها.
وختم روبيو بالقول إن الولايات المتحدة ستدعم أي مسار — بما في ذلك المساعي داخل مجلس الشيوخ الأمريكي لتصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية — إذا كان ذلك سيسهم في وقف الجرائم الجارية، مضيفاً: «نريد شيئاً واحداً… يجب أن يتوقف هذا فوراً».
