الخرطوم _صوت الهامش
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تحذيراً عاجلاً من تفشي خطير للحصبة في مدينة طويلة بولاية شمال دارفور، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 800 حالة مشتبه بإصابتها بالمرض بين الأطفال، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي.
وأكد ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يت، أن هذا التفشي يأتي في سياق كارثة إنسانية متصاعدة، مع استمرار القتال العنيف في دارفور منذ 11 أبريل. وقال: “يتحمّل الأطفال العبء الأكبر من هذه الكارثة. فالكثيرون منهم فروا مع عائلاتهم من منازلهم للمرة الثانية أو الثالثة، لكنهم ما زالوا محاصرين بالخطر والجوع والمرض”.
ويعيش نحو 180,000 نازح في طويلة، مما رفع العدد الكلي للنازحين في المدينة إلى أكثر من 300,000 شخص، وسط بنية تحتية منهارة ونقص حاد في المياه النظيفة والرعاية الطبية. وفي الفاشر، لجأ أكثر من 150,000 شخص إلى مبانٍ غير مكتملة ومدارس أو احتموا تحت الأشجار، وهم معرضون للقصف المستمر ويعانون من انعدام الأمن الغذائي وغياب الخدمات الصحية.
وأبدت اليونيسف قلقاً بالغاً إزاء المدنيين المحاصرين في مخيم زمزم، حيث يمنع الكثيرون من مغادرة المخيم بالقوة من قبل جماعات مسلحة، أو يعجزون عن الخروج بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
كما حذرت المنظمة من قرب نفاد الإمدادات الطبية في مستشفيات الفاشر، في ظل القتال الذي يعطل حركة المدنيين ويعرقل وصول المساعدات الإنسانية. وقد تم تعليق خدمات التغذية الحيوية في زمزم بعد تعرض المرافق للهجمات.
وتمكنت اليونيسف خلال شهر أبريل من إيصال خمس شاحنات محمّلة بالإمدادات الصحية والغذائية ومستلزمات المياه والصرف الصحي إلى توايلا وزالنجي وجبل مرة، لتلبية احتياجات نحو 250,000 نازح داخلي. لكن حجم الأزمة يفوق قدرة الاستجابة الحالية، ما يستدعي دعماً عاجلاً لتوسيع الخدمات الصحية المتنقلة في المنطقة.
